أكدت رئيس مجلس إدارة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة الدكتورة مشيرة أبو غالي اليوم السبت أهمية تضافر الجهود للحفاظ على الهوية الوطنية وترسيخ دور الشباب في حماية الأوطان.
جاء ذلك في كلمة لأبو غالي بافتتاح الملتقى الأول حول “حديث الشباب العربي لبناء الوعي” الذي ينظمه مجلس الشباب العربي تحت شعار (أجيال تدعم قضايا الأمة) بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة المصرية وبمشاركة ممثلي 22 دولة عربية وإفريقية وإسلامية وممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإقليمية والدولية.
وقالت أبو غالي إن الملتقى يهدف إلى “إلقاء الضوء على الأحداث الحقيقية وعدم تغييب العقول وإسهام الشباب في الوعي الجمعي فكرا وسلوكا ما يؤدي إلى توحيد الجهود دون إحداث اختراقات في جسد الأمة العربية التي تواجه تحديات وجود”.
وأضافت أن الملتقى يتناول التأثير النفسي والسياسي والاقتصادي لبناء الوعي على المجتمعات العربية ودور الدين والإعلام والقوى الناعمة في التأثير على بناء الوعي.
وأكدت أن “إدراك الحقائق هو مهمتنا الكبرى الآن” مبينة أن “محاربة الشائعات بإعلان الحقيقة أقصر الطرق لوأدها”.
وشددت على ضرورة تعريف الشباب العربي بالحقائق وتنبيه الجميع بالتهديدات التي تحيط بالأمة العربية والعمل على التصدي لها برؤية شبابية مسؤولة وواضحة حفاظا على الأمن القومي العربي.
من جهته طالب وزير الشباب والرياضة المصري الدكتور أشرف صبحي في كلمته الشباب العربي بأن يكونوا دائما “حائط الصد” ضد كل ما يواجه الدول العربية من تحديات جسام وفق رؤية عربية شبابية مشتركة.
وأكد أهمية الملتقى الذي يستهدف الاستثمار في الشباب العربي ودعمهم في معركة الوعي مشيرا إلى تأكيدات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة الاهتمام بالشباب وحمايتهم من الافكار التي تقوض قدرتهم على التفكير الصحيح والإبداع وضرورة تعظيم الاستفادة منهم.
بدوره وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كلمة متلفزة للملتقى أكد فيها ضرورة توسيع فرص مشاركة الشباب في الحياة السياسية وتحقيق التنمية وترسيخ الانتماء والوطنية لديهم.
فيما قال رئيس جمهورية جزر القمر غزالي عثماني في كلمة وجهها إلى الملتقى وألقاها نيابة عنه مستشاره المكلف بشؤون الدول العربية محمد جمل الليل إن الشباب القمري جزء لا يتجزأ من الشباب العربي الذي يعنى به مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة.
وأشار في هذا الصدد إلى الجهود التي تبذلها الحكومة القمرية من أجل مستقبل أفضل للشباب ومنها إنشاء جامعة جزر القمر والتي تستهدف خلق شباب واع ووطني ملتزم ومتمتع بجميع حقوقه ويتحمل جميع واجباته.
ويتزامن الملتقى مع احتفال الشباب العربي والأمم المتحدة باليوم العالمي للشباب حيث يتركز اهتمام المجتمع الدولي على قضايا الشباب باعتبارهم شركاء المجتمع المعاصر.
ويتناول الملتقى في جلساته التأثير النفسي والسياسي والاقتصادي لبناء الوعي على المجتمعات العربية ودور الدين والإعلام والدراما في التأثير على بناء الوعي بالإضافة الى إلقاء الضوء على قضايا الشباب ودعم قضايا الأمة ومواجهة التحديات الراهنة.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للملتقى تكريم عدد من الرموز العربية المؤثرة في مجال دعم الشباب وتحفيزهم من بينهم رئيس معهد المرأة للتنمية والسلام بدولة الكويت المحامية كوثر الجوعان بصفتها “رمزا للعطاء الوطني”.
بدورها، أكدت رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام بدولة الكويت المحامية كوثر الجوعان اليوم السبت أهمية الوعي لدى الشباب للنهوض بثقافة المجتمع وتجنب “الوعي الزائف” الذي تبثه مواقع التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك في ورقة عمل للجوعان أمام الجلسة الأولى للملتقى الأول حول “حديث الشباب العربي لبناء الوعي” الذي ينظمه مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة تحت شعار (أجيال تدعم قضايا الأمة) بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة المصرية وبمشاركة ممثلي 22 دولة عربية وإفريقية وإسلامية وممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإقليمية والدولية.
وقالت الجوعان “من أرض السلام كويت السلام أهديكم أزكى السلام ومن بلد الإنسانية نقرؤكم التحايا” مضيفة “نحن الآن نعتبر أنفسنا من الدول التي تنافس على مقاعد التقدم والأولويات في المراتب المميزة في شتى النواحي”.
وأشارت إلى أن “غالبية المجتمعات العربية ابتليت بالكثير من الثقافات الغريبة الدخيلة عليها والتي اختصت فئات الشباب”.
واوضحت أن “فئة الشباب مستهدفة بمحاولات تشويه القيم وزعزعتها ببث مفاهيم يرفضها الدين وترويجها بل ووضعها في أطر منمقة ومحاولة اعتمادها من قبل الدول والعمل بها كالمثلية وإباحتها كحرية شخصية للفرد والترويج لها بطباعة شعاراتها على الملابس الرياضة وغيرها”.
ولفتت إلى أن “الكثير من الشباب يقع فريسة الجهل بهذا الأمر بينما انتبهت الكثير من الدول والأفراد لهذا الغزو المرفوض وحاربته بشتى الطرق”.
وفي هذا الصدد قالت الجوعان إن الدستور الكويتي نص في مادته التاسعة على أن “الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن يحفظ القانون كيانها ويقوي أواصرها ويحمي في ظلها الأمومة والطفولة”.
وأضافت أن المادة العاشرة من الدستور تنص على أن ” ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي”.
وبينت أن “الدولة هي المسؤولة عن الحفاظ على ثقافتنا وقيمنا وديننا وعلينا ألا ننساق لدعوات التحرر الفاشلة التي تأتينا من الغرب فلقد أنعمت علينا شريعتنا الإسلامية ودستورنا وكافة قوانيننا بالحفاظ على الأسرة التي تتكون من رجل وامرأة بعقد زواج شرعي يرزقون بأبناء يحافظون على هويتهم وانتمائهم الإسلامي والعربي”.
وأكدت الجوعان أهمية الوعي لدى الشباب باعتباره “البوصلة” التي تقود بها المجتمعات العربية منوهة بضرورة أن يكون المجتمع واعيا ومثقفا ومدركا لواقعه “دون مغالطة أو تزييف”.
وشددت على أن الوعي بمعناه العام يمثل حالة صحية إيجابية تعكس فهم المرء لواقعه بكل مكوناته من صعوبات وتحديات وفرص ومجالات قوة ومواطن ضعف وتضعه في الموقع المناسب لتحديد الخطوات ورسم السياسات واتخاذ القرارات.
ورأت أن “المصيبة حين يكون المجتمع واعيا ومثقفا وغير ملم ومدرك لواقعه وظروفه ومكائد أعدائه فيعيش على غير وضوح في السياسات والخطط والرؤى المستقبلية ونراه متخبطا في أزماته مثقلا بها دون خطوات حقيقية تأخذه للأمام”.
وأوصت الجوعان في ورقتها بضرورة إعلاء القيم الإيجابية المرتبطة بالتنوع الثقافي وحقوق الشباب ومبدأ سيادة القانون والمساواة والتنسيق بين الهيئات لمحاربة الانحراف الفكري ومظاهره واعتماد آلية لمواجهته.
وحثت على الاهتمام بتطوير فكر الشباب والنهوض بثقافة المجتمع والاهتمام بالنشء (الأطفال والشباب) والتنوع الثقافي وتنمية الوعي الحقيقي لدى الشباب “لتجنب الوعي الزائف التي تبثه مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأكدت ضرورة التوعية المعرفية للشباب لعلاج “ظاهرة النشوة المعرفية” لديهم والاهتمام بصحة الأطفال والشباب وإتاحة الفرصة لهم للانخراط في أعمال مفيدة للمجتمع كالتطوع بروح خلاقة ومواكبة حركة المجتمع.
ودعت الجوعان وزارتي الشباب والتربية إلى “تبني برامج موضوعية للاستحواذ على فكرة وحركة وطاقة الشباب المتقد حماسة وحيوية لضمان تفاعله مع معطيات المجتمع ومتطلباته للتقدم بثبات والبعد عن الفكر المتطرف والانحراف”.
ولفتت كذلك إلى الشباب كقوة اقتصادية بعقولهم النيرة ووعيهم بالجهد التنموي وكقوة اجتماعية هامة مبينة أهمية كسب هذا القطاع من قبل صانعي القرار والسياسيين.
وأكدت أن على الجميع “مسؤولية وطنية وقومية بالابتعاد عن كل ما يثير الفتن والقلاقل في الدول العربية واستخدام شبكات التواصل استخداما إيجابيا للصالح العام ولصالح الأجيال القادمة”.
وحضت كذلك على التماسك والتعاون “مهما أشتد الخلاف بين أفراد المجتمع” في ظل نافذة مضيئة تشع بالأمل والسلام مؤكدة “أهمية دور الشباب العربي الواعي الواثق بتراثه وقيمه وتقاليده وعاداته وثقافته التي لا تضاهيها أي ثقافة أخرى”.
وشددت الجوعان على أهمية “دور الشباب العربي الواعي الذي لا تبهره الشعارات المغلفة ولا يركض خلف المغريات الغربية والثقافة الغريبة” مشددة على أن “الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أهلها وأبنائها”.
وأكدت في ختام ورقتها أهمية هذا الحفل الشبابي على وحدة الأوطان والعمل من أجلها محذرة من مغبة “إشعال نار الفرقة بين أفراد الأسرة الواحدة ثم المجتمع الواحد لتتسع الدائرة لاختراق كافة مجتمعاتنا ودولنا”.
وحثت الشباب العربي الذي وصفته بأنه “شعاع الأمة وباني مستقبلها” على ألا يجعل مطالب التحرر الغربي بابا لتنفيذ مصالح وغايات آخرين لافتة إلى أن “في الإسلام والثقافة العربية ما يشبع كل الغايات ويحقق الطموحات”.