” احنا شلة كنا ستة ربع اثنينا مسجونين مؤبد اثنينا توفوا جرعة زايدة وواحد منحاش من الكويت ” بهذه الكلمات وصف احد مدمني المخدرات المتعافين ندمه على ما ضاع ، فالشباب هم الفئة الأهم في مجتمعنا لانهم يشكلون ٧١٪ من المجتمع تقريباً وللأسف هم أكثر ضحايا هذه الآفة اللعينة ،،
تعتبر المخدرات اليوم من اكبر المشكلات الاجتماعية التي تواجه ديرتنا لأن انتشارها ترتب عليه اهوال ومآسي عديدة سواء كانت اقتصادية او اجتماعية فارتفعت نسبة الجريمة وازدادت الفتنة بين الكثير من ابناء المجتمع واذا امعنت البحث والتمحيص عزيزي القارئ ستجد ان رائحة المخدرات تفوح من معظم هذه الفوضى ، الإدمان يدمر الإنسان نفسياً وروحياً واجتماعياً ويحوله الى بقايا انسان حيث ان وجوده في الحياة اصبح مرتبط بما يتعاطاه من مادة وكيف يحصل على المال لشراء هذه المادة ومتى يُقبض عليه بل ومتى يقبض الله روحه اثر جرعة زائدة من السموم .
علينا جميعاً ان نتكاتف لوقف تمدد هذه المادة ، فرغم كل الجهود العالمية والمحلية لمكافحة هذه السموم الا ان هذه الظاهرة تتصدر الصفوف الاولى في قوائم الجرائم في البلاد حيث بلغت اخر احصائية معلنة ان ٦٤٪ من الجرائم مرتبطة بالمخدرات سواء اتجار او تعاطي ، وحسب المصادر فإنه من بين كل 50 قضية تنظرها الأجهزة الأمنية في الكويت، هناك 35 قضية تتعلق بالمخدرات، وان نحو %50 إلى %60 من إجمالي السجناء أدينوا في قضايا مخدرات. ومن المؤكد ان السبب الرئيسي في تلك الحرب الشرسة التي تتعرض لها الكويت من مافيا المخدرات حيث ان موقعها الجغرافي قريب من دول كثيرة مُصنعة ومصدرة لهذه السموم مثل باكستان وايران وافغانستان ، كما ان انتشار انواع سيئة ورخيصة مثل الشبو وانواع لا احد يعرف مصدرها من اهم اسباب سهولة تعرض الشباب لهذه الآفة واعتيادها ، تقول الاحصائيات ان نحو ٦٠ الف مدمن و٦٥٠ قتيلاً بجرعة زائدة من عام ٢٠١٢ حتى عام ٢٠٢٢ من ٢٠ جنسية مختلفة داخل الكويت ، فبات تتويق هذه الآفة وحصارها من كل حدبِ وصوب واجب وطني .
ورغم تقديرنا لجهود وزارة الداخلية في هذا الشأن الا أننا نطمح في مزيد من الحملات والاجراءات والتواجد المستمر لنحد من انتشار هذه الجريمة الشنعاء بحق المجتمع ككل ، ومنا الى وزارة الإعلام الله الله بحملات التحذير ضد المخدرات لابد من انتاجها بكثرة وبطرق جديدة ومختلفة لعلها تكون سبب ان شاء الله في كبح قطار الموت الذي يسير في بلادنا وقد سُرقت مكابحه ، حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه .
الكاتب : هزاع المطيري