دعا رئيس مجلس ادارة جمعية صندوق اعانة المرضى د.محمد الشرهان الى ضرورة الاستفادة من الأيام العالمية المتعلقة بالصحة العامة والأمراض التي تهدد المجتمعات البشرية ، وقال في تصريح صحفي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة أمراض القلب والشرايين الذي تقيمه دول العالم في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر من كل عام بهدف التذكير بالحقائق المرتبطة بهذه الأمراض وكذا بعوامل الخطر المسببة له قال : ان جمعية صندوق إعانة المرضى تدعو في إطار أهدافها التوعوية ونشر الوعي الصحي وتوعية المجتمع ضد المخاطر الصحية والأمراض المنتشرة سواء على المستوى المحلي او الإقليمي او الدولي تدعو الى ممارسة الرياضة والعودة الى التغذية السليمة لتجنب امراض القلب بشكل عام .
وقال : ان من المعروف أن أمراض القلب والشرايين وأمراض شرايين الدماغ تحتل رأس قائمة أسباب الوفيات بين أفراد الجنس البشري، حيث تتسبب في أكثر من 17 مليون وفاة سنويّاً، أو ما يعادل 30 في المائة من مجمل الوفيات البشرية. و تتوقع المنظمة أن تظل أمراض القلب والشرايين محتفظة بمكانتها على تلك القائمة السوداء حتى عام 2030 على الأقل، ما لم تتخذ تدابير وإجراءات جذرية على صعيد الوقاية من عوامل الخطر.
واكد الشرهان ان منظمة الصحة العالمية تهدف من خلال الاحتفاء بهذا اليوم الى تنبيه سكان المعمورة من مخاطر الإصابة بهذه الأمراض وسبل الوقاية منها من خلال تخفيض الوزن وممارسة النشاط الرياضي وقد برمجت الفيدرالية الدولية للقلب بهذه المناسبة عدة نشاطات بـ 100 دولة تتمثل في مسابقات رياضية وتمارين للرشاقة وأيام علمية وعروض وسهرات فنية.
واشار تشمل أمراض القلب والشرايين الدموية كل من أمراض القلب التاجية المتسببة في جلطات القلب وشرايين الدماغ وارتفاع ضغط الدم الشرياني كما تشمل الأوعية الدموية الجانبية وأمراض القلب المرتبطة بالرثية (الروماتيزم) والتشوهات الخلقية للقلب والعجز في الدورة الدموية.
ويعتبر التدخين وقلة الحركة والتغذية غير السليمة من العوامل الرئيسية المؤدية الى الإصابة بأمراض القلب والشرايين بنسبة 80 بالمائة.
واضاف قائلا : ان من بين 17 مليون وفاة ناجمة عن أمراض القلب والشرايين التي تمثل نسبة 30 بالمائة من الوفيات في العالم تتسبب أمراض القلب التاجية في وفاة 7.3 مليون شخص بينما تؤدي أزمة شرايين الدماغ الى وفاة 6.2 مليون شخص وتسجل هذه الوفيات خاصة بالدول ذات الدخل الضعيف أو المتوسط وتصيب الجنسين معا وتتوقع منظمة الصحة العالمية ارتفاعا في نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض القلب مع 2030 الى أكثر من 23 مليون مع تصدر هذه الأمراض قائمة مجموع الوفيات بالعالم.
أمراض الثراء
وقال الشرهان ان أمراض القلب والشرايين تندرج تحت قائمة خاصة تعرف في عالم الطب بأمراض الثراء أو أمراض الأغنياء وتضم على سبيل المثال وليس الحصر: داء السكري، والسمنة، وأمراض القلب والشرايين، والسرطان، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض المناعة الذاتية، والربو الشعبي، وإدمان الكحوليات، والاكتئاب، وطيفاً آخر من الأمراض النفسية.
وتتشابك العلاقة بين بعض تلك الأمراض بحيث يصبح بعضها سبباً أو نتيجة لبعض آخر مثل السمنة التي تنتج جراء الإصابة ببعض الأمراض، وتتسبب هي نفسها في أمراض عدة. وتتميز جميع هذه الأمراض بميزة أساسية هي كونها أمراضاً غير مُعدية، أي لا تنتقل من شخص إلى آخر، على عكس أمراض الفقراء، التي غالباً ما تكون أمراضاً معدية تنتقل من شخص إلى آخر، نتيجة انخفاض مستوى الصحة العامة، وتدهور مستوى الصحة البيئية، وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية. والملاحظ أن الاتجاه الحالي هو نحو تفاقم أمراض الثراء، وخصوصاً في الدول الصناعية، بسبب زيادة متوسط طول العمر، والاعتماد على تقنيات الرفاهية، وقلة النشاط البدني، ووفرة الغذاء المرتفع محتواه من السعرات الحرارية.
والمتابع للتغطية الإعلامية للوضع الصحي في الدول العربية، والخليجية منها على وجه التحديد، سيجد أن أمراض الثراء قد أصبحت تحتل رأس قائمة المشاكل الصحية التي تعاني منها تلك الدول، حيث يؤكد الخبراء على استفحال معدلات الإصابة بداء السكري في الدول العربية. ولا يختلف وضع داء السكري كثيراً عن وضع أمراض القلب، التي تتوالى التحذيرات في الندوات والمؤتمرات من اتساع نطاقها، وارتفاع معدلاتها.
عوامل متعددة