ساقته الصدفة نحو جبل في منطقة تدعى “العفجة” تقع بين الرياض والخرج مع صديق له يريد أن يشتري أرضا، حيث كان أحد العقاريين قد أعلن عن بيع أراضي استراحات في تلك المنطقة.
وحينما وصل الدكتور عبدالعزيز بن لعبون، أستاذ الجيولوجيا في جامعة الملك سعود ومستشار النفط سابقا في شركة أرامكو، للموقع ليعاين الأرض مع صديقه، وجد أن المنطقة تحتوي على مدافن تاريخية منذ آلاف السنين وبأعداد كبيرة. فعاد ابن لعبون للمكتب العقاري وأخبره أن الموقع تاريخي ويحتوي على مدافن، إلا أن المكتب العقاري لم يعره أي اهتمام فالأرض أهم في المكسب المادي السريع.
يقول ابن لعبون “حاولت جاهدا في كافة الطرق وكتابة المقالات (لإنقاذ هذه المدافن) إلا أن هذا لم يجدِ نفعاً. وتوجهت مرة أخرى للمكتب العقاري، فقال لي: اشتر الجبل، حيث كان الجبل يحتوي على أكبر كمية من المدافن”. وفعلا اشترى بن لعبون الجبل وفتحه أمام الباحثين والدارسين.
ويشير ابن لعبون إلى أن الجبل لا يزال تحت الدراسة ومفتوحا للتنقيب من قبل الآثاريين والمهتمين، حيث إنه يحتوي على آلاف المدافن. ويوضح ابن لعبون أن المدافن متعددة في الجبل حيث هناك أكثر من 15 نوعاً من المدافن ما بين المصاطب والدائري والمربع والصغير والكبير والمرتفع.
ويضيف ابن لعبون: “لا شك في أن حضارة تاريخية قد قامت بالقرب من هذا المكان. وتبيِّن المدافن العمق الحضاري والقوة لدى الأمة التي اهتمت بالموقع بهذه الطريقة”.
ويتابع ابن لعبون: ” نحتاج المزيد من الدراسة على الموقع من قبل المهتمين والباحثين والآثاريين لربط هذه الحضارة مع حضارات عاشت خارج الجزيرة العربية”.
على الجانب الآخر، قال الدكتور عيد اليحيى، معد ومقدم برنامج “على خطى العرب”، إن الجزيرة العربية تحتوي على كنوز تاريخية هائلة وارث عظيم يحتاج لمزيد من الاهتمام من قبل المجتمع والمهتمين ويحتاج للنزول إلى الميدان والبحث الحقيقي والتقصي، مشيرا إلى أن ما قام به ابن لعبون من شراء الجبل والمحافظة عليه “عمل كبير ورائع فلديه هم وحس كبير تجاه الوطن وتاريخه ولذلك سمي الجبل باسم ابن لعبون لنظرا لما قام به من حماية للموقع وشرائه من ماله الخاص وإبقائه للناس”.
يشار إلى أن برنامج “على خطى العرب” قد حرك العديد من الباحثين والمهتمين للنزول للميدان للبحث والحفاظ على الوطن ومقدراته ومكتسباته التاريخية وزيادة الوعي تجاه التاريخ والآثار في المملكة والتعريف بها عبر وسائل التواصل المتعددة.