تشارك دولة الكويت العالم غدا احتفاله باليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون الذي يمثل مبادرة أطلقتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف تعزيز الأنشطة المنسجمة مع بروتوكول مونتريال لعام 1987 الرامي الى التخلص تدريجيا من المواد التي تستنزف طبقة الأوزون، وحدد بروتوكول مونتريال الذي وقعت عليه 190 دولة الاجراءات الواجب اتباعها على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية والتي من شأنها المحافظة على طبقة الاوزون.
واتخذت الكويت انطلاقا من حرصها على البيئة عددا من المبادرات والقرارات لدعم الجهود الدولية في حفظ طبقة الأوزون آخرها إصدار القانون رقم 42 لسنة 2014 الخاص بحماية البيئة اختصت المواد بين 57 و 64 بحماية طبقة الأوزون وتطبيق مشاريع وحدة الأوزون الوطنية لدعم التزام البلاد بالقوانين الدولية والإقليمية الخاصة بالمواد المستنفدة لتلك الطبقة.
وقالت رئيسة وحدة الأوزون الوطنية التابعة لإدارة رصد ومتابعة جودة الهواء في الهيئة العامة للبيئة حياة بوطيبان إن دور وحدة الأوزون الوطنية يأتي كضابط اتصال بين الجهات الدولية والأممية ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني لتنفيذ المقررات والتدابير الخاصة بالاتفاقيات المتعلقة بالتخلص من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون. وأضافت بوطيبان ان دور وحدة الاوزون الوطنية يعنى أيضا بمتابعة ومراقبة تنفيذ الاشتراطات الخاصة بالتعامل مع هذه المواد والمعايير الدولية الخاصة بها وبالتكنولوجيا المعتمدة عليها.
وأوضحت ان مشاركة وحدة الأوزون الوطنية في احتفالية اليوم العالمي لحفظ طبقة الاوزون تتضمن عرض فيلم وثائقي عن حماية طبقة الأوزون وشرحا مفصلا عن مهام الوحدة الى جانب محاضرات عن كيفية حماية طبقة الاوزون من المواد المستنفدة لها والتخلص التدريجي من هذه المواد الى جانب تكريم كل من ساهم وتعاون مع وحدة الأوزون الوطنية في تحقيق أهدافها.
وأكدت التزام الكويت بالتخلص من المواد الكلوروفلورو كربونية منذ 2010 بفضل الجهود المشتركة من قبل أعضاء وحدة الأوزون واللجنة الوطنية لحماية طبقة الأوزون والعاملين في الهيئة العامة للبيئة اضافة الى القطاعين الصناعي والتجاري. وكشفت عن اعداد خارطة طريق للمرحلة المقبلة وآلية عمل ستناقش في الأيام المقبلة لاستكمال الجهود المبذولة بهذا الشأن وتذليل العقبات كافة بغية الوصول الى الالتزام التام ببنود اتفاقية (فيينا) لحماية طبقة الأوزون.
وأكدت بوطيبان ضرورة التخلص النهائي من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون ومنع استيرادها وتحقيق التزامات دولة الكويت الخاصة بالاتفاقيات والبروتوكولات التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. وذكرت ان المصانع في الكويت تتعامل مع هذه المواد بشكل إيجابي ومع وحدة الأوزون الوطنية إلى أبعد الحدود علاوة على التزامها بالعمل على تغيير خطوط الإنتاج للمواد غير المستنفدة لطبقة الأوزون والتي تتناسب مع متطلبات السوق المحلية. من جانبه أكد عضو هيئة التدريس في قسم الجغرافيا بجامعة الكويت الدكتور محمد غانم المطر أهمية طبقة الأوزون كونها تمثل الطبقة العازلة التي تحمي كوكب الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة والتي أثبتت الدراسات الطبية أنها السبب الرئيسي لمرض سرطان الجلد وغيره من الأمراض.
وقال المطر ان الأوزون هي الطبقة المحيطة بالأرض التي تنتمي الى الغلاف الغازي وتتكون من غاز الأوزون الذي يأخذ الصيغة الكيميائية (O3) حيث سميت طبقة الاوزون بذلك نسبة الى وجود هذا الغاز فيها. واستعرض العديد من المخاطر والمخاوف المرتبطة بتلاشي هذه الطبقة منها ما بدأ بالظهور مثل ارتفاع درجة الحرارة في الغلاف الجوي وانتشار سرطان الجلد فضلا عن انتشار أمراض العيون كما تظهر اثاره على الكائنات الدقيقة والطحالب والأسماك والأشجار ما قد يؤدي كذلك الى التهاب العيون وسرطان الجلد لدى الحيوانات. وذكر أن كثيرا من المختصين في مجال البيئة يربطون ارتفاع درجة الحرارة في الغلاف الجوي وذوبان الجليد وارتفاع مستوى المياه عالميا بتلاشي طبقة الأوزون اضافة إلى زيادة كمية الغازات الكربونية التي تشكل ظاهرة الإحتباس الحراري في كوكب الأرض.
وبين أن العديد من الأنظمة والشركات والأفراد بدؤوا البحث بهذا المجال منذ فترة طويلة وتم تحديد مجموعة من المركبات الغازية ومنع استخدامها في الصناعة كما صدرت قوانين صارمة في الدول المتقدمة بحق المصانع وأجبرتها على وضع أجهزة تقوم بتصفية مخرجاتها الغازية قبل خروجها للغلاف الغازي. ولفت المطر الى أن العديد من الجامعات ومراكز الأبحاث قامت بالتركيز على دراسة خطورة فقدان هذه الطبقة والتعرف على الأسباب الرئيسية المؤدية إلى تآكلها. وبحسب تقرير متخصص للأمم المتحدة فإن طبقة الاوزون بدأت باصلاح نفسها مرجعا ذلك الى وقف استخدام بعض المواد الكيميائية تدريجيا كتلك المستخدمة في علب (الايروسول).
ويصادف اليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون ال16 من سبتمبر كل عام حيث وقعت فيه أكثر من 190 دولة على بروتوكول مونتريال عام 1987 الذي يحدد الاجراءات الواجب اتباعها على المستويات العالمي والإقليمي والمحلي للتخلص تدريجيا من المواد التي تستنزف طبقة الأوزون. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت هذا اليوم من كل عام يوما عالميا للحفاظ على طبقة الأوزون في ذكرى التوقيع على البروتوكول ودعت الجمعية العامة الدول الى تكريس هذا اليوم لتشجيع الاضطلاع بأنشطة تتفق مع أهداف البروتوكول وتعديلاته.