في عدد «الراي» الاثنين الموافق 14 ديسمبر الجاري استنكر رئيس لجنة حماية الأموال العامة النائب الدكتور عبدالله الطريجي في تصريحه استمرار التشكيك في ما قامت به لجنته خلال تحقيقها في عقد صفقة «الداو»، وأشار إلى سؤال من النائب السابق أحمد السعدون إلى وزير النفط الأسبق في العام 2009 تناول أسماء شخصيات لها مصالح تجارية وتضارب مصالح في القطاع النفطي٬ سائلاً «متى كانت استقالة المحيلان من عضوية المجلس الأعلى للبترول٬ هل بعد أم قبل هذا السؤال؟».
وأضاف الطريجي «ان المحيلان والشعب الكويتي يعلمان أن وزراء وقياديين وأعضاء مجالس إدارات وغير ذلك من المناصب تمت في بعض الأحيان في غفلة من الزمن بسبب العلاقات الشخصية والمحسوبية وهو ما يفسر الفشل وسوء الإدارة الذي عانت منه البلاد سنوات طويلة وما زالت تعاني».
احترم النائب الدكتور عبدالله الطريجي في بعض ما يطرحه، والفقرة الثانية من هذا المقال أعجبتني فهي شهادة كنا منذ عقود نتحدث عنها الا اننا لم نجد من يلتفت لنا ولغيرنا من المناديين بالإصلاح ولو من باب «المجاملة»!
فحقيقة توزيع المناصب ولنقل احتكارها بالصورة التي عرضها النائب الطريجي هي «مربط الفرس» كما يقولون والاعتراف بعلمنا بهذه الحقيقة المؤلمة لا يكفي فنحن جميعاً ومعنا النائب الطريجي شركاء في استمرار الفشل والغفلة من الزمن التي أشار إليها… وما زالنا نعيش جوانب الغفلة اجتماعياً وسياسياً!
إذاً النائب الطريجي رئيس لجنة حماية الأموال العامة وهو نائب مؤتمن على حقوق «البشر» يعترف بسوء الإدارة كنتاج لسوء القيادة المهيئة لمناصب تخاطفتها المصالح والعلاقات الشخصية والمحسوبية… فماذا نقول نحن؟!
لا أعلم السر في انسياق السواد الأعظم وراء المصالح وجمع «الفلوس» و«احتكار المناصب»؟
ورغم أن قناعتي تشير إلى أنه جهل بالمحصلة التي غابت عن النفس البشرية… فنحن ما أن يسقط أحدنا طريح الفراش من مرض عضال أو لعوامل مرتبطة بكبر السن٬ فستجد قليلاً منا من يفهم سبب التوعية التي نوجهها في مقالات… إنها توعية نهدف من ورائها تثقيف من «ران على قلبه» ونسي العمل لربه.
الإنسان يحمل على الأكتاف إلى حفرة القبر… لا فلوس ولا منصب فقط قطعة قماش تكفنه ثم يُصلى عليه ويدفن في تلك الحفرة… فماذا هو فاعل بعد جمع المال بغير وجه حق أو إيقاع الضرر بالمال العام أو حصر المناصب لمن هو في محيطه بظلم صريح للكفاءات المنسية؟
أمر محزن… إن تحدثنا عنه لا نجد من يستمع وإن تركنا الحديث عن الفساد فنحن نعزز ونشجع رموزه على المضي فيه.
الزبدة… تلاحقوا ما تبقى من عمركم في عمل صالح وانصفوا «البسطاء» ممن لا واسطة لديهم وإن حاولوا توضيح الأمر لواسطة عبر النواب ومنهم النائب الطريجي تجدهم يقرأون رسالتك ويشاهدون رقمك وخطهم مغلق مفتوح يتجاهل اتصالاتك… هذا ما يعبر عنه رأي «الغلابة» والشق عود طال عمرك والله المستعان!