أكد السفير الأميركي دوغلاس سيليمان التزام بلاده أمن الكويت والخليج والدفاع عن المصالح المشتركة بينهما.
وقال في كلمة ألقاها أمس الأول من على متن حاملة الطائرات USS Arlington خلال الحفل الذي نظمته السفارة الاميركية لإحياء ذكرى مرور 25 عاما على تحرير الكويت، بحضور عدد من المحاربين القدامى وسفراء ودبلوماسيين وشخصيات عامة، قال اننا نستذكر بهذه المناسبة كثيراً من التضحيات من الجانبين الاميركي والكويتي خلال حرب التحرير، ضمنهم الكويتيون الذين كانوا في أميركا إبَّان الغزو وتطوعوا مع القوات الأميركية لتحرير بلدهم. وشكر بهذه المناسبة جميع الأسر الاميركية التي ساهم أفرادها في تحرير الكويت، مشيدا في الوقت ذاته بدور كل من الشيخ سعود الناصر والسفير الأميركي الأسبق لدى الكويت ادوارد غنيم.
علاقات عميقة
وأكد سيليمان ان وجود الفرقاطة USS Arlington في المياه الكويتية يرمز الى عمق العلاقة والصداقة والتعاون بين البلدين، التي لا يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تطال جوانب أخرى كالاقتصادية والتعليمية، مشيدا بكثير من الاستثمارات الكويتية في الولايات المتحدة وعدد الطلبة الكويتيين الدارسين في الجامعات والمعاهد الاميركية. وحول سبب زيارة حاملة الطائرات، اشار الى وجودها للمشاركة في الاحتفالات الوطنية وفي الوقت نفسه اجراء تدريبات مشتركة مع البحرية الكويتية. وعن امكانية عقد صفقات واتفاقيات بهذه المناسبة، قال لسنا بصدد إجراء اتفاقيات امنية في الوقت الحالي مع الجانب الكويتي.
علاقات تاريخية
وبدورها، أكدت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الاميركتين السفيرة ريم الخالد أن العلاقات بين الكويت واميركا ليست حديثة العهد، إذ ترجع الى عام 1911 منذ تأسيس المستشفى الامريكاني وتواجد الارسالية الاميركية، مشيرة الى ان هذه المشاركة في الاحتفالية اليوم (أمس) ما هي الا تتويج للعلاقات المتينة والعريقة بين البلدين.
وأشارت الى ان تعبير السفير الأميركي عن الالتزام بأمن الكويت والخليج ليس بجديد وتم التأكيد عليه دوما،/ ومن جانبنا نقدر دور الولايات المتحدة وممتنون لهذه العلاقات التي تعكس وصولها الى اعلى الدرجات، مشيرة الى أن الزيارات متواصلة ما بين الجانبين وعلى مختلف المستويات.
مرحلة فاصلة
ومن جهته، نقل آمر القوة البحرية الكويتية اللواء ركن بحري خالد الكندري تحيات وترحيب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح للحضور، مؤكدا أهمية ذكرى التحرير كمرحلة فاصلة في التاريخ الكويتي، حيث فقدت كثيراً من الأرواح في صفوف قوات التحالف الدولي في حربها لتحرير الكويت، وثمن جهود كل من دافع عن الكويت وساهم في استعادتها لاستقلالها وسيادتها من الأصدقاء والأشقاء في قوات التحالف، لافتا إلى أن وجودنا على متن هذه السفينة الحربية فرصة لنتذكر تلك التضحيات التي لا تقدر بثمن.
أهمية مشتركة
ومن جانبه، أكد آمر القوات البحرية الاميركية ادميرال كيفين دونجان ان تواجد القوات البحرية الاميركية في المنطقة ليس فقط لمصلحة الولايات المتحدة، ولكن الاهمية مشتركة للمحافظة على سير عمل الملاحة البحرية وابقاء المنطقة مفتوحة امام حركة البضائع والتجارة الدولية.
وبالحديث حول تحركات دول التحالف ضد «داعش» قال: هناك 64 دولة تحارب ضد هذا التنظيم، مشيرا الى استرداد نحو %40 من المناطق التي كانت تحت سيطرته في العراق، بخلاف المناطق الاخرى، في اشارة الى الضربات العسكرية الاخيرة الموجهة ضد اعضاء التنظيم في ليبيا، لافتا الى سعي القوات الى استرداد محافظة الموصل العراقية من سيطرة التنظيم، قائلا «إن التحركات العسكرية حصدت المزيد من النجاحات في حربها ضد التنظيم».
وحول التحركات الايرانية في المنطقة، قال: معظم القطع والبوارج الاميركية في الخليج تتمركز في المياه الاقليمية، وبالطبع نتشارك ذلك مع الجانب الايراني، واحتكاكنا به مهني وملتزمون التعامل معهم في حدود العمل وفي حال خروج الامور عن المهنية سيتم التعامل معه بعيدا عن التأجيج.
هيكل تنظيمي جديد لــ«الموانئ»
حول الانتهاء من ترتيب البيت الداخلي للموانئ وحل المشاكل والعقبات العالقة، اكد مدير عام الهيئة العامة للموانئ الشيخ يوسف العبد الله وضع السفينة في اتجاه البوصلة الصحيح، وانه تم ترتيب البيت الداخلي ووضع هيكل تنظيمي جديد يتواكب مع المجريات الحديثة، وطرحنا مناقصة مع كبريات الشركات العالمية بشأن الاستراتيجية والرؤية الجديدة التي نأمل في ان تحظى بموافقة جميع أعضاء مجلس الإدارة للسنوات العشر المقبلة، مضيفاً ان الهدف هو وضع خطط مستقبلية للارتقاء بالعنصر الكويتي وتدريب الكوادر في أكبر الموانئ العالمية، لنحقق التوجّه السامي بتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري، مشدّ.داً على السعي لتحقيق هذا الهدف بسواعد كويتية.
محاطون بالمخاطر
أعرب مدير عام الهيئة العامة للموانئ الشيخ يوسف العبد الله عن سعادته، بمشاركة الولايات المتحدة الأميركية الاحتفال بأعياد الكويت الوطنية، مؤكدا ان هذه المشاركة انعكاس للعلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين الصديقين. واشار إلى ان القوات الاميركية لعبت دورا رئيسيا وقياديا في التحرير، بالإضافة إلى الاتفاقيات الأمنية بين الدولتين التي تعكس قوة العلاقة المشتركة بينهما، لافتا إلى ان الكويت يحيط بها اليوم كثير من المخاطر نتيجة ما يحدث في العراق وسوريا والأعمال الإجرامية التي يرتكبها تنظيم داعش الذي يتستّر بالإسلام، وهو منه براء.
ملتزمون السلام
قال كبير ضباط السفينة الأميركية «آرلينغتون» القبطان سين بيلي اننا إذ نؤكد التزامنا السلام نؤكد أيضاً الوقوف بجانب حلفائنا ضد الاعتداءات. وأشار الى ما يحويه التضامن من قوة، ضاربا المثل بما فعلته 34 دولة مسالمة وحدت جهودها لإخراج الغازي العراقي من الكويت، معبرا عن فخره وسعادته بالاحتفال بعيد تحرير الكويت.