قاع الفكر..
ميز الله عز وجل الانسان بنعمة العقل واهدى له أعظم مسؤلية على هذا الكوكب ليعمر الأرض ويشيد المباني ويرتقي بحضارته الى اسمى معاني الرقي ، ومن الناس من أخذ بهذه المسؤلية ابتغاء وجه الله وسعيا للعمل وفق ما أمر به الخالق عز وجل ومنهم من أخذها ابتغاء الدعة والأنانية والتفاف حول الذات دون مراعاة لحق الله وحق البلاد والعباد
إن أسوأ ما يقوم به الانسان أن يجعل ذاته محورا رئيسيا في ارساء دعائم النفع على دائرة الوجود متناسيا بذلك أنه معرض للعطب ومقدم على رحلة فناء سيحاسب بعدها على كل شاردة وواردة وفعل وقول، أود أن أركز هنا على الصنف الثاني من البشر اللذين أصبحت ملذاتهم فوق اعتبار القوانين،وافكارهم ملوثة بأرقام حسابية هائلة لتلبية مصالحهم الشخصية المجردة من الضمير ،وعن أي ضمير أتحدث وهم قد بلغوا من التمرد على الشرع والقانون مبلغهم
قد لا نستوعب جيدا أننا من نفسد بهذه الأرض لأن الجميع يلقي اللوم على الآخر ،ويخص نفسه بالمنفعه ويعمم الضرر على مجتمع لا بناء فيه سيصبح متينا اذا لم تتوحد افكارنا حول الغاية من الوجود الانساني الحقة ، ألسنا الآن نفعل مايخبر عنه الله تعالى في كتابه الكريم:( ظهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
41 الروم
وما صلاح الأرض إلا بصلاح الطاعة ونقاء الفكر واستيعاب الغاية العظيمة التي خلقنا من أجلها..
ومامن بركة تحل على هذه الأرض الا كانت نتيجة لتنفيذ أوامر الله تعالى ورسوله الكريم، فمتى نصل الى هذه الغاية ومتى نلتمس هذه البركة
ان كانت أفكارنا لا تكاد تلامس الأرض حتى تدفن في القاع؟
وسمية الخشمان