كثَّف رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم من النشاط البرلماني الخارجي، عبر قيامه بعدة زيارات ومشاركات خليجية وعربية وإقليمية ودولية، أعطت السياسة البرلمانية الخارجية بُعداً جديداً، ساهم بشكل فعال في دعم السياسة الخارجية الرسمية لدولة الكويت.
ويأتي هذا النشاط البرلماني المكثف في ظل الأوضاع الإقليمية الملتهبة بهدف دعم الجهود الحثيثة لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها دول المنطقة، من خلال توحيد الرؤى والتنسيق حول مواقف سياسية موحدة، تساهم في استقرار المنطقة والحفاظ على أمن دولها.
ومن المؤكد أن تلك الزيارات والمشاركات الخارجية التي يقوم بها الرئيس الغانم قد عكست حيوية وفعالية النشاط البرلماني لبحث قضايا وملفات، تهم شعوب دول المنطقة، مما أعطى لها زخماً شعبياً.
وتهدف هذه المشاركات الدولية والإقليمية التي يقوم بها الرئيس الغانم، لبحث أهم الملفات الأمنية والاقتصادية، إلى أهمية التنسيق المشترك لمواجهة التحديات، وبأن تلك القضايا تحظى بالاهتمام الشعبي عبر مجلس الأمة، وعلى رأسها التصدي للإرهاب الذي يهدد أمن الكويت ودول المنطقة، ما يؤكد الدور المفصلي الذي يلعبه النشاط البرلماني الخارجي الداعم للسياسة الخارجية، وتعزيز موقف دولة الكويت من القضايا والتحديات الإقليمية والدولية.
ويري المراقبون أن تفعيل الرئيس الغانم للنشاط البرلماني الخارجي يرتكز على قاعدة صلبة تشكّلت من عقيدة الكويت السياسية خارجيا، وعلى رأسها الاعتدال والحوار والتدخّل الإنساني ومدى أهمية تناغم الموقف الشعبي والرسمي من تلك الملفات والقضايا الخارجية.
ومن ابرز محطات نشاط مجلس الأمة خارجيا دعوة الرئيس الغانم خلال مشاركته في الاجتماع الطارئ لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي إلى التحرّك العملي لإنجاح طرد الكيان الصهيوني من عضوية الاتحاد البرلماني الدولي، وتصديه بصفته رئيساً للوفد البرلماني لدولة الكويت خلال مؤتمر البرلمانات الاسلامية، الذي عُقد أخيراً في بغداد، لكلمة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، التي تهجّم فيها على المملكة العربية السعودية، واعتبره تدخُّلاً في شؤونها الداخلية، معلناً أنه بصفته الشخصية ووفد الكويت يمثلون المملكة في ذاك الاجتماع.
وبهذا الموقف الحاسم، لقَّن الغانم لاريجاني درساً عربيا، مفاده أن المساس بأي دولة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي هو مساس بها جميعاً، وأن مصلحتها العليا خط لا يمكن القبول بتجاوزه، فهو هدفها الاستراتيجي، الى جانب مشاركته الفعالة في المؤتمر العالمي الرابع لرؤساء البرلمانات الذي اقيم في مقر الامم المتحدة في نيويورك، الذي أكد اهمية المكانة الدولية التي تحظى بها دولة الكويت، لما لها من إسهامات دولية، عبر دعمها ومساندتها الشعوب في تجاوز المحن والكوارث التي تتعرّض لها، والتي عكستها إشادة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي عبّر من خلالها عن تقديره واعتزازه بمكانة الكويت العالمية في المجال الانساني، مشيدا بدور سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد في تعزيز الدور الانساني للكويت وتقديم المساعدات لدول العالم قاطبةً.
وسبقها تحرّك برلماني كويتي، قاده رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، من أجل استرداد الأموال العامة المنهوبة، من خلال مباحثات أجراها مع عدد من الدول الأوربية، وعلى رأسها المملكة المتحدة، تهدف الى تسليم سُرّاق المال العام، وفق بروتوكول امني ثنائي يتم توقيعها بين الكويت وبريطانيا حتى لا تصبح ملاذاً لمن استباح حرمة المال العام.
وبيّن المراقبون أن زيارة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم لتركيا تعد خطوة تستحق الوقوف عندها لأهمية توقيت هذه الزيارة، في ظل تطورات الموقف على الساحة السياسية في سوريا واعلان المملكة العربية السعودية إرسال طائرات جوية وقوة عسكرية، لشن حرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.
ويؤكد المراقبون ان النشاط البرلماني الخارجي الذي يقوده الرئيس الغانم أوجد قوة ودعماً للسياسة الخارجية، مما يعكس أهمية الدور الشعبي الذي يلعبه مجلس الامة في القضايا والملفات الخارجية، لافتين الى أن ثمرة هذا النشاط تكمن في تعزيز موقف الكويت عربياً وإقليمياً ودولياً.