نسمع في بعض الأحيان من يجزم بفوائد طعام معين، ثم نفاجأ بآخرين ينقضون تلك النظريات والأحكام ويؤكدون عكسها.
هنا أمامنا طريقين، إما أن نصدق ما ينقله بعض الناس دونما تفكير وتمحيص، أو نستمع لما يقوله العلم والدراسات الحديثة، والتي تخبرنا الحقيقة في شأن تلك الأطعمة التي يثار حولها الجدل؟
البيض يضر الصحة!
قد يقول البعض إن البيض يحتوي على كمية كبيرة من الكولسترول، ما يزيد من احتمال الإصابة بأمراض قلبية، إلا أن الحقيقة أنه وبالرغم من ارتفاع نسبة الكولسترول هذه، فهي لا تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكولسترول السيئ في الدم، وإنما تزيد بشكل أساسي من نسبة الكولسترول الجيد منه.
وقد أكدت الدراسات الحديثة أن الكولسترول الجيد ليس له أي علاقة بارتفاع معدل الإصابة بالأزمات القلبية.
إذاً، فإن البيض مليء بالبروتين والدهن الصحي والفيتامينات والأملاح، ومضادات الأكسدة الفريدة والمفيدة للعيون.
كما أنه مصدر غني بالكولين، العنصر المهم للدماغ، والذي يعاني 90% من الأشخاص من نقصه.
لا تكثروا من البروتينات!
يعتقد كثير من الناس أن النظام الغذائي الغني بالبروتين، يؤدي إلى ضرر بالعظام.
وأنه يحفز انخفاض نسبة الكالسيوم في العظام على المدى القصير، لكن أكدت الدراسات عكس ذلك، وخصوصاً على المدى الطويل.
وفي الحقيقة، فإن تناول المزيد من البروتين يحسن من كثافة العظام، ويخفض من احتمال الإصابة بالكسور عند الأشخاص المسنين.
وعن شائعة أخرى، حول أن البروتين لا يؤذي الأشخاص الأصحاء، بل على العكس، يقلل من عاملين محفزين لأمراض الكلى، وهما الضغط المرتفع للدم، ومرض السكري، وباختصار، فإن الطعام الغني بالبروتين يزيد من الكتلة العضلية، ويقلل من الدهون ومن خطر الإصابة بالأمراض القلبية.
تناولوا القمح الكامل!
اعتقدنا لسنوات أن الأطعمة المعدة من القمح الكامل هي الأفضل للصحة، إلا أن الحقيقة أن تلك الأطعمة قد تكون مضرة لنا.
فالقمح هو المصدر الأهم للغلوتين الموجود في الغذاء.
وعند الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه هذا العنصر، فإن الغلوتين يسهم عندهم في حدوث مشكلات هضمية وآلام وتعب وانتفاخ.
كما أنه قد يلحق الأذى بجدار الأمعاء.
هذا إضافة إلى أنه ومن جهة أخرى، ربطت أبحاث مختلفة بين غلوتين القمح، وبين الإصابة بأمراض مختلفة على مستوى الدماغ، مثل التوحد والشيزوفرينيا.
ولكن يبقى من الباحثين من يؤكد أن القمح الكامل أقل ضرراً من القمح المقشور.
القهوة ترفع الضغط!
تتمتع القهوة بسمعة سيئة عند البعض، فصحيح أنها قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم على المدى القصير، إلا أن دراسات على المدى الطويل، أكدت أن القهوة قادرة على خفض معدل الإصابة بأمراض مهمة.
فهي تقلل بنسبة 67% في معدل الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وكذلك من احتمال الإصابة بالزهايمر ومرض الباركنسون.
كما تخفض بنسبة 80% من الإصابة بأمراض الكبد مثل تشمع الكبد.
وأخيراً، فإن الكافيين يحرك الأحماض الدهنية في الأنسجة ويحفز حدوث عملية الأيض.
كما أنه يحسن المزاج والذاكرة والتركيز، ويعد من أغنى مصادر مضادات الأكسدة بعد الفواكه والخضراوات، أما إذا كنتم من الأشخاص الحساسين تجاه الكافين، وتعتبرونه سبباً لخلل في النوم، فإن الشاي الأخضر بديل رائع.
فهو يقدم فوائد القهوة ذاتها، ولكن مع نسبة أقل من الكافيين.
تجنبوا الملح على مائدتك!
يقال لنا إنه علينا التقليل من استخدام ملح الصوديوم في طعامنا حتى نخفض من ضغط الدم.
فبدل من أن نستخدم 3450 ملغ من الصوديوم يومياً، نكتفي بـ1500-2300 ملغ (ملعقة صغيرة من الملح).
صحيح أن الإقلال من تناول الصوديوم يؤدي إلى خفض تدريجي لمعدل ضغط الدم وخاصةً عند ذوي الضغط العالي، إلا أنه علينا أن نعرف أن الضغط المرتفع هو من العوامل المحفزة للأمراض، وليس سبباً مباشراً لها.
وفي الدراسات التي تتناول علاقة الملح بأمراض القلب وأسباب الوفاة، لم يظهر أي ربط مباشر بينها، وحتى عند الأشخاص الذين يعانون الضغط المرتفع.
كما دلت دراسات أخرى أن التقليل من الملح مضر، حيث يؤدي ذلك إلى تقوية مقاومة الأنسولين، وارتفاع التريغليسريد، وأيضاً ارتفاع معدل الوفاة عند المصابين بالسكر من النوع الثاني.
وفي الخلاصة فإنه لا شيء يؤكد أن الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، عليهم التخفيض من استهلاك الملح.