أشاد سفير الكويت لدى هنغاريا الدكتور حمد بورحمة اليوم الجمعة بمبادرة مجلس السفراء العرب في بودابست بإقامة الايام الثقافية العربية في بودابست واصفا اياها بانها فرصة لعرض ما تزخر به الحضارة العربية من مخزون ثقافي وحضاري.
واضاف بو رحمة في ختام فعاليات الايام العربية ببودابست التي اقيمت بمتحف الاثنوغرافيا تحت رعاية رئيس البرلمان الهنغاري لاسلو كوفير ان 13 دولة عربية بينها الكويت شاركت في الحدث من خلال دور متميز لإيصال صوت الثقافة العربية للشعب الهنغاري وفي التعريف بالحضارة العربية الاسلامية وانجازاتها في مجال القيم الإنسانية العالمية والفنون الجميلة ومختلف العلوم.
وأشار الى انه «كان للمشاركة الكويتية في هذه التظاهرة الثقافية العربية وقع جيد خلال الندوات الثقافية والاقتصادية والإعلامية التي نظمت على هامش اعمال الايام الثقافية في بودابست».
وفيما يتعلق بالعلاقات الكويتية الهنغارية اشاد السفير بورحمة بمستوى العلاقات المتميزة بين البلدين مشيرا الى ان البلدين احتفلا قبل عامين بذكرى مرور 50 عاما على اقامة علاقاتهما الدبلوماسية ويتطلعان الى تطوير علاقاتهما التاريخية على مختلف الصعد .
وثمن السفير الكويتي في حديثه مواقف هنغاريا المشرفة تجاه دولة الكويت ابان الغزو العراقي للبلاد في تسعينات القرن الماضي مشيرا الى ان دولة الكويت حكومة وشعبا تقدر عاليا هذه المواقف النبيلة .
وحول زيارة قام بها رئيس البرلمان الهنغاري الى الجناح الكويتي المشارك في الايام الثقافية ببودابست قال السفير بورحمة ان لاسلو كوفير أعرب خلالها عن إعجابه الشديد بالموروث الثقافي والحضاري لدولة الكويت.
وأضاف أن رئيس البرلمان الهنغاري أعرب كذلك عن ترحيبه مسبقا بزيارة مرتقبة لرئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم الى هنغاريا لتفعيل التعاون البرلماني بين البلدين.
كما استعرض السفير بو رحمة في حديثه اعمال اللجنة الاقتصادية الكويتية الهنغارية التي عقدت نهاية شهر فبراير الماضي في الكويت بمشاركة وفد هنغاري رفيع برئاسة نائب وزير الخارجية والتجارة الهنغاري ووقعت خلالها اتفاقيتان حول الطيران المدني وتكنولوجيا المعلومات.
وأكد السفير الكويتي ان هنغاريا تعتمد توجها خاصا فيما يتعلق بعلاقاتها مع الدول العربية يقوم على اساس تفعيل التعاون والانفتاح على الشرق الاوسط في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.
ومن جهته اكد عميد السلك الدبلوماسي العربي في هنغاريا السفير المغربي الدكتور نور الدين بنعمر في تصريح مماثل ل(كونا) أهمية فعاليات الايام العربية في بودابست باعتبارها حدثا ثقافيا بحتا يهدف للتعريف بالحضارة العربية والإسلامية للشعب الهنغاري ذي التاريخ الحضاري والثقافي العريق وعن أهمية دور الثقافة في التقريب بين الشعوب. واوضح أن أجنحة الدول العربية في هذه التظاهرة تساهم بشكل فعال في التعريف بالحضارة العربية والاسلامية والمغربية والافريقية بالإضافة إلى وجود جناح عربي مشترك هو جناح «فلسطين» مؤكدا أنه رغم أن هذه التظاهرة ثقافية ولا علاقة لها بالسياسية الا ان قضية فلسطين فرضت نفسها باعتبارها قضية مقدسة وغالية على كل العرب. وطالب بنعمر باسم لجنة القدس «بضرورة توفير الدعم الحيوي لهذه القضية وحمايتها من أي تحريف تاريخي او جغرافي .» وجدد شكره لرئيس البرلمان الهنغاري والحكومة الهنغارية ممثلة بوزارتي الخارجية والموارد البشرية وكذلك للشخصيات السياسية والأكاديمية التي شاركت وشجعت هذه التظاهرة الثقافية العربية المتميزة كما ثمن أيضا دور رجال الأعمال العرب في هنغاريا على رعايتهم لهذا الحدث الثقافي الهام.
بدوره أكد رئيس البرلمان الهنغاري كوفير لاسلو راعي الحدث أن الحضارة والثقافة العربية والإسلامية منحوتة في ذاكرة الأوروبيين كالنحت على الصخر مذكرا بان الاوروبيين نهلوا من منابعها واستوعبوا من خلالها حركة التاريخ والحضارة في الماضي ما ساعدهم على صنع الحاضر وبلورة المستقبل.
واعاد رئيس البرلمان الهنغاري الى الاذهان بعض ما قدمته الحضارة العربية للإنسانية من علوم ومعارف مستشهدا بعلوم الجبر والرياضيات والفلك والرقم صفر الذي كان أساسا للتطور التكنولوجي المعاصر. كما استذكر دور بعض المؤرخين المسلمين وفي مقدمتهم الجغرافي ابن رسته الذي كان أول من ذكر اسم «مجر» في القرن العاشر واشار الى تفاصيل عن استيطان الهنغاريين في الحوض الكارباثي وكذلك ابن حيان الذي ساعد هنغاريا على فهم تاريخ أسلافهم.
ولم يغفل رئيس البرلمان في حديثه أيضا عن ذكر أهمية مراكز الثقافة العربية مثل بغداد وقرطبة وغيرها من المدن الاندلسية في إسبانيا.
وختم بالاستشهاد بمقولة للمهاتما غاندي «يجب أن أفتح نوافذ بيتي لكى تهب علي رياح كل الثقافات بشرط ألا تقتلعني من جذوري» شاكرا دعوته إلى هذا الحدث الثقافي العربي.
من جانبه أكد سفير قطر لدى هنغاريا عبدالله حسين الجابر في تصريح ل(كونا) ان ايام الثقافة العربية شكلت جسرا رائعا للتواصل مع الشعب الهنغاري خاصة وان العرب بحاجة الى ايصال الصورة الحقيقية لهم والتي اوصلت شعوبا وامما الى ما هي عليه الان.
وحول امكانية ان تشكل هذه الايام العربية فرصة للجانب الهنغاري لتحسين صورته في الشارع العربي خاصة بعد تداعيات ازمة تدفق اللاجئين على اوروبا قال السفير القطري «بالتأكيد ان اقامة مثل هذه الفعاليات العربية في هنغاريا وغيرها من شأنها ان تساعد على التعرف على الحضارة العربية الإسلامية بشكل افضل بعيدا عن الافكار المسبقة والصور النمطية» مشيدا بدور مجلس السفراء العرب الذي تبنى هذه الفكرة الرائعة.
كما ثمن سفراء السعودية وتونس والجزائر والسودان وغيرها من الدول العربية هذه الخطوة معتبرين اياها فرصة لتعزيز التعاون مع الجانب الهنغاري للتعريف بالموروث الثقافي العربي وقالوا انهم لمسوا وجودا كبيرا من الجمهور الهنغاري فضلا عن الرعاية الرسمية التي كانت ايضا لها مساهمة ايجابية .
وشملت هذه الفعالية العربية عددا من الانشطة الثقافية العربية في الأجنحة المخصصة للدول العربية المشاركة وبرنامجا حافلا ومتنوعا في فقراته الثقافية ومعارض تراثية وحرفية وعروضا فنية وشعبية متنوعة ورقصات فلكلورية شعبية لعدد من الفرق العربية .
كما ضمت اجنحة الدول العربية عددا من اللوحات للفن التشكيلي ترسم تراث الدول العربية وعروضا للخط العربي بالإضافة إلى معروضات عن صناعة الخزفيات والملبوسات القديمة وطريقة حياكتها وصناعة المشغولات والأحجار المختلفة المستخدمة في الزينة.
وتضمنت الفعالية ندوات ثقافية لمحاضرين من الدول العربية وبعض المستشرقين الهنغاريين وعروضا فنية موسيقية وفوتوغرافية.
وشاركت دولة الكويت في هذه الفعالية الهامة بجناح ثقافي كبير عرضت خلاله بعضا من الأعمال لعدد من الفنانين التشكيليين الكويتيين ومعروضات عن التراث الشعبي ومشغولات يدوية وخزفية كما عرضت عددا من الكتب والمنشورات التي تتناول التطور التنموي والثقافي لدولة الكويت.