الرئيسية / كتاب وآراء / الحالة الطائفية.. لغة الشارع السياسي!

الحالة الطائفية.. لغة الشارع السياسي!

فوزية أبل ،جريدة الطليعة

اعتذار أو مقاطعة 9 نواب شيعة عن عدم حضور جلسة مجلس الأمة المنعقدة الأربعاء الماضي، أثارت موجة من الاستغراب والجدل، وردود فعل عنيفة من مختلف الشرائح لدى الرأي العام الكويتي.

فللأسف، صارت الحالة الطائفية جزءاً من الحالة السياسية والخطاب السياسي في المشهد المحلي، والبعض الآخر يرى أنها تشكل تهديداً للبنية الاجتماعية، لأنها تعد بمثابة إذكاء للنزعة الطائفية البغيضة.

ورغم عدم إعلان هؤلاء النواب عن مبررات وأسباب مقاطعتهم بشكل معلن ورسمي في حينه، فإن وسائل الإعلام والأوساط الشعبية تناولت هذه المقاطعة تحت مبرر أنهم قاطعوا الجلسة، كموقف احتجاجي متعلق بالأحكام الصادرة على خلية العبدلي.

وجاءت ردود أفعال الشارع الكويتي على أكثر من صعيد، ففي المجالس والدواوين جاءت مطالبة المخلصين من أبناء الكويت، على مختلف مكوناتهم، بعدم إذكاء ثقافة الكراهية والتحريض الطائفي والتحلي بالهدوء، وصدرت العديد من الآراء، خصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي، تدعو إلى عدم التصعيد والتأجيج الطائفي. وبالطبع، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منبراً للتعبير عن الرأي، ومرآة تعكس مزاج الشارع والمناخ العام، فلابد أن يكون لها دور إيجابي في صناعة رأي عام ناضج، ودور بارز في إيصال الرسالة الصحيحة، ونشر ثقافة الحوار والقيم النبيلة، لأن أي دور سلبي في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة يسهم في تأجيج الخصومات، وتعميم الاتهامات المتقابلة وتسميم الأجواء، وإيجاد مناخات من الاحتقان متعدد الأوجه.

ورغم صدور بعض التصريحات واللمزات الطائفية من بعض الآراء، فإن أبناء الكويت المخلصين كانوا بالمرصاد، وهو ما أثلج صدورنا، بأن هناك أصواتاً عاقلة تقف بوجه كل من يحاول زرع الفتنة بين أبناء البلد الواحد، ومَن يستغل هذه الأحداث، ليتكسَّب سياسياً وانتخابياً.

وفي هذا السياق، كشف بعض النشطاء السياسيين عن آرائهم بصراحة على حادثة مقاطعة النواب، والتي جاءت عبر تغريداتهم في وسائل التواصل، وكانت محل اهتمام العديد من المتابعين.

فالزميل محمد جوهر حيات كتب في تغريدة له: «تحويل مكون اجتماعي (مذهبي أو عرقي) إلى كتلة سياسية يعد من أبشع أدوات تدمير العمل البرلماني، وخنجرا ساما في ظهر المواطنة والعمل المؤسسي».

أما الزميل أنور جمعة، فقال: «بعد قانون الصوت الواحد.. 9 نواب مصرون على تمثيل طائفة وليس أمة.. مثال عملي واقعي على خواء القانون من أي جدوى لمحاربة التمييز».

وكتب الأخ عمر الطبطبائي مغرداً: «مضحك ما يقوم به بعض النواب بخلط الأوراق، وزج الكويتي الشيعي بصورة عامة بقضية خلية حزب الله».

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*