ولد أحمد زكي في أحد الأحياء الفقيرة بمدينة الزقازيق، يوم الأربعاء 18 نوفمبر عام 1949، في أسرة متوسطة، وقبل أن يكمل عامه الثاني توفي والده، وكان عمر الوالد آنذاك 31 عامًا، وكانت الأم في السابعة والعشرين من عمرها، وأصر أهلها على أن تتزوج بمن تقدم لخطبتها خشية عليها من الفتنة، فتولت جدته تربيته، وبذلك ولد الطفل الصغير محروما من حنان ودفء الأبوين.
في هذا الشهر، مارس، وتحديدا يوم 27 عام 2005، رحل عن عالمنا الفهد الأسمر، نجم السينما المصرية وأحد علاماتها منذ ثمانينيات القرن الماضي، وإلى ما لا نهاية، وبهذه المناسبة –وإن كانت حزينة- نتذكر أهم الأحداث واللقطات في حياة أحمد زكي، والتي يروي بعضها الكاتب محمود معروف، في كتابة «روائع النجوم»، ننشرها على حلقات متتالية.
بدأت مرحلة جديدة في حياة أحمد زكي بعد التحاقه بمعهد التمثيل، بخطوة أولى في عالم الفن مع مجموعة الكومبارس من زملائه في المعهد، ومنهم: محمد صبحي، أحمد ماهر، يونس شلبي، صبري عبدالمنعم، وسامي فهمي، واشتركوا لأول مرة في استعراض «القاهرة في ألف عام» على مسرح البالون، في يوليو 1969، إخراج الألماني إيرفن لايستر، وبطولة: صفاء أبوالسعود، سعيد صالح، سعيد أبوبكر، هالة فاخر، أنور محمد، عبدالغفار عودة، ومحيي إسماعيل.
اختار المخرج الألماني أحمد زكي ليؤدي ثلاث شخصيات، زمن كل منها بضع ثوانٍ، فمثل في أحد المشاهد قائد ثورة الجياع، وفي مشهد أطول شخصية الحاكم بأمر الله الفاطمي، ولأن الاستعراض كان يشارك فيه أكثر من 300 شخص، ولأن العرض استمر بضعة أشهر، فكان كثير من الفنانين يتغيبون، وقتها كان المخرج يختار الطالب أحمد زكي ليؤدي الدور بدلاً من الممثل الغائب أو المعتذر، وكان يجيد تقمص الشخصية وأطلقوا عليه الممثل «الجوكر».
بعدها تم اختيار أحمد زكي للمشاركة بدور صغير للغاية في مسرحية «هاللو شلبي» مع سعيد صالح وعبدالمنعم مدبولي، إلا أن نقطة التحول الحقيقية في حياته كانت مسرحية «مدرسة المشاغبين»، ولها قصة.
كان من المقرر أن يخرج مسرحية «مدرسة المشاغبين» لحساب فرقة الفنانين المتحدين المخرج سعد أردش، وطلب أن يكون أبطالها: صفاء أبوالسعود ومحمد صبحي وأحمد زكي، لكنه اختلف مع منتج المسرحية سمير خفاجي، فتركها أردش ومحمد صبحي بعد أن بدأت البروفات، وجاءوا بالمخرج سمير العصفوري ليتولى إخراجها، فاشترط أن تكون البطلة ميرفت أمين، وبعد أن تم الاتفاق على كل شيء اعتذرت ميرفت أمين بعد طلبها بأن يكون البطل حسين فهمي أو نور الشريف أو محمود ياسين، نجوم الشاشة في تلك الفترة، وأخيرًا اتفق سمير خفاجي مع المخرج جلال الشرقاوي على أن يتولى إخراج المسرحية، فاختار سهير البابلي وعادل إمام وسعيد صالح وحسن مصطفى ويونس شلبي وأحمد زكي وهادي الجيار.
نجحت هذه المسرحية على المستوى العربي كله وليس في مصر وحدها، وخاصة بعد أن أذيعت في التلفزيون المصري، وعرف العالم أحمد زكي ويونس شلبي وهادي الجيار لأول مرة، وزادت شعبية ونجومية سهير البابلي وعادل إمام وسعيد صالح، وبعدها تشجع المنتج سمير خفاجي، وقرر أن يقدم مسرحية أخرى بنفس نجومها، فكانت «العيال كبرت» لكن اعتذر عادل إمام بعد حصوله على سيناريو «شاهد مشافش حاجة»، وكذلك اعتذرت سهير البابلي، فقام ببطولتها سعيد ويونس وزكي وحسن مصطفى.
كانت البلاد وقتها تعيش أيام ما بعد نصر أكتوبر، وبدأ تخليد هذا الانتصار سينمائيًا، وانتشرت موجة أفلام معركة الانتصار، ومنها فيلم «بدور»، وهو أول فيلم سينمائي يشارك فيه أحمد زكي، وعرض لأول مرة يوم 14 أكتوبر عام 1974 بسينما «ديانا»، وبعده بشهر عرض له فيلم «أبناء الصمت»، إخراج محمد راضي الذي أعجب بزكي وأشركه في كل الأفلام التي قام بإخراجها، منها فيلم «صانع النجوم» والذي عرض عام 1977، وفيلم «وراء الشمس» والذي عرض بسينما «ديانا» يوم 2 سبتمبر 1978، وبعدها بشهرين فيلم «العمر لحظة» في نفس العام.