جديد الحقيقة
الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / مذكرات «الشيخ الشعراوي» يرويها بنفسه: يكشف عن اسمه الثالث «المُضحك» (ح 1)

مذكرات «الشيخ الشعراوي» يرويها بنفسه: يكشف عن اسمه الثالث «المُضحك» (ح 1)

على كرسيه الشهير وأمام ميكروفونه جلس هو بهيبته ومكانته الرفيعة يفسر كلمات الله في قرآنه الكريم، يجلس أمامه عشرات الرجال وربما مئات وأكثر، وخلف شاشات التلفزيون، كان الجمهور يجتمع عقب صلاة الجمعة ليتسمر أمام شاشته الصغيرة لرؤية وجهه البشوش وسماع كلامه اللين وتفسيره البسيط المفهوم. استطاع هو أن يجمع بين حب كل فئات الشعب، البسطاء والأغنياء، المتعلمين وغير المتعلمين، فهو وحده ربما من استطاع أن يجدد شكل تفسير القرآن والدعوة بشكل لم تشهده مصر من قبل، إنه أعظم من أنجبت مصر في نظر الكثيرين، إمام الدعاة، كما أطلق عليه،  أيقونة علماء الدين في مصر في القرن العشرين، وزير أوقاف مصر الأسبق، الذي ناداه البعض باسم «أمين» لكن جموع الشعب عرفه باسمه الحقيقي الذي لا يمكن أن ينساه أحدًا، إنه ببساطة محمد متولي الشعرواي.

وتنشر «جريدة الحقيقة» مقطتفات من مذكرات «الشيخ الشعراوي»، والتي نشرت في كتاب يحمل اسم «مذكرات إمام الدعاة» والصادر عن «دار الشروق» وكتبه محمد زايد نقلًا عن روايات الشعراوي نفسها بكلماته ومفرداته، ونشر الكتاب لأول مرة في 27 يونيو عام 1998.

«إن الفقهاء الذين كانوا يقومون على تحفيظ القرآن، كانوا يسمونهم وقتها سيدنا.. ولك أن تقدر مدى مكانة واحترام الذين يطلق عليهم الناس هذا اللقب.. حتى العمدة كان يقول: سيدنا فين.. وابحثوا عن سيدنا.. وكان هذا يدل على طبيعة البلاد ووجدانها الديني.. كانت الناس تحب كل من يسمى سيدنا.. وسيدنا ذهب وسيدنا جاء.. وهذا اللقب موجود في كل الأرياف وله احترامه الكبير»، يبدأ «الشعراوي» مذكراته عن طفولته في الريف، ممهدًا لرواية أول لقاء جمعه بـ«سيدنا».

ويكمل الشيخ الراحل: «قبل أن يأخذني أبي إلى كتاب سيدنا وأنا صغير، أعدني لهذا اللقاء، اشترى لي كمية هدوم كويسة، وأنا أتساءل ليلة ذهابي للكتاب بيني وبين نفسي: (يا رب، ماذا يريد أن يفعل بي أبي؟)».

وفي الصباح، صلينا الفجر وتناولنا الفطور، وأخذني أبي من يدي، وذهبنا إلى كتاب سيدنا الشيخ عبدالرحمن، وسلمني والدي إليه وهو يقول له:

– هذا ابني، اكسر له ضلع وأنا أعالجه.

ثم أشبعه توصيات من هذا النوع.

وسأله سيدنا:

– ابنك اسمه إيه؟

فرد والدي:

– اسمه الرسمي محمد، لكن سته لأمه اسمته أمينًا، وهي تحفظ القرآن الكريم، فيصبح له اسمان.

فقمت أنا من مكاني، وقلت لهما:

– لا، هناك اسم ثالث.

فرد الشيخ عبدالرحمن:

– ما هو الاسم الثالث يا بني؟

فقاطعته قائلًا:

– قل لي يا وله.. مش يا بني.

فسألني:

– لماذا؟

فقلت لسيدنا:

– لأن ابن عمتي يناديني دائمًا يا وله، ما يقوليش لا يا محمد ولا يا أمين، يقول لي يا وله.

ضحك سيدنا الشيخ، وقال:

– يا وله دي يعني يا ولد، وهذه تقال لكل واحد في سنك.

فقلت لسيدنا:

– أهم بيقولوا لي كدة، واحد يقول يا محمد وواحد يقول يا أمين، وواحد يقول يا وله، لخبطوني، فتعودت على وله».

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*