يمثل الفيلم البريطاني ‘عين في السماء’ أحد أهم نتاجات الربيع المقبل، وهو فيلم سياسي من الطراز الأول ينطلق من سؤال محوري هو ماذا لو دخل الأبرياء في مرمى النار؟.
على هذا الأساس يبني كاتب السيناريو البريطاني جي هيبرت نصه الأصلي الذى تصدى لإخراجه الجنوب إفريقي جافين هو، معتمدا عل فريق عالي المستوى من النجوم تتقدمهم الليدي هلين ميرين والان ريكمان والممثل الصومالي برخد عبدي الذي عرفه العالم إلى جوار توم هانكس في الفيلم المثير للجدل ‘كابتن فيليبس’.
الحكاية باختصار شديدة عن ضابطة في قيادة العمليات الخاصة بالطيارات بدون طيار مكلفة بالتقاط صورة لمجموعة من الإرهابيين في كينيا من أجل التخطيط للقبض عليهم وخلال عملية الرصد يتم اكتشاف أن تلك الخلية الإرهابية تخطط للقيام بعملية انتحارية.
ولهذا يتم تحويل الخطة من ‘الاستيلاء’ بمعنى القبض إلى ‘القتل’، وعلى هذا الأساس ترفع الأوامر إلى القيادات العليا ليتم إقرارها ولتصدر الأوامر بتنفيذ العملية من خلال الطائرات بدون طيار.
حتى هذه اللحظة كل شيء كان يتم حسب الإحداثيات والمستجدات التي طرأت والتي دعت القيادة العسكرية لتحويل خطتها من الردع إلى القتل.
وفى تلك اللحظات التي تنطلق بها الطائرة لتنفيذ مهمتها لاغتيال عناصر تلك الخلية الإرهابية والتي اختارت الاختباء في أحد الأحياء الفقيرة الآمنة في كينيا – نيروبي.
فتلك اللحظة تدخل طفلة في التاسعة من عمرها تبيع الخبز إلى منطقة الهدف، عندها فقط يتحول الفيلم الذي يأخذنا ومنذ بدايته إلى استعراض لأهم التقنيات في عالم المراقبة والمخابرات والطائرات بدون طيار إلى فيلم ذو خطاب سياسي وإنساني رفيع.
فيلم يقول الكثير يحلل ويفسر ويواجه الظروف والمستجدات بحرفية سينمائية ثرية بالمضامين عميقة مع استخدام يكشف للمرة الأولى عن أحدث التقنيات في مجال الطائرات بدون طيار.
وفي الحين ذاته يذهب الى مقولات غاية في الأهمية لتجاوز الاتهامات بقتل الأبرياء.
في الفيلم تمثيل احترافي تقوده البريطانية هيلين ميرين بدور الضابطة كاترين باول وأيضا الممثل الصومالي برخد عبادي بدور جمعة فرح المتعاون مع قوات الحلفاء في الكشف عن الإرهابيين.
فيلم ‘عين في السماء’ يتجاوز كونه فيلم مغامرات الى فيلم سياسي يمتاز بالنقد والشفافية العالية.