اكد عدد من المثقفين والفنانين المصريين اهمية الثقافة في توطيد علاقات الشعوب لاسيما بين الشعبين الكويتي والمصري مستعرضين تجاربهم وذكرياتهم الثرية خلال عملهم في دولة الكويت.
جاء ذلك في امسية افتتحت بها سفارة دولة الكويت لدى مصر مساء امس الثلاثاء صالونها الثقافي بمناسبة الذكرى ال55 للعيد الوطني والذكرى ال25 لعيد التحرير بمشاركة الاذاعي المخضرم فاروق شوشة والناقد الدكتور محمد عبدالمطلب والفنان التشكيلي العالمي جورج بهجوري والموسيقار الدكتور محمد الطوبجي.
ورحب سفير دولة الكويت لدى القاهرة سالم الزمانان في الامسية بالضيوف معربا عن سعادته بالاجتماع مع نخبة من مثقفي مصر وفنانيها «وقامات كبيرة نفتخر باستضافتها في الصالون».
واشار الزمانان الى ما تتمتع به دولة الكويت من حرية فكرية وابداع ثقافي ساهم في تعزيز مكانتها على الخريطة الثقافية العربية وفي كافة المحافل الاقليمية والدولية.
من جانبه قال رئيس المكتب الثقافي بالسفارة المستشار الدكتور فريح العنزي ان الصالون يعد الاول الذي تقيمه سفارة دولة الكويت في مصر مبينا ان فكرة اقامته «حديثة وتم وضع خطة لتنفيذها ودستور ثقافي خاص بها».
واضاف العنزي الذي يترأس في الوقت ذاته الصالون الثقافي ان السفير الزمانان رحب كثيرا بالفكرة وتم تشكيل لجنة من طلبة وطالبات دولة الكويت الدارسين في مصر للعمل على تنفيذها وضمان استمرارية التعاون في الجانب الثقافي.
واوضح ان الصالون سيقام بصفة شهرية وسيدعى إليه نخبة من الادباء والعلماء والفنانين العرب سواء كانوا من داخل مصر او من خارجها.
وقال ان اختيار عنوان (ليلة قاهرية في حب الكويت) للامسية الاولى للصالون جاء تزامنا مع الاعياد الوطنية لدولة الكويت ولان ضيوف الامسية من قامات الأدب والفن والموسيقى ممن عملوا في الكويت او كان لهم صلة مباشرة بها.
واعتبر ضيوف شرف الامسية ان دولة الكويت صنعت منذ بدايات تأسيسها للثقافة العربية ما لم يصنعه اي بلد عربي آخر وكانت جامعة عربية جمعت في ربوعها من الجنسيات العربية المختلفة لم تكن لتوجد الا في بلد يحتضن معنى العروبة.
واشاروا الى الرؤية الثاقبة لأمير دولة الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح في جعل الكويت دولة كبرى بالتأثير والفاعلية من خلال الثقافة بجميع اشكالها على الرغم من صغر مساحتها جغرافيا.
وتضمنت الأمسية الاولى للصالون فقرة شعرية ونقدية قدمها الاستاذ فاروق شوشة والدكتور محمد عبد المطلب فضلا عن الشاعرين المصريين علي عمران والسيد العيسوي عبدالعزيز والكويتي ماجد المطيري.
وفي فقرة (الفن التشكيلي) تحدث الفنان المصري العالمي جورج بهجوري عن علاقته بالكويت والفنان الكويتي محمد الشارخ وعن لوحاته والجوائز التي حصل عليها.
كما تضمنت هذه الفقرة الحديث عن دور مصر في اكتشاف المواهب وتقديمها في اشارة الى الرسامة الكويتية الطفلة راحيل الحداد.
وفي فقرة (الموسيقى والغناء( تحدث الدكتور محمد الطوبجي عن ذكرياته في الكويت وعمله في سلك التدريس هناك مرورا بمشاركته في صالون ثقافي كويتي وانتهاء بدوره كعازف جيتار مع العندليب عبدالحليم حافظ وعمله في الاذاعة المصرية.
واستمع الحاضرون الى معزوفات وفقرات غنائية قدمها المطرب اشرف علي تضمنت مقاطع لاغنيات «كويتية» لعبدالحليم حافظ ولكوكب الشرق ام كلثوم.
كما شهد الصالون مراسم توقيع (الدستور الثقافي) الذي يقدم مشروعا ثقافيا مصريا كويتيا عربيا يعبر عن التعاون بين البلدين ويفيد الأجيال القادمة في سبيل الحفاظ على الهوية العربية وترسيخها من ناحية واللحاق بالركب الثقافي العالمي من ناحية اخرى.
وفي نهاية الامسية تم تكريم المشاركين بالصالون بتسليم دروع وشهادات تقدير.
يذكر ان الشاعر فاروق شوشة شغل عدة مناصب منها رئيس الاذاعة المصرية كما عمل استاذا للادب العربي بالجامعة الامريكية بالقاهرة ومن أبرز برامجه الاذاعية (لغتنا الجميلة) الذي يستمر منذ اكثر من 50 عاما والتليفزيونية (أمسية ثقافية) وله دواوين شعرية عدة وحصل على جوائز عدة منها جائزة الدولة في الشعر 1986 وجائزة الدولة التقديرية في الاداب 1997 وهو عضو بمجلس امناء مؤسسة عبد العزيز البابطين للابداع الشعري.
ويعد الدكتور محمد عبدالمطلب ابرز النقاد في مصر والعالم العربي وحصل على عدة جوائز تقديرا لجهوده في خدمة الشعر العربي منها جائزة الملك فيصل العالمية.
أما الفنان التشكيلي العالمي جورج البهجوري فهو رسام كاريكاتير ساخر واقام عدة معارض في انحاء متفرقة من العالم وحصل على جوائز عدة منها الجائزة العالمية في الكاريكاتير في روما عامي 1985 و1987.
وكان الموسيقار الدكتور محمد الطوبجي عازفا للجيتار في (الفرقة الماسية) وحاصل على الزمالة الملكية البريطانية للموسيقى ويترأس حاليا الاكاديمية الموسيقية بالقاهرة.