مشاركة الشاعرة : (أميرة بنت محمد صبياني )في الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية .
الله الله يا أُمَّ اللغاتِ ! كم يشدو لكِ الحب ! وكم يحفظُ بكِ الود ، وتنتشي بجمال أصواتك المنابر،وتُغَرِّدُ بروعتك أصداء المكان !
بكِ عِزتي أمَّ اللغاتِ وَبَهجتي
ولكِ الودادُ يفيضُ من إحساسي
وبها تغردُ أحرفي والحبرُ في
قلمي ويشمخُ عندها قِرطاسي
زانت بعُرسِ اليومِ قافيتي التي
شَرُفَتْ بِحُبِّ الضادِ دونَ قياس
لكِ أحرفي لكِ هِزَّةُ الشِعرِ التي
تُذكي معاني العِزِّ في أنفاسي
لُغتي ، وَعِزُّ الكونِ مسرحُكِ الذي
عَشِقَ الجمالَ بِقَدِّكِ الميَّاسِ
لكِ يا معاني السِّحرِ كُلُّ مودتي
ولكِ الجمالُ وبهجةُ الأعراسِ
نعم
بين يديك يا لغتي تصيرُ أحرفُ الحب باقاتٍ من الجمال تلونها أزاهيرُ بهائك ، وترويها عذوبةُ معانيك الراقية !
بكِ يا لغةَ القرآن تُشرِقُ المعاني ، وتتجلى الأمجادُ ، وتفتخرُ النفوسُ وتطيب الأذواق ،
وينتشي الجمال .
قصيدة : لغة الكتاب
**************
لغةَ الكتابِ وموئلَ الإحسانِ
وأساسَ كلِّ حَقِيْقَةٍ وبيانِ
يا أشرفَ الكلِماتِ قد حُزْتِ العُلا
وَسَموتِ صرحًا راسِخَ البنيانِ
سبحانَ ربي قد حَبَاكِ الفضلَ من
سِحْرِ البيانِ وَأَحْرُفِ القرآنِ!
أنتِ الكمالُ الفَذُّ والقلبُ الذي
يروي الجمالَ بأعذبِ الألحانِ
عربيةٌ لُغتي ونبضُ نَمِيْرِهَا
عَذبٌ يَرُدُّ الروحَ للظمآنِ
لغةُ الندى يأوي الشموخُ لِروضِهَا
كَلِفًا فَتَغْمُرُ عِشْقَهُ بِحَنانِ
صَحِبَ الجمالُ بهاءَها واختارمن
أعماقِها حُللًا مِنَ الإتقانِ
زانتْ بِها كلُّ الفنونِ وأشرَقَتْ
منها الحروفُ وحلَّقَتْ بِمِعَانِ
أصلَ اللغاتِ وَيَا سَنَا الإِفصاحِ كَمْ
غَنَّى الجمالُ بِسِحْرِكِ الفَتَّانِ
حوريةَ النبراتِ غيثَ النورِ في
أصلِ العلومِ وَمَنْطِقِ التِبْيَانِ
من نورِ مَنْبِتِكِ العظيمِ تَدَفَّقَتْ
دُرَرُ الفصاحةِ عَبرَ كلِّ لِسانِ
فيضٌ من الإلهامِ يحمِلُنا على
آفاقِ ذوقٍ راجِحِ الميزانِ
لاترتضي سَقَطَ الكلامِ وسُخْفَ من
يروى ويكتبُ لَهْجَةَ النُقْصَانِ
كم غَالَتِ الهَفَوَاتُ مَنْطِقَها وَكَمْ
غَنَّى الجبانُ بلوثَةِ الشيطانِ!
فَغَدَتْ فلولُ الضعفِ ميتةً بلا
رُوْحٍ تُزَيِّنُ قَبْرَها بِجِنَانِ
أعداؤُها هُمْ أَهْلُ كُلِّ رذيلةٍ
وَحُمَاتُهَا نورٌ بِكُلِّ زمانِ
ضَمِنَ الإلهُ شموْخَها بالحفظِ في
آَيِ الكتابِ وَحَفَّهَا بِأَمانِ
هي مَجْدُنا وَهِيَ الدليلُ لِعِزِّنا
وهي الندى والخيرُ للأكوانِ
لاتهجروا أُمَّ اللغاتِ فإنَّهَا
معنى الحياةِ وَصفْحَةُ الإيمانِ!
ما ضَرَّهَا القلمُ الأجيرُ فَنُورُها
باقٍ بلا مينٍ ولا بهتانُ
لكِ يا منارَ الحقِّ نبضُ مَوَدَّتِي
وَلكِ انبِلاجُ الصِّدْقِ في وجداني
وَلَكِ انشراحُ الخَيْرِ من أهلٍ على
صونِ البيانِ تعاهدوا بِضَمانِ
للشاعرة :
أميرة بنت محمد بن سعيد صبياني
المملكة العربية السعودية .