احتضنت مالطا أول لقاء من نوعه بين رئيسي طرفي النزاع في ليبيا، ويتعلق الأمر برئيس المؤتمر الوطني الليبي العام في طرابلس نوري أبو سهمين، ورئيس مجلس النواب الليبي المنحل في طبرق، عقيلة صالح، في لقاء يؤكد اتجاه الطرفين إلى حل داخلي ينهي الأزمة.
اللقاء الذي احتضنته العاصمة المالطية فاليتا مساء اليوم الثلاثاء، والذي يعد آخر لقاء بين الطرفين قبل التوقيع على اتفاق حكومة وطنية في المغرب يوم الخميس القادم، يزيد من تقليص الفرص أمام الحوار الأممي الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة، إذ يسود اتجاه عام داخل الطرفين بإيجاد حل للأزمة بعيدًا عن الأمم المتحدة ومؤتمر روما الذي انعقد الأحد الماضي حول الأزمة في ليبيا.
ورغم اعتراض مجموعة من الأطراف الدولية على هذا التقارب من بينهم المبعوث الأممي في ليبيا الذي يدفع إلى تبني الوساطة الدولية، إلّا أن الاتفاق الذي تم بين طرفي النزاع في تونس قبل أيام، والذي انتهى بإعلان مبادئ أساسية شكّلت أول اتفاق حقيقي بين الطرفين، جعل الليبيين يجنحون نحو حل داخلي دون توسط أممي، خاصة مع حجب صلاحيات ممثلي الطرفين في لقاء روما.
وكان ممثلون عن 17 دولة، من بينها ليبيا، وقعوا بيانا مشتركًا في روما يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا، مؤكدًا ضرورة توقيع اتفاق نهائي لتشكيل حكومة وفاق وطني في المغرب، وهو الاتفاق الذي خرج كذلك عن المشاورات التي احتضنتها تونس، مع اعتراض أطراف في ليبيا على بعض النقاط الواردة في روما.
وتتخوّف بعثة الأمم المتحدة من أن يكون يشكّل التقارب الذي بدأ في تونس عقبة أمام الطرفين لحلّ المشكل، بما أنه قد يدفع إلى حل دون ضمانات، في وقت يرى فيه المؤيدون للتقارب الليبي الداخلي بأنه الحل الوحيد للأزمة، وبأن الكثير من العقبات في الوصول إلى اتفاق، نجمت عن رفض عدد من برلماني الطرفين وجود تدخل دولي في النزاع.