الرئيسية / محليات / الزراعة: نحرص على إكثار النباتات الفطرية في البيئة الكويتية

الزراعة: نحرص على إكثار النباتات الفطرية في البيئة الكويتية

أكدت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية حرصها على إكثار النباتات الفطرية في البيئة الكويتية والاهتمام بها لاسيما شجرة (الطلح).
وقال مدير إدارة الإرشاد الزراعي في الهيئة المهندس غانم السند لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء إن الهيئة أنشأت مركز تنمية النباتات الفطرية الذي ساهم بصورة كبيرة في إكثار النباتات الفطرية المهددة بالإنقراض والاهتمام بها عن طريق توفير المناخ الملائم لتكاثرها الطبيعي.
ولفت السند إلى انتشار العديد من أصناف الأشجار المختلفة التي عرفها العرب في منطقتنا واستفاد منها كغذاء ودواء وصنع منها أدواته البسيطة وأطلقت عليها القصص والروايات ومن هذه الأشجار شجرة (الطلح) أو كما يسميها العرب أيضا (السنط).
وأضاف أن شجرة الطلح اختفت من الصحراء الكويتية تماما وما تبقى منها لا يزيد على أصابع اليد الواحدة حيث توجد في محمية الشيخ صباح الأحمد شجرة قديمة جدا يقارب عمرها 70 عاما تقريبا وهي قريبة من منخفض وادي أم الرمم.
وأوضح أن لهذه الشجرة أهمية بيئية كبيرة جدا حيث يأوي إليها الكثير من الطيور وخصوصا في فترة الربيع والخريف مثل الجوارح الصغيرة كالأشول والرماني والقفصي وأيضا حمام البر ومن هذا المنطلق وجهت الهيئة جل اهتمامها نحو إعادة إكثارها و نشرها في البيئة المحلية بعد توفير الحماية اللازمة لها.
وذكر أن شجرة الطلح هي رمز للصحراء وارتبطت بحياة البدو وأشعارهم لانتشارها الكبير حيث تتحمل أقسى الظروف الجوية فهي تتحمل العطش والجفاف الذي تمتاز به جزيرة العرب وما زالت شجرة الطلح أحد مصادر الرعي والفيء في الصحراء الحارقة المقفرة.
وبين السند أن شجرة الطلح عبارة عن شجرة معمرة يصل ارتفاعها في بعض الأحيان إلى 20 مترا ولها أزهار صفراء زاهية وثمار قرنية يصل طولها إلى 15 سنتيمترا تحمل بداخلها عدة بذور تشبه إلى حد ما بذور الفاصولياء لكن لونها بني وتسمى البذور (القرضي) وأشجار الطلح عموما لا تحتمل الصقيع أقل من – 8 درجات مئوية لكن تتحمل درجات الحرارة العالية التي تفوق 40 درجة مئوية.
وأضاف أنه عندما تتوفر الظروف الملائمة فإن أشجار الطلح يمكن أن تنمو بمقدار ثلاثة أمتار ونصف المتر في أربعة أشهر فقط وتصل إلى كامل نموها في 30 عاما ثم تبدأ بعد ذلك في التدهور.
واستعرض أشهر أنواع الطلح في الجزيرة العربية وهي الطلح النجدي والطلح الحبشي إضافة الى طلح الحسك وطلح كمبوبيتلا والطلح الطويل وطلح أتبايكا وكذلك الطلح السناري والطلح الزاهي والطلح العسلي والطلح العسيري والطلح النوبي.
وقال مدير إدارة الإرشاد الزراعي في الهيئة إن أشجار الطلح تتكاثر غالبا بالبذور التي تحتاج إلى معاملة خاصة كي تنمو وذلك بسبب شدة قسوة القشرة الخارجية للبذرة.
وأضاف أن لأشجار الطلح في المناطق الصحراوية أهمية بالغة فهي تحافظ على تماسك التربة بفضل جذورها المتشعبة في الأرض لمسافات كبيرة وهي كذلك مصدر غذائي مهم لكثير من الحيوانات الصحراوية وغيرها من الحيوانات الرعوية ولها دور في تعديل الجو الصحراوي المحيط بها وتوفر الظل للانسان والحيوانات الصحراوية ويستفاد من أغصانها اليابسة في إيقاد النار سواء للتدفئة أو الطبخ.
وذكر السند أن من الممكن أيضا الاستفادة من الطلح أيضا في عمل مصدات الرياح للمزارع والمحميات إضافة إلى استغلالها عند تقليمها في تنسيق الحدائق العامة بالدول ذات الأجواء الحارة.
وبين أن الدراسات الحديثة التي أجريت على الطلح أشارت إلى إمكانية الاستفادة منها في علاج كثير من الأمراض منها ارتفاع ضغط الدم والسكري والالتهابات المختلفة ولتطهير المعدة والأمعاء وعلاج التهابات البواسير كما تستخدم علاجا فعالا لكثير من الأمراض الجلدية ولعلاج الحروق عندما يضاف لمواد أخرى.
ودعا السند إلى المحافظة على أشجار الطلح وعدم قطعها سواء بغرض الحصول على الحطب أو خلافه وتجنب استخدام جذع شجرة الطلح كساتر عن الرياح لإشعال نار الطبخ أو التدفئة مما يؤدي في النهاية الى إحراق أصل الشجرة ثم موتها وهذا يشاهد بكثرة من بعض مرتادي الصحراء الساعين وراء الاستجمام في الهواء الطلق لكن على حساب البيئة والأجيال القادمة.
وحذر من مغبة قيادة السيارات في الصحراء دون الاكتراث بما أمامها من شجيرات صغيرة والتي تكون بعضها شجيرات طلح حديثة النمو وضعيفة بالتالي تقضي إطارات السيارات عليها تماما مما يعني القضاء على الجيل الجديد من هذه الشجرة.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*