السياسة
كنت أظن بالكندري قد ‘ضبط’ وزارة المواصلات…!!
حسن علي كرم
كنت أظن الى وقت قريب ما أخفق وزراء المواصلات السابقون في «ضبط» الوزارة نجح به الوزير الحالي عيسى الكندري ، فهذه الوزارة التي هي إحدى الوزارات الخدماتية لكنها من أسوأ الوزارات في تقديم الخدمة، ومن أسوأ الوزارات تجاوباً مع المواطنين وفي ظل توافر الخدمات الممتازة التي توفرها شركات الاتصالات والتي لاشك قد خففت عن كاهل الوزارة أعباء خدماتية كثيرة كانت تقوم بها سابقاً ، لكن يبدو ان البلادة و الكسل مرضان متوارثان يسكنان داخل غرف وزارة المواصلات وفروعها المنتشرة في أنحاء البلاد ، فأنت لو جلت على مكاتب البريد، مثلاً، قلما وجدت موظفين متواجدين على رأس وظائفهم و أن وجدت تجده كسولاً ثقيل الحركة ماله خلق حتى يتحرك من مكانه كأنه مربوط بالكرسي اللي جالس عليه لذلك لا تتعجب ان وجدت رسائلك البريدية دست في صندوق بريد مشترك أخر ، وأما أذا تعطل هاتفك الأرضي في البيت أو المحل أو المكتب فلا تظن أن أستجابة أصلاح العطل ستكون فوراْ بل عليك أن تضع أعصابك في ثلاجة وتنتظر يومين أو ثلاثة أو أسبوع أو شهراً الى أن ينزل الله رحمته في قلوب الموظفين النشطاء جداً جداْ فيقومون باصلاحا العطل هذا اذا ما يقولون لك: «هذا مو شغلنا حجّي»(!!!) أقول ذلك و أنا أنقل واقعة حدثت لي أنا شخصياْ حيث انقطعت الحرارة عن هاتف منزلنا، فقمت في الصباح الباكر بمراجعة مقسم المنطقة للإبلاغ عن العطل، فقالت الموظفة القابعة خلف جهاز الكمبيوتر عليك أشتراكات متأخرة، فقلت لا بأس هاكِ رسم الاشتراك، وكان يفترض أن تعود الحرارة فوراً الى هاتفنا بعدما تم دفع قيمة الاشتراك، لكن مر اليوم الاول ثم اليوم الثاني ، فالثالث و الرابع لكن لا حياة لمن تنادي فلا جهاز الهاتف عادت إليه الحرارة و لا من أستجاب لشكاوانا رغم تكرار الاتصال بقسم الشكاوى وقسم الصيانة في المقسم ذاته. هذه قصة من عشرات القصص اليومية عن سوء الخدمات التي يفترض أن تكون ممتازة في وزارة لا تقدم خدمة عادية، بل الخدمة البريدية و الخدمة الهاتفية وخدمات البرقيات من أهم الخدمات التي يحتاجها الناس في أعمالهم التجارية أو الاعتيادية، لذا نقول: وزارة المواصلات من المؤسسات الحكومية التي انتهت صلاحياتها مع الثورة التكنولوجية وتنوع وسائل الاتصالات، وعليه يفترض نسف هذه الوزارة وإيلاء خدماتها ألى شركات خاصة، بصراحة شيء يحير إمساك الحكومة بالقبضة الحديديةعلى خدمات يفترض أنها تخلت عنها من زمان.