هذه القصيدة موجهة للذين يستهينون باسم الله العظيم وبمقام الألوهية ، ويخلطون لجهلهم بين معنى الرب والإله ، وما دروا أن التأله هو عبادة الله وحده ولا يكون إلا لله ، وكم يوجع القلب ويدمي الفؤاد تبجح الكثير من أقلام شعرائنا باستخدام الألوهية والأنبياء ، والغيب والملكوت والصلوات رموزًا يخفون وراءها معانٍ مُختلطة ،لا يفسرهاإلا جاهل متكبر ، كقول أحدهم :
أنا إله كلماتي تطوف حولي وقول آخر: قال عرافُ قبيلتي : سمعتُ كلامًا يهدي إلى الرشد والثالث يقول:ومائي المقدس صلاة خامسة ، وخلط أحدهم بقوله إن عيسى عليه السلام قد صُلب ، وتحليق متصوفهم في الملكوت الأعلى ليطهر نفسه ويصير إلهًا ، وغير ذلك من التجرأعلى الشعائر والغيبيات ، ولو وقفوا عند بوذا والعرافين والكهنة الذين ينادونهم دائمًا ؛ لكان الأنسب لمقامهم .
قصيدة : مهلاً يا شعراء السذاجة والكهنوت .
………………..
نطق الأديب اللوذعي وزمجرا
وبدا يُفاخِرُ ساخِرًا مُستكبرًا
إني الأريبُ وذاكَ إبداعي الذي
يَهَبُ القصائد رونقًا وتَحَضُّرًا
أنا عندما قلتُ القصائدُ قبلتي
ما كُنتُ إلا شاعرًا مُتَحَرِرًا
أوقلتُ إني للقَصِيْدِ إِلهُهُ
لم أقصدِ المعبودَقصدًامُظهرا
أنا كنتُ أقصدُ إنني ربٌّ لهُ
ورعايةُ المربوبِ لن تستنكرا
هذي فصاحةُ منطقي وأنا على
قولي أُصِرُّ ولم أكن مُتعثرا
قد قالها جدُّ النبيِّ محمدٍ
قبلي وكان لي الدليلَ المُبصرا
لم تكفُرِ الكلماتُ في شعري ولن
ترضى لمنبتها الحديثِ تأخرا
هذي شموعُ قصائدي أخفيتُها
بينَ الرموزِ ورُمْتُ ألا تظهرا
هذا انطلاقُ الشعر في آفاقنا
نفثاتُ سحرٍتُستثارُ لِتَحْضرا
ستظلُ رمزًا للتمردِ كلما
رُفِضَتْ وصارَ قبولُها مُتعسِّرًا
لا ياربيبَ الجهلِ لستَ مُشرِّعًا
للشعرِ حتى تستبيحَ المُنكرا
هذا هو الشرُّ الصُراحُ وعندهُ
يبقى القصيدُ مُنجسًا مُستَقْذَرا
هذا التخلفُ بل جمودُ الشعرِ في
صورٍ عليها الضعفُ صارَ مُكررا
أوثانكم شتى وكلُّ رموزكم
بالكفر تنبض خِسةً وتندُرا
لو كنت تعرفُ قدرَ ربِّ الكون ما
نطقت حروفُك جُرأةً وتجبرا
وفهمتَ أن كلامك القولُ الذي
لن يُستساغَ وكسرُهُ لن يجبرا
إنَّ التألُهَ لا يكونُ لغير من
رفعَ السماء وللحوادِث قدرا
وهو الإلهُ مُوَحَدٌ وهو الذي
برأ الوجودَ وما براكَ لتكفرا
لكنَّ من عشِقوا الضلال توجهوا
نحو التخبطِ شهوةً وَتَحجرا
مهلًا فإنا بالجهالةِ لانرى
إلا كلامًا غامِضًا ومبعثرًا
لاتؤذِ أنفسنا بنجواك التي
ألبستها ثوب الكهانة أغبرًا
لا تجعلوا الله َ العظيمَ كنايةً
عن طُهرِ قلبٍ قدتحولَ خِنجرا
هذا مقامٌ شامِخٌ سجدت لهُ
كلُّ الخلائقِ رهبةً وتبصُرا
ودعوا رموز الأنبياء فإنها
دُررٌتُصانُ عقيدةً وتصورا
إن شئتمُ الإبداعَ خارجَ فكركم.
فلتنتِجوا فنًا سخيفًا مُقفِرا
أما بصائرُنا فلا نرضى لها
أدبًا ضعيفًا ثائرًا متوترا
أميرة محمد صبياني