تستضيف تونس غدا الأحد الدورة العادية 30 للقمة العربية فيما وصف مراقبون “قمة تونس بقمة الآمال والمصالحات العربية” مؤكدين أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي عازم على إعادة بلاده إلى “حاضنتها العربية الطبيعية”.
وفي هذا السياق وصف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس مركز تونس عبداللطيف عبيد في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الاستعدادات لعقد القمة العربية المقبلة في دورتها ال30 بتونس بالكبيرة سواء من الجانب التونسي او من جانب الامانة العامة لجامعة الدول العربية.
واضاف ان هناك استعدادات لوجستية كبيرة حيث تم توفير كل ما يلزم من ظروف لإنجاح هذه القمة فيما يتواصل العمل والتنسيق بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وتونس لضبط جدول الاعمال في اطار اجتماعات مكثفة مع جميع ممثلي الدول العربية.
واوضح عبيد أن “هناك آمالا كبيرة معلقة على قمة تونس في تحقيق قفزة في التكامل والتضامن العربي – العربي” مشيرا الى انه على الرغم من انه لم يتم تحديد جدول الاعمال بصفة نهائية فانه لا شك ان القضايا العربية الشائكة ستكون مطروحة على القادة العرب وعلى رأسها القضية الفلسطينية والازمات في ليبيا واليمن وسوريا فضلا عن قضايا الامن العربي والعلاقة مع دول الجوار والتدخلات الاقليمية في الشؤون العربية.
واكد ان جدول الاعمال سيتطرق ايضا لقضايا التضامن والتكامل العربي والتعاون بين المنطقة العربية والتكتلات الاقليمية الاخرى مشددا على ان الجامعة العربية تعلق امالا كبيرة على قمة تونس التي ستكون مناسبة لتحقيق مصالحات عربية – عربية ودفع العمل العربي المشترك.
من جهته اعتبر المحلل السياسي منذر ثابت في تصريح مماثل ل(كونا) ان احتضان تونس للقمة العربية المقبلة “يمثل اعادة اعتبار للدور الدبلوماسي التونسي خاصة بعد خسائر المرحلة الانتقالية بسبب الخطاب المتشنج الذي كلف الدبلوماسية التونسية انحسارا في دورها وارتهانها في محاور اقليمية لم تكن مجدية”.
واكد ثابت ان القمة العربية تأتي كنقطة مفصلية تعيد الدبلوماسية التونسية الى تقاليدها الطبيعية كهمزة وصل بين الفرقاء مضيفا ان “القمة العربية تعيد تونس الى حاضنتها العربية وفضائها الطبيعي وترشحها لأن تكون منصة للحوار العربي – العربي ومجالا تفاوضيا ممتازا لعموم المنطقة”.
وذكر انه “ينتظر ان تحقق قمة تونس نجاحا في تقريب وجهات النظر خاصة فيما يتعلق بالملف الليبي لاسيما ان معطيات الميدان تؤكد اتجاه المشهد في ليبيا نحو انفراج الازمة بالاتفاق على اجراء انتخابات تكون بمثابة الخطوة الاولى في مسار حل الازمة الليبية”.
ورجح ان تكون قمة تونس مناسبة لخفض التوترات بشأن الملف السوري وستفتح الابواب امام الدول العربية لتعديل موقفها من الازمة السورية مشيرا الى ان القادة العرب سيتطرقون ايضا في مباحثاتهم الى مسائل الامن العربي والارهاب.
من جانبه قال الاعلامي والمحلل السياسي صلاح الدين الجورشي في لقاء مع (كونا) انه “لا شك في ان انعقاد القمة العربية بتونس بعد ثماني سنوات من الثورة من شأنه ان يعطي اهمية رمزية لتونس ويجعلها محور السياسة العربية في الفترة المقبلة”.
واكد ان “هذا التكريم الرمزي يفرض على الدبلوماسية التونسية جهدا مضاعفا لجعل هذا الاستثمار لفائدة تونس والمنطقة عموما ولا يكون مرورا عابرا حيث يتوقع من تونس ان تبذل المزيد من الجهود في المرحلة المقبلة لتكون رئاستها للقمة العربية بأثر ايجابي على صورتها وموقعها على الساحة العربية”.
وحذر الجورشي من ان التحدي الكبير المطروح على قمة تونس المقبلة يتمثل في محور المصالحات العربية “خصوصا ان النظام الاقليمي العربي قد انهار ولم تعد هناك منظومة عربية متجانسة ما فتح المنطقة العربية على محاور وقوى اقليمية اخرى تتنازع وتتقاسم النفوذ فيها”.
وشدد على انه “اذا نجحت القمة العربية في تونس بتحقيق هذه المصالحات العربية فستؤسس لنظام عربي جديد من شأنه ان يحدث توازنا في المنطقة يجنبها التناقضات والانقسام والصراعات التي نشهدها حاليا”.
يذكر ان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اعلن في ابريل من العام الماضي استضافة تونس للقمة العربية في دورتها ال30 بعد اعتذار البحرين عن استضافتها داعيا الى مضاعفة الجهود لتعزيز التضامن بين الدول العربية بالاضافة الى دعم تفعيل الدور العربي بالدفاع عن المصالح المشتركة.