فجأة، يرى المرء نفسه مرميا خارج ارض آبائه واجداده، والمرأة تجد نفسها مرمية خارج منزلها، اما الاطفال فيجدون انفسهم وقد انتزعت منهم العابهم واشياءهم انتزاعا ً من غير ذنب اقترفوه او جرم ارتكبوه.
هذه الصورة هي حال الاقليات العريقة التي فقدت بين ليلة وضحاها كل شيء على يد العصابات التكفيرية الاجرامية التي تطلق على نفسها (داعش) عندما استولت على مساحات شاسعة من المدن والبلدات وخاصة في الموصل وسهل نينوى.
فبعد احتلال تنظيم داعش لمدينة الموصل في (9/حزيران/2014) تغير حال المواطنين العراقيين الساكنين فيها وفي البلدات التابعة لمحافظة نينوى، فشرعت بتنفيذ العمليات الاجرامية وزرع الخوف والرعب في صفوفهم، مما ادى الى تشريد الآلاف من ديارهم قاصدين المناطق الامنة في أقليم كوردستان وبقية المدن العراقية.
وقد سعت الجمعية العراقية لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية من خلال عدد من الزيارات الميدانية لمراكز النازحين للاطلاع وتوثيق حالاتهم والظروف الصعبة التي يمرون بها.
وفيما يلي عدد من هذه الشهادات التي تم توثيقها:
– السيد ( ع . ب . ت ) من مواليد 1962 من سكنة قره قوش .. هربت من ايدي تنظيم داعش قبل اسبوع بعد ان تمكنت من الوصول الى مدينة كركوك ومنها الى اربيل، ووصلت الى عائلتي التي كانت قد هربت منذ بداية الاحداث، وتحدث عن مدينته التي اصبحت مدينة الاشباح قائلا ً .. كل شيء فيها معدوم فالمحلات مغلقها وبقية مفاصل الحياة معطلة .. بعد نفاذ الطعام خرجت لم ارى الناس .. طالبوا بأن نتجمع في بيت كبير، فجرى فرز النساء حيث كان عددهم (35) بين سيدة وفتاة، و(25) رجل وشاب .. بقيت (16) يوم محجوز عندهم .. وعند خروجي رأيت الغرباء في بلدتي، وسرقة البيوت والمحلات مستمرة .. ودوريات داعش
تتجول تشعر بانك في القرون الماضية.
– السيدة ( د . ج ) ايزيدية من اهالي بعشيقة .. تقول بعد ما شاهدنا من اعمال اجرامية قامت بها داعش ضد عوائلنا الايزيدين في قضاء سنجار .. هربنا الى اربيل، ونسكن الان في مركز للنازحين .. بعد رحلة يوم كامل بدون اكل وماء .. واليوم لدينا عدد من المشاكل تأتي في مقدمتها موضوع الطلبة، والبطاقة التموينية، والسكن ونحن على ابواب الشتاء لكوننا الان نسكن في مدرسة وعددنا (21) نفر، الى جانب القضايا الصحية والمالية.
– السيدة ( ف . ر ) ربة بيت من سكنة مدينة بعشيقة ايزيدية .. بعد ان خلت منطقتنا من الناس بسبب الهروب الجماعي .. خرجت عائلتنا وتركنا بيوتنا خوفا ً من قدوم داعش الى هذه المناطق .. اول يوم نمنا في الطريق، وفي اليوم الثاني وصلنا الى اربيل .. نحن الان في هذا المركز لكن مصيرنا مجهول ومستقبلنا غامض.. واننا بحاجة الى رعاية على الدولة الاسراع في تلبية احتياجاتنا الضرورية وانهاء هذه المشكلة.
– تقول السيدة ( ح . ش ) تبلغ من العمر 55 عام تعمل مدرسة في قضاء الحمدانية .. نحن نعيش بدون أمل ، وابناء المكونات لا قيمة لهم في وطنهم ، لدرجة ان جاري يسرق بيتي ويرسل لي الصور .. يسرقون ويضحكون ويتوعدونا في حالة العودة ، لا يوجد في الافق اي امل بالعودة لان جهود سنين العمر، حطمتها داعش بلحظات، انتظر ابيع البيت والمحل التجاري الذي يملكه ولدي ونغادر العراق والى الابد.
– السيد ( ر . ج ) يبلغ من العمر 68 عاما متقاعد .. يقول : هربنا من ديارنا من ناحية برطلة ليلا ً وتركنا كل شيء بسبب قرب داعش من برطلة .. على الجميع ان يفهموا بإننا شعب مسالم وطيب فضلا ً عن إننا صادقون ومخلصون للوطن .. لا نقتل احدا ً ولا نسبي النساء، نحن نحب الحرية ونحترم الجميع .. ونقول اذا انتهت المسيحية في العراق فهذا يعني انه سيصبح بلدا ً بلا تاريخ.
– السيدة ( ز . ا ) من منطقة المجموعة بمدينة الموصل تبلغ من العمر 73 عاما .. قبل انتهاء المدة التي حددتها داعش لمغادرة المسيحيين مدينة الموصل بيوم .. اوقفت سيطرتهم سيارتنا ، وقاموا بتفتيش السيارة وحقائب النساء ، فسلبوا مني ثلاثة ملايين دينار وهي كل ما املك ، وقاموا بتثقيب سيم كارت الخاص بتسليم الراتب التقاعدي .. مما جعله غير صالح للاستعمال.
– السيد ( ف . ا ) من مدينة الموصل 38 عاما كاسب .. في اليوم الاول من المدة التي اعطوها الى المسيحيين اخذت زوجتي وابنتي قاصدا ً مدينة اربيل .. اوقفتنا السيطرة الاخيرة من مدينة الموصل لداعش كانوا مجموعة بحدود ( 30 شخصا ً ) ملتحين، ملابسهم افغانية، منهم كانوا من جنسيات عربية، طلبوا ان ننزل وقاموا بتفتيش السيارة والركاب .. اخذوا مني وبالقوة عشرين مليون دينار وصادروا جواز سفري انا وعائلتي .. توسلت بهم ان يعطوني مصرف طريق لكنهم رفضوا ، وقاموا بشتمي بكلمات غير لائقة وامام عائلتي، كما اخذوا كل المبالغ والمستمسكات من باقي الركاب، غادرنا وسط بكاء
السيدات وحزن الرجال.
– السيدة ( ب . ث ) ارملة مع ابنتها، من منطقة حي البكر بمدينة الموصل 75 عاما .. تقول ذهبنا الى موزع الحصة التموينية ، فقال لنا ان المسيحيين لا نوزع لهم الحصة بأمر من الدولة الاسلامية .. وبعدها بيومين اعطوا لنا المهلة خرجنا فقط بملابسنا، واخذو كافة المبالغ التي كانت معنا والهويات وبطاقة الراتب التقاعدي.
– السيد ( ص . م ) متقاعد من سكنة ناحية برطلة / نينوى .. افاد بأن عائلتي هربت الى اربيل يوم 6 / آب رغم الالحاح ان اخرج معهم لكني رفضت، لكي نقوم بحماية البلدة من اللصوص لكون اغلب العوائل قد رحلت .. لم نتوقع دخول داعش بهذه السرعة الى مناطقنا .. يوم 7 / آب تغيرت ملامح برطلة حيث رأيت ناس اشكالهم غريبة تتجول وبيدها اعلام ورايات الدولة الاسلامية ولديها لحى وملابس سوداء وتصيح الله واكبر .. اردت الهروب منهم حيث شاهد صديقا ً لي مع وزوجته هم ايضا ً لم يتمكنوا من الخروج .. اتفقت معه ان نذهب الى منطقة اسقف وهي منطقة قريبة من برطلة، ذهبنا مشيا ً راينا احد
من العرب المجاورين لمنطقة برطلة، واخبرنا بانها مناطق خطرة اقترح علينا الرجوع الى منازلنا افضل .. رجعنا اتفقنا مع رجل بدوي لكي يوصلنا بسيارته الى اربيل ركبنا معه في سيارة بيك اب ومعنا كان ايضا عائلة لديها اطفال من مسيحيي برطلة .. عبرنا سيطرة برطلة الى ان وصلنا الى سيطرة كرمليس اوقفونا وقالوا لنا لا يمكنكم العبور والخروج تكلمت معهم باننا لا نملك شيئا ونحن اناس مسالمين ، وكان الاطفال يبكون من الخوف سمح لنا بالخروج .. ثم وصلنا الى سيطرة خازر اخبرونا بانه لا يمكن للسيارة دخول اربيل نزلت من السيارة وكملت الطريق مشيا ً الى ان وصلت لسيطرة
كللك رايت العديد من الناس الذين اعرفهم من منطقتي احسست بالأمان، واجرنا سيارات اجرة واتجهنا الى اربيل ووصلت الى العائلة.
– وقال المواطن ( غ . ف ) كاسب، وهو من ناحية برطلة يبلغ من العمر 45 عاما .. هربت انا وزوجتي وخمسة من اطفالي ووالدتي في تمام الساعة العشرة ليلا ً بعد ان سمعنا بانسحاب الجيش منها ، وصلنا الى سيطرة ( خازر ) تركنا سيارتنا ومشينا الى سيطرة كلك ، ومنها دخلنا الى اربيل في تمام الساعة الرابعة فجرا ً .. ومن هروبنا هذا خسرنا محل للمواد الغذائية، وسرقة اثاث البيت الى جانب مجموعة من الوثائق الرسمية.
– وعبر المواطن ( ك . د ) 50 عاما من اهالي برطلة كاسب، عن معاناته بعد ان تم تبليغه من قبل الحراسات بالمغادرة يوم 7/ آب.. هرب فجرا ً باتجاه مدينة اربيل فقط بملابسهم مع زوجته واثنين من اطفاله المعوقين، بعد ان قطع مسافات شاسعة مشيا ً على الاقدام وهو يحمل اولاده الى جانب الخوف والرعب الذي اصابهم، لحين وصولهم الى سيطرة كلك، ومنها اجر سيارة ووصل الى الكنيسة في مدينة اربيل.
– السيد ( ر . م ) 48 عاما من اهالي بغديدا، كاسب ، هرب الساعة 11 ليلا ً مع ستة من افراد عائلته وزوجته المريضة مشيا ً على الاقدام، تاركا ً كل شيء من اجل ان لا يقعوا بأيدي مجرمي داعش اعداء الله والانسانية.
– هرب السيد ( ط . ق ) 53 عاما، مهنته سائق، مع افراد اسرته المكونة من سبعة اشخاص منهم ولد معوق، من مدينة قره قوش يوم 6/آب في منتصف الليل باتجاه مدينة اربيل، بعد ان سمع بأن مدينتهم قد تم احتلالها من قبل اعداء البلاد، وبعد ايام تم اخباري عن سرقة داري والعبث بمحتويات البيت وسرقة سيارة كيا من قبل داعش والمتعاونين معها.
– بعد سقوط عدد من القذائف الهاون على مدينة قر ه قوش يوم 6 / آب هرب المواطن ( و . ث ) 49 عاما عامل اجرة يومية مع افراد عائلته المتكونة من سبعة افراد مساءا ً .. وصلوا الى سيطرة خازر ومن ثم اكملوا المسير مشيا ً الى سيطرة كلك، ومنها الى اربيل.
– ويتحدث المواطن ( ن . ب ) 52 عام، صاحب محل للمواد الغذائية في منطقة قر ه قوش عن هروبه بسبب الرعب مع ستة من افراد عائلته الى مدينة اربيل، كانت عملية الهروب متعبة جدا ً، وحاليا ً فقد الامل بالحياة في العراق بعد ان خسر بيته، ومحله، وسيارته، وذهب زوجته وعدد مهم من الوثائق الرسمية.
– بعد سقوط الهاونات على منطقة قره قوش وتقدم داعش، هربت مع افراد عائلتي المتكونة من اربعة افراد الى مدينة اربيل .. ويقول المواطن ( س . ر ) 38 عام وهو صاحب محل للصمون، اني افكر بالمغادرة في اقرب فرصة لان الوضع دا%