تماما كما يحدث في كرة القدم حين يتعرض المهاجم لخطة كشف التسلل ويجد نفسه مكشوفا مهما كانت مهارته يبدو أن الدب الروسي يتعرض لعملية مماثلة بعد أن أُعلن الإثنين الماضي في الرياض عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي مكون من 34 دولة إسلامية لمحاربة الإرهاب عسكريا وفكريا .
وهكذا سيجد الروس ،الذين ظنوا أنهم حققوا حلمهم التاريخي بالوصول للمياه الدافئة ،أنفسهم مكشوفين أمام المجتمع الدولي فمبرر التصدي للإرهاب الذي جعلوه بوابة لقصف معارضي حليفهم الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد قائما بعد قيام هذا التحالف الواسع .
هذا التحالف الذي تأخر تشكيله كثيرا سيكشف الحكومات العربية والإسلامية التي تفتح أراضيها للدب الروسي باسم محاربة الإرهاب ولكنها في حقيقة الأمر تستقوي بالآلة العسكرية الروسية المتوحشة لقمع شرائح من شعوبها .
القارة الإفريقية لها تجربة رائدة في هذا الجانب حيث تستخدم القوة العسكرية المشتركة لمنع أي انقلاب عسكري ما ساهم كثيرا في انخفاض عدد هذه الانقلابات بعد أن كانت تتكرر بشكل كبير ، والأمر نفسه يؤمل أن ينجح فيه هذا التحالف الإسلامي حيث سيكون الرد العسكري جاهزا ضد أي محاولة إرهابية لاختطاف القرار في أي بلد إسلامي .
ربما لم يكن لهذا التحالف العسكري الإسلامي أن يتشكل لولا نجاح تجربة التحالف العربي في اليمن والتي تصدت وبحزم للأطماع الإيرانية التوسعية في الإقليم ولهذا تبرز مرة أخرى قيمة معركة عاصفة الحزم والتي جعلت دول الخليج بقيادة السعودية منطلقا للعمل العربي والإسلامي ، وآلية ناجحة للتصدي لأحلام كل من يطمع بالوصول للمياه الدافئة ولحقول النفط العربي .
بالطبع هناك من المتضررين من تشكيل هذا التحالف من سيعملون على إفشاله بحملات تشكيك سياسية وإعلامية لكنهم وفي نهاية الأمر لن يستطيعوا إخفاء حقيقة أن هذا التحالف سيكون الآلية التي سيعتمد عليها العالم في التصدي للإرهاب من أجل إنهائه لا من أجل استغلاله لتحقيق أهداف سياسية قصيرة المدى كما يحصل حاليا في المحور الروسي والإيراني والسوري والعراقي .