الرئيسية / كتاب وآراء / كفاءات الكويت كثر لكنهم غير مرحب بهم.. تركي العازمي مستنكراً

كفاءات الكويت كثر لكنهم غير مرحب بهم.. تركي العازمي مستنكراً

على الرغم من أن قول أبي العلاء المعري «الدهر كالدهر والأيام واحدة… والناس كالناس والدنيا لمن غلبا» حاضرا في مخيلتي بعد متابعة ردود البعض حول «الركود الاختياري» الذي استحسنه العقلاء الحكماء وهو ما يؤكده من صادف رحيله هذا الشهر.

إنه تاريخ وفاة أمير الشعراء الذي صادف 13 ديسمبر والذي أشعر بعبارته الشهيرة الباقية ماثلة أمامي عند متابعة كل شاردة وواردة وكل سلوك سياسي على المستوى المحلي الذي يهمني في المقام الأول.

يقول أمير الشعراء «اخدع من شئت إلا التاريخ»…. وله قول آخر نصه:

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم

فأقم عليهم مأتماً وعويلاً

لله در أمير الشعراء وكل من خط بيت شعر فيه حكمة ودخل التاريخ من أوسع أبوابه… وإن حاول تجاهله البعض فبيت أبي العلاء المعري يعطيه الرد الشافي:

ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً

تجاهلت حتى قيل إني جاهل

وعلاقة هذه المقدمة التي قد يراها البعض «ضرباً من خيال» أو نوعاً من أنواع «التفلسف»… أننا «بجد» لاحظنا عزوف العقلاء الحكماء من الدخول كطرف في إعادة المعادلة إلى وضعها الحقيقي.

ثقافة الأجداد تهدم في بلدي٬ والأخلاق تُحارب على مستوى التعامل الاجتماعي والمؤسسي… وهناك حناجر تتحدث عن الفساد وضرورة إصلاحه وعندما تصور لهم النماذج في مقالات متكررة وتوجه لهم النصيحة يعتقدون بأنهم زمرة جاهلة… وهو محصلة طبيعية عندما نجدهم يشكلون الأغلبية. فلو استعرضت «الأخطاء» ولا أعني خطأ أو خطأين وحاولت حصرها في مدونة وإرسالها من باب النصح فأنت بلا شك مخطئ في عرضك لأنك كما هو انطباعهم «مشكلجي» ويجلب «عوار الراس»!

حاولت مع بعض الزملاء إيجاد مدخل للإصلاح من خلال الحكماء العقلاء ولم نجد من يقول «… أنا معاكم». واكتفينا بالوقوف محاولين رصد الجوانب الإيجابية للإشادة بها واستعراض أوجه الفساد وطريقة محاربته وإن لم يؤخذ برأينا… لأنه ببساطة التصوير «ليس بزماننا».

ظنوا أنهم يخدعون الناس ولا يخدعون إلا أنفسهم عندما اعتقدوا أن تفشي الفساد خارج نطاق المحاسبة عندما يكون مرتكبه نماذج من أحبتهم وإن أخطأ ولو بالتعبير، شخص ما لا تربطهم به علاقة أقعدوا الدنيا ولم يجلسوها.

أرجوك لا تقل إن الكويت لا يوجد بها كفاءات… إنهم كثر ولله الحمد لكنهم وفي هذا الزمان بالتحديد غير مرحب بهم.

الكفاءة في طبيعتها إحساس أخلاقي… ولا يلون الكذب ولا «يبهر» الكلام ولا يلتزم الصمت عن الخطأ وهذه السمات كفيلة بإبعادهم عن الضوء وقد يصل الأمر إلى أن الاستعانة بهم «خطيئة»!

لذلك… فإنني أدعو كل شريف وكل حكيم عاقل أن يحاول الدخول إلى عالم التوجيه والنصح كي لا يُقال عنه جاهل وبالتالي نترك الحال من سيئ إلى أسوأ.

إنه التاريخ الذي يعيد نفسه… فـ «اخدع من شئت إلا التاريخ…» والله نسأل أن يصلح أحوال إدارة مؤسساتنا، وأن ينعم علينا بالبطانة الصالحة وأن يعود النسيج الاجتماعي إلى سابق عهده الجميل المشرق المتحاب في طبيعته دون ضرر ولا ضرار… والله المستعان.

 

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*