قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، مساء الجمعة، إن اغتيال المناضل الفلسطيني عمر النايف داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا ‘من أعظم الخزايا’، داعيًا لكشف خفايا الجريمة.
وأضاف هنية، خلال كلمة له في مهرجان لحركة حماس برفح جنوب قطاع غزة، ‘هذه جريمة أخرى يرتكبها الصهاينة ضد أبناء شعبنا، ودليل على أن هذا الذراع الإرهابي الصهيوني يتحرك ويمتد من حيث يرى الضعف والتنسيق الأمني والتواطؤ الدولي’.
وكان النايف من جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، وُجد مقتولًا، صباح اليوم، داخل سفارتنا ببلغاريا.
ولجأ الشهيد للاحتماء بالسفارة عقب تلقي السلطات هناك طلبًا من الانتربول بتسليمه للاحتلال على خلفية مشاركته بعملية قتل مستوطن قبل 27 عامًا، ويعيش في بلغاريا منذ 21 عامًا.
ودعا السلطة الفلسطينية لتحمل مسئولياتها كاملة إزاء عملية الاغتيال، ‘وليس تشكيل لجنة تحقيق صورية، بل معرفة خفايا الجريمة، وتقديم المسئولين عنها للعدالة الثورية والجهادية والوطنية’.
ووصف هنية اغتيال النايف داخل السفارة الفلسطينية بـ’أعظم الخزايا’، متسائلًا ‘أين السفير، وأين أمن السفارة، وأين حراس السفارة؟.. لماذا تركوه وحده؟’.
وأشار إلى أن عملية الاغتيال تشبه عملية اغتيال القيادي في القسام محمود المبحوح في الإمارات قبل أعوام، واختطاف الأسير ضرار أبو سيسي من أوكرانيا.
وشدد على ضرورة ‘قطع هذا الذراع الأمني، وعدم السماح له بالاستمرار في العبث بأرواح أبنائنا وشبابنا ومناضلينا’.
ووجه هنية حديثه للدول التي ارتكب فيها الاحتلال جرائم اغتيال أو اختطاف بقوله: ‘إن المقاومة حصرت مقاومتها بحدود فلسطين، ويجب عليكم تحمل مسئولياتكم في قطع الذراع الصهيوني، وألا تسمحوا له بانتهاك دمنا وأرواحنا’.
المصالحة
وفي موضوع آخر، أكد هنية سعي حركته للمصالحة على قاعدة الثوابت والمقاومة، والشراكة الكاملة، والاعتراف المتبادل، ‘لأن بعض أبناء شعبنا لا يريد أن يعترف بوجود حماس’.
وقال: ‘حماس اليوم ليست رقمًا هامشيًا، وليست حركة جانبية، وليست طارئة؛ فهي عميقة الجذور في أرض فلسطين وفروعها في سمائها’.
العلاقة مع مصر
وفي سياق العلاقة بين حماس ومصر، دعا هنية الإعلام المصري ‘الذي يحكي أوهامًا ويبني روايات’ للتوقف عن النهج التدميري للعلاقات بين شعبنا الفلسطيني ومصر.
وأضاف ‘علاقاتنا مع مصر حيوية واستراتيجية، ولذلك نريد أن يُفتح معبر رفح على الدوام، وتكون علاقات طبيعية مستقرة مع مصر والدول العربية والإسلامية’.
وجدد هنية تأكيده عدم تدخل حركته في الشأن الداخلي المصري، وعدم وجود دور عسكري أو أمني لها في سيناء أو رفح المصرية، مشيرًا إلى أن الحدود مع مصر آمنة بقرار سياسي، والتزام أمني.
الانتفاضة مستمرة
أما فيما يتعلق بـ’انتفاضة القدس’، قال هنية إنها تمثل أعظم تحول استراتيجي في السنوات الحالية، ‘وهي مستمرة حتى تعود الأرض حرة’.
وأشار القيادي في حماس إلى أن الانتفاضة تعبر عن ثقافة شعبنا وإرادته وخياراته، ولن يتمكن الاحتلال ولا التنسيق الأمني و’أبناء جلدتنا’ (السلطة الفلسطينية) من إيقافها.
وأضاف ‘إن أعظم علامة فارقة في الانتفاضة هي الجيل الجديد الذي لم يعرف الخوف ولا الجبن، ليرسم المعالم من جديد وليضع القضية في بوصلتها من جديد’.
انتصار القيق
وفي شأن آخر، قال هنية إن الأسير الصحفي محمد القيق هزم السجان الإسرائيلي وإرادة المحتل بعد انتزاع اتفاق ينص على الافراج عنه، مشيرًا إلى أنه كان ينوب عن الشعب والأسرى بهذه المعركة.
وذكر أن ‘انتصاره له دلالة عظيمة، وهي أن هزيمة المحتل ممكنة وواقعية، ويمكن لرجل واحد أن يلحق هزيمة سياسية وقانونية ومعنوية وإنسانية بالاحتلال’.
وكانت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس في السجون الإسرائيلية أعلنت، اليوم عن التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء معاناة القيق الذي أضرب عن الطعام لمدة 94 يومًا.
وينص الاتفاق على إنهاء الاعتقال الإداري للقيق بتاريخ ٢١ مايو ٢٠١٦ بقرار جوهري غير قابل للتمديد، مع تقديم العلاج له من طاقم فلسطيني بمستشفى العفولة.