أرجع محللان نفطيان كويتيان انخفاض أسعار النفط العالمية في تداولات يوم أمس الاثنين لأدنى مستوى لها منذ نحو 18 عاما إلى تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) وما ترتب عليه تطورات اقتصادية عالمية وتأثرا بالإجراءات المتخذة لوقف انتشاره.
وأوضح المحللان في تصريحين منفصلين لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء أن الانخفاض أتى أيضا بعد أن فرضت بعض الدول حظرا للتجول وقيودا على الحركة واتخاذها إجراءات العزل العام بغية التصدي للفيروس وسط تزايد المخاوف من أن هذه الإجراءات قد تستمر أشهرا وأن الطلب على الوقود سيواصل الانخفاض.
وقال الخبير في الشؤون الاقتصادية والنفطية حجاج بوخضور ل(كونا) إن الانخفاض الحاد في طلب واستهلاك الوقود الذي يشهد العالم خلال الفترة الحالية أمر لم يسبق له مثيل.
وأوضح بوخضور أن أسواق النفط تعرضت لضربة مزدوجة الأولى فرض الحكومات قيودا على الحركة وإغلاق المصانع بغية احتواء انتشار فيروس كورونا الأمر الذي ادى بدوره إلى تآكل الطلب.
وذكر أن الضربة الثانية لأسواق النفط تمثلت في فشل اجتماعات (أوبك +) مطلع شهر مارس الجاري (بين منظمة الدول المصجدرة للبترول ودول من خارجها) بالوصول إلى تمديد لخفض الإنتاج وما تبعها من حرب أسعار.
ورأى أن ما ساهم في زيادة تراجع الأسعار أخيرا صدور تصريحات روسية بأن سعر النفط عند 25 دولارا للبرميل نبأ ليس كارثة على المنتجين في البلاد.
وبين أن العالم يستهلك العالم 100 مليون برميل من النفط يوميا لكن وكالة الطاقة الدولية توقعت في تقرير صدر مؤخرا أن ينخفض الاستهلاك بنحو 20 مليون برميل يوميا مشيرا الى ان ذلك يجبر المنتجين في جميع أنحاء العالم على خفض الإنتاج.
وأفاد بأن تماسك أسعار النفط إلى الآن عند مستوى 25 دولارا للبرميل بالنسبة لمزيج برنت ومزيج أوبك على الرغم من جائحة كورونا يعطي أملا بتعافي الاقتصاد العالمي خلال ستة أشهر واستعادة اسعار النفط عند مستوى 40 دولارا مع نهاية الربع الثاني من العام الحالي.
من جانبه، قال الخبير النفطي أحمد حسن كرم ل(كونا) إن أسعار النفط بدأت بالانخفاض مع تصاعد حدة الحرب الجمركية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وصولا إلى فشل اجتماعات (أوبك +) مطلع مارس الجاري لاتفاق تمديد خفض الإنتاج مما تسبب بإغراق الأسواق النفطية وطغيان العرض على الطلب.
وأوضح كرم أن انتشار فيروس كورونا المستجد في معظم دول العالم ووضع الحكومات القيود على الحركة تمثلت بإقرار حظر للتجول وإغلاق المطارات وإيقاف الطيران التجاري عالميا عوامل أسهمت بانخفاض حاد للاسعار حيث وصلت لمستويات تلامس 20 دولارا للبرميل.
ورأى أن التأخر في إيجاد لقاح أو مصل مضاد لفيروس كورونا سيزيد من التعقيد في الأسواق النفطية التي تعاني أصلا زيادة في العرض وانخفاض الطلب متوقعا أن تصل الأسعار إلى حدود 10 دولارات للبرميل في حال استمرار الوضع الحالي.
ودعا دول (أوبك) وتحالف (أوبك +) إلى تدارك خطورة الوضع واتخاذ قرارات تعيد التوازن للأسواق النفطية وتضع الأمور الي نصابها مبنيا ان انعكاسات الأسعار الحالية على دول (أوبك) التي تعاني أصلا من عجوزات مالية صعب جدا إذ تعتمد موازناتها بشكل رئيسي على النفط كمصدر دخل.
وكانت عقود خام برنت لأقرب استحقاق أنهت جلسة التداول امس منخفضة 17ر2 دولار أو 7ر8 في المئة لتسجل عند التسوية 76ر33 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى إغلاق لها منذ نوفمبر 2002.
وهبطت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط أمس 42ر1 دولار أو 6ر6 في المئة إلى 09ر22 دولار وهو أدنى مستوى إغلاق منذ فبراير 2002.
وتوقع تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية (lEA) ان تتسبب جائحة (كوفيد – 19) بانخفاض الطلب على الوقود عالميا بنسبة 20 في المئة على الأقل مع اتخاذ الحكومات خطوات لتقييد انتشار الفيروس.
وكان تحالف (أوبك +) الذي يضم 24 دولة منتجة من داخل (أوبك) وآخرين مستقلين بقيادة روسيا فشل خلال آخر اجتماع لهم مطلع مارس الجاري في تمديد حجم خفض الإنتاج ما نتج عنه زيادة في العرض.