في حلقة مميزة استقبلت المذيعة وفاء الكيلاني الممثلة المصرية المخضرمة سوسن بدر في لقاء مميز، تناول تجربتيها الفنية والشخصية.
في بداية الحلقة تحدثت سوسن عن تنازلات قدمتها، وقالت”تنازلت زي أي ست أو فنانة أوملكة لكي تحقق أحلامها، لكي يكون عندها بيت وأولاد وزوج”، مؤكدة على أهمية “لمّة” العائلة، وأن هذا الحلم جعلها تتنازل عن مساحة كبيرة من الإهتمام بعملها.
سوسن قالت إن الضربة التي لا تقتلها تقويها وتعود من بعدها أكثر قوة، وأضافت”أنا عمري ما كنت جبارة ولكنني تعلمت أن الإنسان لا يجب أن ينهار عندما يمرّ بمحنة بل أن يتعلم منها”.
سوسن اعترفت وقالت “أنا مش طيبة زيادة” وأضافت “لكنني لست شريرة أيضاً”، ولكنها لا تلتمس العذر عند تكرار الخطأ. كما أكدت أنها قررت مصاحبة الدنيا، ولكن ليس بسبب اليأس، مشيرة إلى أن كلمة اليأس ليست في قاموسها أبداً، وأنها أذكى إنسانة في الدنيا، ولكنها متواضعة جداً.
بين تشجيع والدتها الفنانة أمل سالم وممانعة والدها العمل في التمثيل، قالت سوسن” أمي كانت خريجة معهد عالي للفنون المسرحية ووالدي خريج حقوق وخريج معهد عالي للفنون، وتخرجا في نفس السنة، ولكن أمي اشتغلت كممثلة إذاعية ومسرحية، لان التلفزيون كان شبه منتشر، أما والدي فعمل في المحاماة. أمي شجعتني على التمثيل، لانها كانت ترغب بأن تحقق حلمها من خلالي، أما والدي كرجل شرقي مع إبنته ويعرف متاعب المهنة، فكان همّه إبعادي عن التمثيل لكي أعيش حياة مستقرة”.
سوسن التي لا ترى أن الفنان الحقيقي هو الذي يظلم نفسه، تابعت” الإنسان لا يجوز أن يظلم نفسه سواء كان فناناً أم غير فنان”. وأوضحت سوسن التي أوقفت التصوير ليوم واحد فقط، عندما توفي والدها، قالت” كنت مضطرة لأنه كان يفصلنا أسبوع واحد أو عشر أيام عن رمضان. الحزن يكون أحياناً رفاهية “مش من حقنا”. البعض يعتقد أن الفنان يعيش حياة رفاهية، وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق. ولو أنني أخذت وقتي في الحزن على والدي، لما كنا تمكنا من عرض العمل في رمضان”.
وعما إذا كان نجاحها، تمّ على حساب ابنتها ياسمين وهل هي تشعر بالذنب تجاهها، أوضحت” لم أقصّر معها، وكنت أعوض غيابي بوجود أمي، لولا وجود أمي وشقيقي لما كنت وصلت إلى ما أنا عليه. لكن عندما لا أكون مرتبطة بعمل، فإنني ألازم بيتي. وهذا ما أفعله حالياً مع أحفادي”.
ونفت أن تكون ابنتها تعقّدت من التمثيل بسببها، وقالت “هي كانت تعزف بيانو وترسم في شكل جيدّ ولكنها منهكة اليوم بتربية أولادها”. كما أكدت سوسن أنها لا تمارس “كيد الحماوات” على زوج إبنتها وقالت” هو مش مديني فرصة”.
سوسن أكدت أنها لا يمكن أن تخسر صديقة من أجل رجل، وأشارت أنها غيرت رأيها في موضوع الزواج مرة أخرى، لأنه يوجد في حياتها ما يحقق لها المتعة من بينها السفر والجلوس مع صديقتها، ولكنها أضافت “لكنني لست ضد الزواج”.
عن عدد زيجاتها، السرية والعلنية ردّت” لا أحب السرّ ولكن من الممكن أن أؤجل الإعلان لأسباب ترتبط بي أو بزوجي”. كما أوضحت أنها ليست منحوسة، لانها تزوجت سبع مرات وأضافت” أنا محظوظة جداً و”كل إنسان في الدنيا له 24 قيراط” وسوف ينالها. قدري أنه ليس مكتوباً لي أن أعيش مع زوج دائم، ولكن ربي عوّض علي”. وأوضحت “لم أكن أنا وحدي التي لا تتحمل الرجل بل الزوج لم يكن يتحملني أحياناً. أنا أعرف متى أغادر بيتي للتصوير ولكنني لا أعرف متى أعود إليه”.
سوسن أكدت أنها لم تتزوج من أجل مصلحة، وعن سرّ زواجها بـ فريد المرشدي الذي يصغرها بـ 20 عاماً، قالت” تزوجنا 5 سنوات، ومسألة السن ليست مهمة في الزواج، بل المهم أن يعرفوا كيف يتفاهموا. الزواج مسألة خاصة جداً، ولا أحد يعرف ماذا يوجد وراء الباب المقفول”.
سوسن أشارت إلى أنها إنسانة مغامرة ولكن مغامراتها محسوبة، وقالت”أحب أن أحترم عقلي وأحب من يحترم عقلي”. كما أكدت أنها لم تحب كل الرجال الذين تزوجتهم. ولو أني تزوجت بكل الرجال الذين أحببتهم “كان زماني إتزوجت ثلاثة أرباع العالم”. وعن سبب اكتفائها بإنجاب ولد واحد، أشارت “الإنجاب كان مشروعاً مؤجلاً بالنسبة إليّ بسبب إرتباطاتي المهنية”. كما أوضحت أنها لا تمانع الحب مجدداً في حال التقت بشخص ينسجم معها فكرياً ومهنياً. وقالت إنها تنازلت من أجل بعض أزواجها، في محاولة منها لإنقاذ زيجاتها، ولكن التنازل الوحيد الذي لم ترض به، هو تركها للفن.
ونفت سوسن أن يكون كتمانها هو السبب الذي جعلها تزور طبيباً نفسياً وتخضع للعلاج، وقالت” كانت تجربة مرّة، وخرجت منها أكثر قرباً من البني آدميين، ولذلك أنا ألتمس الأعذار للناس”، وتابعت “أنا لا أذكر الأسباب التي جعلني أمرض نفسياً ولكنني أتذكر كيف خرجت من مرضي، وربما لا شعورياً. أنا “رافضة أفتكر، ومن أهم الأسباب التي جعلتني أصمم على الخروج من مرضي هو صغر سن إبنتي ودوري كأم تجاهها”.
ورأت أن “تقسيمة الدنيا” في إعطاء الأخريات النجومية وإعطائها الموهبة، فيها الكثير من العدل، وأنا أنال حقي من خلال حب الناس ونجاحي وأولادي وشكلي وأصحابي وبيتي وعقلي.
عن تجربة فيلم “أميرة” الذي قدمت في بداياتها والذي قدمت فيه دوراً ساخناً وأخذ ضجة كبيرة قالت” من بعده بقيت من دون عمل لمدة عدة أعوام، وعندما عدت، عدت وكأنني أبدأ من جديد وربي قدرني وتجاوزت الأزمة”. ثم أكدت أن المخرجين والمنتجين لا يعرضون عليها أدوار الإغراء.
وعن سبب رفضها تقاسم الجائزة مع الممثلة روبي في فيلم “الشوق” وقولها “جائزة أحسن ممثلة مش سندويش جبن رومي”، وقبولها بذلك مع الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير، قالت “أنا لم أقل هذا الكلام وأول مرة أسمع به”، كما أكدت أن ظروف روبي الخاصة هي التي منعتها من حضور فعاليات الفيلم وأضافت “أنا وروبي أصحاب”. كما أوضحت أن روبي فنانة لها مكانتها، كممثلة ومطربة.
عن موقفها من كتابة إسمها، في السنوات الأخيرة، في آخر “تيتر” أعمالها، قالت إن هذا الأمر يتم عبر إتفاق معين، وهو لم يقلل ولا يزيد إلى الممثل، وأوضحت” مسألة الأسماء تأخد أكثر من حجمها ونستنفز من أجلها عصبياً وعاطفياً وذهنياً وعقلياً، مع أنها أبسط من ذلك بكثير”.
عن مشاكلها مع المخرج حسني صالح في مسلسل “الوسواس” قالت “وقتها كنت متعبة”، معه قدمت “الرحايا”. هو مخرج مميز جداً، لكن ضغط العمل يجعلني “مش مستحملة أن أعيد”، ففقدت أعصابي.
أما عن خلافها مع ماجدة زكي في مسلسل” كيد الحموات” وحذف اسمها من “تيتر” المسلسل، فقالت” لا أعتقد أن هناك أي ممثل يملك سلطة حذف أسماء زملائه في المسلسل. وما حصل أن محطة التلفزيون عرضت “برومو” للمسلسل مختلف عن “البرومو” الذي أعدته الشركة المنتجة والذي كان يضم إسمي واسم هالة صدقي وإنتصار ووقتها قيل إن ماجدة هي السبب، مع أنني لا أصدق هذا الكلام، وزعلي منها يعود إلى “الأفيش”، كما أشارت إلى أن ماجدة رفضت تصوير المشهد الأخير معهنّ بسبب عيد ميلادها. ونحن اختلفنا سابقاً على “إفيه” مسلسل لأنني وجدت أنه ليس في مكانه. هو لم يكن خلافاً بل إختلاف في وجهات النظر. كما أكدت أنها يمكن أنها تعمل معها مجدداً ولا يوجد سبب يحول دون حب ماجدة لها، والعكس تماماً وأضافت “خلاف الشغل يختلف عن خلاف الحياة”.
وعن زعلها مع صنّاع فيلم “قط وفار” بسبب إستبعادها عن “الأفيش”، قالت “خالص لم أزعل. نحن أصدقاء ولا نزال أصدقاء”.
وعن تقليدها لـ هيفاء وهبي، قالت ” هيفاء زي القمر وأحب أبقى شبهها”.