جديد الحقيقة
الرئيسية / أقسام أخرى / فن وثقافة / أسرار حياة «النمر الأسود»: نظر له نجيب رمسيس وقال «إزاي سعاد حسني تحب ده؟» (ح 3)

أسرار حياة «النمر الأسود»: نظر له نجيب رمسيس وقال «إزاي سعاد حسني تحب ده؟» (ح 3)

ولد أحمد زكي في أحد الأحياء الفقيرة بمدينة الزقازيق، يوم الأربعاء 18 نوفمبر عام 1949، في أسرة متوسطة، وقبل أن يكمل عامه الثاني توفي والده، وكان عمر الوالد آنذاك 31 عامًا، وكانت الأم في السابعة والعشرين من عمرها، وأصر أهلها على أن تتزوج بمن تقدم لخطبتها خشية عليها من الفتنة، فتولت جدته تربيته، وبذلك ولد الطفل الصغير محروما من حنان ودفء الأبوين.

في هذا الشهر، مارس، وتحديدا يوم 27 عام 2005، رحل عن عالمنا الفهد الأسمر، نجم السينما المصرية وأحد علاماتها منذ ثمانينيات القرن الماضي، وإلى ما لا نهاية، وبهذه المناسبة –وإن كانت حزينة- نتذكر أهم الأحداث واللقطات في حياة أحمد زكي، والتي يروي بعضها الكاتب محمود معروف، في كتابة «روائع النجوم»، ننشرها على حلقات متتالية.

كان المنتج رمسيس نجيب يستعد لإنتاج فيلم «الكرنك» بطولة سعاد حسني، ورشح له مدير الانتاج ممدوح الليثي، أحمد زكي ليلعب بطولة الفيلم أمام سعاد حسني، وهنا قفز رمسيس نجيب من مكانه وكاد يخنق ممدوح الليثي، وقال في استنكار: «أجيب الواد ده وأخلي سعاد حسني تحبه!.. طيب إزاي؟!».

رد الليثي على نجيب قائلا: «أنا شخصيًا عاجبني أوي أوي الواد أحمد زكي، ده ممثل كويس وممكن يبقى نجم كبير لو مثل بطولة الفيلم»، فسأل رمسيس مستنكرًا «مين أحمد زكي ده! أنا ماشفتوش في أي عمل قبل كده»، قال الليثي: «ده ولد ممتاز.. ممثل هايل، وعلى فكرة أنا اتصلت بيه وهو قاعد بره في السكرتارية».

رن رمسيس نجيب جرس المكتب وطلب من السكرتيرة أن تدخل الممثل أحمد زكي، ودخل أحمد في منتهى الخجل وهو ينظر لأسفل ويرفع عينيه تارة للأمام وتارة للأعلى، فنظر إليه رمسيس وقال في سخرية لممدوح الليثي: «هو ده الممثل اللي بتقول عليه؟!»، فرد الليثي: «أيوه يا رمسيس ده ولد هايل»، ليكمل رمسيس سخريته: «هايل إيه يا ممدوح، أنت اتجننت! أنت عايز ده يقف قدام سعاد حسني! وكمان سعاد تحبه! طيب إزاي؟.. إزاي سعاد حسني تحب واحد زي ده! أنت أكيد جرى لك حاجة».

نظر رمسيس نجيب إلى أحمد زكي وقال له: «معلش يا ابني، روح دلوقتي وهنبقى نبعت لك لما يكون عندنا فيلم تاني»، ثم رفع سماعة التليفون وطلب من السكرتيرة أن تتصل بنور الشريف، ورد عليه: «أيوه يا نور، عايزك بكرة تيجي عندي المكتب علشان عندي فيلم كويس قصة نجيب محفوظ، يا نور اسمع كلامي، الغي الميعاد اللي عندك بكرة وتعالى المكتب الساعة واحدة الضهر»، ثم عاد ينظر إلى أحمد زكي وقال له: «أنت واقف ليه يا ابني، مش قلت لك هنبعت لك بعد كده في الفيلم الجاي!».

هنا ثار أحمد زكي، وظل يصرخ: «يا ناس حرام عليكم، ليه يا أستاذ ممدوح تبعت تجيبني وتبهدلني وتهينني قدام الناس؟.. أنا عملت فيك حاجة؟.. يا ناس يا ظلمة»، ثم أمسك بكوب ماء كان موضوعًا على المكتب وسكب ما فيه من ماء، ظن رمسيس نجيب أنه سيقذفه في وجهه، وإذا بزكي يضرب الكوب في رأسه ويحطمه وتسيل الدماء من جبهته، وجرى إليه ممدوح الليثي وأخذه في أحضانه.

كان حاضرًا هذه الواقعة صلاح جاهين، الذي أبدى تعاطفًا مع أحمد زكي، وطيب بخاطره وحاول أن يأخذه معه لكن ممدوح الليثي أخذه من ذراعه ونزل به من المكتب وصعد معه سيارته الصغيرة فيات 128، وظل يطوف به في شوارع القاهرة ليطيب خاطره، وفجأة نفذ البنزين تحت نفق العباسية وتعطل المرور، ونزل الليثي وزكي يدفعان السيارة عند المطلع، لكن الدماء عادت تسيل من جبهة زكي، فعاود البكاء من جديد، ولم يتركه الليثي إلا بعد أن أوصله إلى مسكنه بحي المهندسين، ثم أخذه إلى منزل صلاح جاهين بشارع جامعة الدول العربية، وقال جاهين لليثي: «لقد أخطأتم في حق هذا الشاب الطيب الغلبان، وعقابا لكم لابد أن تدفعوا له الأجر الذي كان سيحصل عليه من تمثيل الفيلم، وهو 500 جنيه»، وبالفعل دفع له الليثي المبلغ.

تدور الأيام ويقف أحمد زكي بطلاً لأول مرة، وأمام سعاد حسني، في فيلم «شفيقة ومتولي» والذي رشحه وأصر عليه هو صلاح جاهين كاتب السيناريو، بعد أن اشترط لكي يكتب سيناريو الفيلم أن يكون البطل هو أحمد زكي ويقوم بأداء شخصية متولي، وتقوم سعاد حسني بدور شفيقة، ووافق مخرج ومنتج الفيلم علي بدرخان.

كان هذا الفيلم قد حدثت حولة مشكلات كثيرة، إذ كان من المفترض أن يخرجه سيد عيسى، واعترض على أحمد زكي وتوقف العمل فيه إلى أن أنتجه وأخرجه علي بدرخان، وكان نقطة التحول الكبرى في حياة زكي، الذي أصبح نجما بعده برغم عدم نجاح الفيلم جماهيريًا.

في أوائل الثمانينيات، دخل زكي في منافسة مع محمود ياسين، الذي قام ببطولة فيلم «قاهر الظلام» عن قصة حياة الأديب الكبير طه حسين، فبعد نجاح الفيلم عهد صفوت الشريف، وزير الإعلام آنذاك، إلى المخرج يحيى العلمي، تحويله إلى مسلسل تلفزيوني، ورشح له البعض محمود ياسين، ليقوم بنفس الدور، لكن العلمي رفض، فاتصلوا بنور الشريف الذي اعتذر لانشغاله بتصوير فيلمين في وقت واحد، فرشحوا عزت العلايلي، فرفض وقال إنه لا يحب أن يدخل في مقارنة مع زميل آخر، حتى قرر المخرج يحيى العلمي أن يسند الدور إلى الممثل الشاب أحمد زكي، وهنا ثار الدكتور محمد حسن الزيات، وزير الخارجية الأسبق، وزوجته السيدة أمينة ابنة الدكتور طه حسين، ورفضا أن يقوم زكي بشخصية عميد الأدب العربي، لكن إصرار يحيى دفعه لإقناعهم، مؤكدا أنه سينجح في الدور.

حقق المسلسل وأحمد زكي نجاحًا غير مسبوق، وصار الفنان الأسمر نجم الموسم بلا منازع، وانطلق بعدها ليمثل أدوار البطولة المطلقة، وعرف الجوائز الرسمية لأول مرة في فيلم «طائر على الطريق» عام 1982.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*