اكد مصدر رسمي لوكالة فرانس برس الاثنين اقالة رئيس جهاز قوات الامن الخاصة الذي يعد الاقوى بين اجهزة وزارة الداخلية، وذلك في ظل تصعيد تحرك المتمردين الحوثيين الشيعة في الشارع واستمرارهم في اغلاق طريق المطار. وقال المصدر “تمت اقالة قائد قوات الامن الخاصة اللواء فضل القوسي وكلف اللواء محمد الغدرة بقيادة هذا الجهاز”. وقوات الامن الخاصة هي التي حاولت من دون نجاح مساء امس الاحد فض اعتصام الحوثيين امام وزارة الداخلية واعادة فتح طريق المطار.
وكان اسم قوات الامن الخاصة السابق هو قوات الامن المركزي، وكانت محسوبة على عائلة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، كما تعد اقوى الاجهزة الامنية تدريبا وتسليحا وعديدا. ميدانيا، زاد مناصرو الحوثيون من احتشادهم في مراكز الاعتصامات في وسط صنعاء، خصوصا امام وزارة الداخلية حيث يتجمع الالاف من انصار المتمردين الزيديين الشيعة. وامتد اعتصام الحوثيين ليصبح على بعد حوالى مئة متر من مدخل الوزارة.
اما وزارتي الكهرباء والاتصالات القريبتين فاغلقتا ابوابهما بشكل كامل مع اجبار المحتجين موظفي الوزارتين على الخروج من المبنيين، بحسب مصادر رسمية. وكانت قوات الامن استخدمت مساء الاحد الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، والرصاص الحي ايضا، لمنع المحتجين من التقدم الى وزارة الداخلية ولحثهم على فتح طريق المطار التي يغلقونها منذ صباح الاحد، ما اسفر عن سقوط قتيل واكثر من اربعين جريحا.
الا ان الوضع يبدو هادئا نسبيا في منطقة الاعتصام الرئيسية، مع انتشار الشرطة في الجهة الجنوبية من المكان. واكد شهود عيان ان الحوثيين منعوا اعتبارا من مساء امس الاحد السيارات الحكومية من دخول صنعاء والخروج منها. وكان الحوثيون اعلنوا بدء المرحلة الاخيرة و”الحاسمة” من تحركهم الاحتجاجي التصعيدي المطالب باقالة الحكومة والتراجع عن قرار رفع اسعار الوقود. هذا التحرك مستمر منذ 18 اب/اغسطس على الرغم من اطلاق الرئيس عبدربه منصور هادي مبادرة اقر بموجبها التراجع عن ثلث الزيادة السعرية على اسعار الوقود، وتشكيل حكومة جديدة. وما زال الالاف من انصار الحوثيين المسلحين وغير المسلحين ينتشرون في صنعاء وحولها في مشهد يعزز المخاوف من انزلاق اليمن نحو العنف.