ظاهرة الإرهاب تتعاظم على المستوى الدولي وربما تنظيم «داعش» هو الأكثر شهرة في هذا المجال الإجرامي رغم وجود تنظيمات أخرى لا تقل إجراما عنها من طوائف وممل أخرى، ولكن النشاط الإعلامي لـ«داعش» على المستوي العالمي ترك انطباعا سيئا عن المنطقة العربية وشوه صورة المسلمين.
لم تنفك المملكة العربية السعودية عن محاربة الإرهاب داخليا وربما الفيلم الوثائقي «كيف واجهت السعودية القاعدة» والذي بثته قناة العربية قد بين المجهودات والتضحيات السعودية الكبيرة في مكافحة آفة الارهاب.
وعلى الصعيد الدولي – كلنا نتذكر تحذيرات الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز منذ عام تقريبا من خطر «داعش» ومطالبته بتعاون دولي لمحاربته، وكانت دعوته وراء إنشاء التحالف الدولي ضد «داعش» في العراق والذي تشارك السعودية في طلعاته الجوية ولاتزال.
لذلك لم نفاجأ عندما أعلنت المملكة العربية السعودية عن إنشاء تحالف عسكري إسلامي من 34 دولة إسلامية، ستكون«الرياض» عاصمة مملكة الحزم المقر الرئيسي لهذا التحالف الجديد والذي يهدف إلى محاربة الارهاب عسكريا وأمنيا وسياسيا وفكريا.
إن انطلاق مثل هذا التحالف ذي الطابع الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي ينتمي زورا وبهتانا للإسلام الحنيف سيزيل أي التباس في ذهن الآخرين عن الإسلام.
وهذا بالضبط ما أكده رئيس الوزراء التركي داود أوغلو في تصريحه بأن «التحالف الإسلامي» رسالة ضد من يحاول ربط الإرهاب بالإسلام.
يؤكد مؤسسو التحالف العسكري الجديد أنه ليس تحالفا سنيا أو شيعيا بل إسلامي، فالباب مفتوح لكل الدول الإسلامية بغض النظر عن مذهبها، كما انه سيحارب الإرهاب سواء كان هذا الإرهاب سنيا أو شيعيا!
ستساهم الدول الإسلامية الأعضاء بالتحالف بحسب إمكانياتها وقدراتها، ولن يتدخل الحلف عسكريا إلا بناء على طلب من دولة إسلامية تعاني من مخاطر الارهاب.
لن تخرج أعمال التحالف العسكري الإسلامي عن ميثاق الأمم المتحدة، وسيعمل التحالف على تنسيق جهوده مع القوى الدولية التي تحارب الارهاب.
٭ ختاما، لم يستبعد وزير الخارجية السعودي ان ترسل السعودية وبعض دول خليجية قوات خاصة إلى سورية لمحاربة «داعش».
ربما سيتطور عمل التحالف العسكري الإسلامي لاحقا ليشمل المناطق المحررة من «داعش» في سورية بالتنسيق مع المعارضة السورية المعتدلة حتى لا تستولي عليها قوات النظام او تحتلها عناصر متطرفه أخرى.
وحتي في العراق لن ينهي لعبة الكر والفر بين «داعش» من جهة وميليشات الحشد الشعبي المتطرفة من جهة أخرى والذي تعاني منه المدن السنية العراقية إلا بالاستعانة بقوات التحالف الاسلامي، لأنها ستسرع من عملية طرد «داعش» من تلك المناطق وأيضا ستراقب الأوضاع الأمنية وستحول دون قيام تصفيات مذهبية متهم فيها ميليشيات الحشد الشعبي وبعض قوات الحكومة.
٭ الخلاصة – القوات الغربية لا يعول عليها كثيرا في محاربة «داعش» على الأرض، ودون قوات برية تحافظ على مكاسب المجهود العسكري الجوي لن يقضى على «داعش»، وحتما بعض الأنظمة العربية لا تستأمن على مواطنيها ولا يأمنها مواطنوها وربما فضلوا «داعش» عليها، لذلك سيكون التحالف الإسلامي حلا واقعيا واكثر مصداقية وقبولا من أغلب الأطراف.