اتخذ العالم أشكالاً عديدة على خرائط الجغرافيين والمسكتشفين حتى وصل إلى صورته الحالية، فمع كل اكتشاف جديد كانت تتطور طريقة رسم الخرائط ويضيف إليها العلماء والباحثين رموزًا وحدودًا جديدة، حتى أن في البداية لم يكن للأمريكتين وجود على سطح الخريطة المرسومة، حتى صارت واقعًا وأنضمت إلى كتلة العالم.
وفي هذا التقرير، رصد موقع world.Mic مراحل لتطور أشكال خرائط العالم منذ القرون الأولى وحتى يومنا هذا.
5. خريطة بطليموس
عرف الكاتب والعالم الجغرافي اليوناني المصري، كلوديوس بطليموس، باسم «أبو الجغرافيا». واستطاع منذ آلاف السنين من تطوير واحدة من أوائل خرائط العالم، واضعًا أوروبا في منتصف الكرة الأرضية، بعد التعرف على المحيط الهادئ ومساحته، دون أن يذكر وجود الأمريكتين قبل اكتشافهما.
تم الاعتراف بدور بطليموس في تصور شكل العالم، بعد مئات السنين، في القرن الثالث عشر تحديدًا، وذلك بعد قراءة كتابه «المَجَسْطي»، والذي أشار خلاله أن النظام الفلكي قائم على أَساس أن الأَرض ثابتة، وأَن الأَفلاك تدور حولها، وصف فيه خريطة العالم دون أن يرسمها، ليصممها الباحثين من بعده لتوضيح رؤيته للعالم، كما أنه أول من أشار لوجود خطوط الطول والعرض.
4. خريطة الأدريسي، والعالم المستدير – 1154م
وضعها الإدريسي، العالم المسلم وأحد كبار الجغرافيين في التاريخ ومؤسسي علم الجغرافيا، والذي استخدمت مصوراته وخرائطه في سائر كشوف عصر النهضة الأوربية، حيث لجأ إلى تحديد اتجاهات الأنهار والبحيرات والمرتفعات، وضمنها أيضًا معلومات عن المدن الرئيسية بالإضافة إلى حدود الدول.
عام 1154م، رسم الإدريسي هذه الخريطة –والتي تعد واحدة من الخرائط القديمة الأكثر تقدمًا- للملك روجر الثاني، ويلاحظ أن الخريطة مقلوبة لأن الناس في تلك الأيام كانوا يعتبرون أن الجنوب يوجد في الأعلى.
3. خريطة مارتن فالدسميلر، والظهور الأول لأمريكا – 1507م
عام 1507م، كان الظهور الأول لأمريكا على خرائط العالم، عن طريق خريطة رسمها العالم مارتن فالدسميلر، رسام الخرائط الألماني من عصر النهضة، والذي استعمل لأول مرة في كتاب تحت اسم «مقدمة في الكوسمودرافيا» اسم أمريكا المقتبسة من اسم أمريكو فسبوشي، لينعت به اسم الأراضي المكتشفة للعالم الجديد.
ويتساءل المؤرخون لماذا اختار مارتن فالدسميلر، اسم أمريكا عوضًا عن كولومبيا، وتتضح الأعجوبة عندما نعلم أن رحلات فسبوشي لأمريكا الجنوبية، كانت معروفة أكثر من رحلات كريستوفر كولومبوس، وتتميز بمصداقية كبيرة.
يذكر أن الخريطة ظلت مفقودة واكتشفت فقط في عام 1901 من قبل الكاهن اليسوعي، واشترتها مكتبة الكونجرس في الولايات المتحدة مقابل 10 ملايين دولار من ألماني كان يريد استخدام الأموال لتوسيع ملعب جولف خاص به.
2. خريطة هالفورد ماكندر، وميلاد الجغرافيا السياسية – 1904م
عام 1904، كان الميلاد الحقيقي لعلم الجغرافيا السياسية، على يد السير هالفورد ماكندر، الجغرافي البريطاني, والمتخصص في الجغرافيا السياسية «الجيوبوليتكا».
في عام 1904 قام بتأليف الكتاب الشهير «المحيط الجغرافي للتاريخ»، وهو أحد أشهر كتب الجيوبوليتيك في العالم، وهو واضع نظرية قلب اليابس.
1. جوجل إيرث – من 2011 حتى الآن
تعتبر مصدر أدق الخرائط في العالم الآن، وهو برنامج خرائطي وجغرافي معلوماتي، كان يطلق عليه في الأصل EarthViewer 3D، أنشأته شركة كي هول Keyhole، وهي شركة امتلكتها جوجل سنة 2004.
يرسم البرنامج خريطة للأرض عن طريق تركيب الصور التي تم الحصول عليها من صور الأقمار الصناعية، والتصوير الجوي ونظم المعلومات الجغرافية الثلاثية الأبعاد الخاصة بالكرة الأرضية.