اعرب وزير الدولة لشؤون الاسكان ياسر ابل عن التطلع للتجارب والنماذج العالمية القائمة بشأن المدن الذكية باعتبارها احد الحلول لمواجهة ارتفاع طلبات الرعاية السكنية فضلا عن مساهمتها في خلق موارد اقتصادية رديفة وتوفير فرص العمل للشباب.
جاء ذلك في كلمة القاها الوزير ابل ممثلا سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء في مؤتمر (الحلول الذكية لمدن المستقبل) الذي عقد على هامش افتتاح فعاليات (الملتقى الهندسي الخليجي ال19) الذي تنظمه جمعية المهندسين الكويتية ويستمر يومين.
واضاف ان المدن الذكية تساهم في توفير الحلول البيئية والتنموية المستدامة عبر توظيف اجزاء منها للاغراض المتخصصة لاسيما التعليمية والطبية والصناعية بما يعطيها هوية للمساهمة في توظيف وتوطين الخبرات بما يعود بالمنفعة على سكانها.
واوضح ان المؤسسة العامة للرعاية السكنية ستتابع ثمرة الابحاث المقدمة في هذا الصدد كونها تتشارك بذات التوجه والرغبة مبينا ان مشاركة الخبرات واصحاب التجارب الرائدة في المؤتمر ستساهم في التعرف على التشريعات والقوانين والاستئناس بما يناسب التوجهات الحكومية بالتعاون مع مجلس الأمة.
واشار الى رغبة الحكومة في التعرف على اخر ما توصل اليه العلم في شأن التطبيقات الذكية واستخداماتها في التعليم وتطوير الشباب ونظم الحماية والسلامة والادارة الذكية للنفايات وكذلك خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.
واعرب الوزير ابل عن فخره لانطلاق اعمال (الملتقى الهندسي الخليجي ال19) على ارض الكويت التي رعت قيامه ونشأته وكذلك انطلاق اعمال مؤتمر (الحلول الذكية لمدن المستقبل) الذي يترجم فكرة الشراكة المجتمعية بين المؤسسة العامة للرعاية السكنية وجمعية المهندسين الكويتية.
من جهته قال رئيس اللجنة العليا للمؤتمر ورئيس جمعية المهندسين الكويتية المهندس سعد المحيلبي ان المؤتمر يشهد مشاركة واسعة من اصحاب الخبرات حيث بلغ عددهم نحو 550 مشاركا مبينا انه تم قبول نحو 70 ورقة بحثية.
وذكر المحيلبي ان الجمعية عمدت الى تنظيم هذا المؤتمر انطلاقا من مسؤوليتها المجتمعية لاسيما أن التنمية المستدامة لن تستقيم من دون توافر عناصرها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
واضاف انه تزامنا مع مرور المنطقة بوضع اقتصادي صعب جراء انخفاض اسعار النفط الذي تعتمد عليه العديد من الدول الخليج باعتباره مصدر الدخل الرئيس فضلا عن استنزاف الموارد الطبيعية بشكل غير مدروس جاءت فكرة هذا المؤتمر بهدف ايجاد الحلول البديلة للمساهمة في الجانب التنموي المستدام.
واوضح المحيلبي ان دولة الكويت مقبلة على اقامة مشاريع عمرانية عملاقة كمدينة صباح الاحمد ومدينة نواف الاحمد ومدن المطلاع والخيران والصابرية والحرير بإجمالي وحدات سكنية خاصة تصل الى نحو 270 الف وحدة.
بدوره قال الامين العام للاتحاد الهندسي الخليجي الدكتور خليل الحوسني ان الملتقى الهندسي الخليجي ال19 يسلط الضوء على الحلول الذكية لمدن المستقبل وتحديات التحول التقني والاداري والتحديات التي ستواجه الجيل القادم وتوفير احدث الخدمات التي تسهل وتساند المجتمعات والمواطن في التصدي للعولمة واثارها الفعالة في التركيبة السكانية الاقليمية والعالمية.
من جهته اوضح رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور بدر الطويل ان فعاليات المؤتمر تتضمن ابرز الموضوعات والمستجدات العالمية في مجال الحلول الذكية لمدن المستقبل لاسيما انها لم تعد ترفا او رفاهية انما هي حاجة ماسة لتلبية الاحتياج المتزايد لتشييد المدن.
واوضح الطويل ان محاور المؤتمر الرئيسية تتمثل في المشاريع الذكية والحديثة في مجالات الصحة وتكنولوجيا المعلومات والمباني الذكية ومصادر الطاقة الى جانب التطبيقات الذكية في مجالات الصحة والتعليم وتطوير الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة.
من جانبها قالت المتخصصة بالمدن الذكية ساندرا باير ان الازدحام المروري من اكبر المشكلات التي ستواجه الكويت لاسيما انها من الدول الناشئة وتحتاج الى رؤية مستقبلية.
واضافت باير ان المدن الذكية تقوم على اربعة مفاهيم رئيسية هي تعزيز العلاقات الاجتماعية والتعاون بين الافراد واستخدام تكنولوجيا الاتصال ووسائل النقل الذكية مبينة ان التحدي الرئيس الذي يواجهها هو التوافق مع الاشتراطات البيئة مما يحقق التنمية المستدامة.