تقارير علمية عديدة تشير إلى استخدام الخلايا الجذعية لتحسين نوعية حياة المرضى في مجالات طبية مختلفة، لا سيّما مرضى السرطان منهم، ومرضى السكري، الذين يعانون من مضاعفات المرض، بالإضافة إلى مرضى قصور عضلة القلب وغيرهم؛ بالإضافة إلى علاج بعض الأمراض العصبية مثل الألزهايمر والباركنسون.
يقول الدكتور ألبير عازار، الاختصاصي في العلوم المخبرية، ومدير عام مركز Reviva، المتخصّص في الخلايا الجذعية، والحاصل على جائزة “أفضل مشروع طبي ابتكاري في الشرق الأوسط لعام 2014″، أثناء المؤتمر الدولي للسياحة الصحية، الذي أقيم في دبي، فيقول:
الخلايا الجذعية هي الخلية الأم الموجودة لدى الإنسان منذ ولادته إلى حين موته. وهذه الخلية لديها القدرة على التكاثر والتخصّص؛ أي من الممكن توجيهها إلى مهمّة خاصة، قد تكون لعضلة القلب أو لخلية عصبية أو خلية كبد وغير ذلك. لكن من الواجب الإشارة إلى أن عدد هذه الخلايا يتناقص مع التقدّم في السنّ.
ما هي مصادر الخلايا الجذعية؟
أهم مصدر هو الخلايا الجنينية (المأخوذة من حبل السرّة)، التي يتم حفظها في بنك الخلايا الخاص، لاستعمالها من قبل صاحبها أو أحد أفراد عائلته بإذن منه عند الحاجة. وهي تملك قدرة كبيرة على التكاثر والتخصص، وعددها أكبر بكثير من تلك البالغة، إذا ما احتاج المريض إلى عدد كبير من الخلايا الأم لعلاج حالة مرضية معينة.
أما مصادر الخلايا الجذعية البالغة فهي:
• النخاع العظمي (من داخل نقي العظم).
• الدهون والشحوم الموجودة في كافة أنحاء الجسم.
• الدم.
هل باتت قدرات الخلايا الجذعية الفائقة على علاج بعض الحالات المستعصية مثبتة علمياً، وفي أي الحالات؟
لا بد من الإشارة إلى أنَّ العلاج بالخلايا الجذعية ليس علاجاً بديلاً، إذ يبدأ دوره عندما يصل الطب الكلاسيكي إلى حد معين من العلاج ويقف عنده. وهنا لا بد من التفريق بين نتيجتين:
• الشفاء التام بواسطة العلاج بالخلايا الجذعية في بعض الحالات كسرطان الدم، حيث يمكن أن تصل نسبة الشفاء إلى مائة في المائة.
• تحسين نوعية حياة المريض بنسبة تتراوح بين 30-40 في المائة، من دون أن يُشفى من المرض نهائياً. وعلى سبيل المثال لا الحصر: مريض سرطان الكبد، عندما يصل إلى المرحلة الأخيرة من حياته، حين لا يتبقى له من الحياة سوى أشهر معدودة، يساعد العلاج بالخلايا الجذعية على إطالة مدة حياته وتوفير نوعية حياة أفضل.
والجدير ذكره أن كل مريض يعتبر حالة بحد ذاتها تتطلّب الدراسة المعمقة من جمع من الأطباء.
يُحكى عن أهمية بالغة للعلاج بالخلايا الجذعية على صعيد الأمراض العصبية. فماذا تقولون؟
نتائج جيدة جداً تظهرها الأبحاث السريرية بالنسبة إلى الأمراض العصبية المختلفة مثل الباركنسون، والألزهايمر، والتصلّب اللويحي، والأمراض الناتجة عن إصابة النخاع الشوكي، مثل الشلل.
ما هي الأمراض الأخرى التي بات علاجها بالخلايا الجذعية يحقق نسب نجاح عالية؟
العقم: لدى الرجال والنساء. تؤخذ الخلية الجذعية الأم من الرجل وتوّجه لتتخصص في إنتاج الحيوانات المنوية. ولدى النساء توجّه لتتحول إلى خلية متخصصة في الإباضة. وتصل نسبة النجاح في هذه الحالة إلى 30-40 في المائة.
القلب: العلاج بالخلايا الجذعية يعطي نتائج جيدة جداً لدى المرضى المصابين بقصور في عضلة القلب.
السكري: نتيجة تطور مرض السكري، يصبح المريض عرضة لتقرحات في أنحاء مختلفة من جسمه، فتتدخل الخلايا الجذعية في هذه الحالة بشكل فعّال جداً لعلاج التقرحات والحؤول دون وصول المريض إلى مرحلة بتر الأعضاء.
الجراحة الترميمية: تلعب الخلايا الجذعية دوراً هاماً في ترميم المناطق المتضررة خصوصاً الناتجة عن حريق معين، إذ تعيد إنتاج الخلايا الجلدية بدل شرائها وبأقلّ تكلفة.
السرطانات: سرطان الدم يمكن شفاؤه كلياً بالخلايا الجذعية، والدراسات الطبية في طور التقدم لعلاج الأمراض الخبيثة الأخرى.
ماذا عن استخدام الخلايا الجذعية في مجال الطب التجميلي؟
برهنت الخلايا الجذعية عن دور بالغ الأهمية، إذا ما تمت إضافتها إلى الدهون التي يتم حقنها أثناء جراحة تكبير الصدر. كما أنها تلعب دوراً في التخلص من تجاعيد الوجه، خصوصاً حول العينين والمنطقة المحيطة بالشفاه التي يصعب علاجها بحقن التعبئة. والنتائج تدوم إلى نحو 3 سنوات.
ولعلّ الهام في هذه العلاجات أنها باتت قادرة على إزالة التشققات الجلدية المزعجة، بالإضافة إلى أنَّ الخلايا الجذعية صارت تستخدم في علاجات زراعة الشعر على نطاق واسع.