كثيرون بحثوا عن سر نجاح وتألق الميجا ستار عمرو دياب وتربعه على عرش الموسيقى لأكثر من 3 عقود، وفى عيد ميلاده هذا العام الذى يحل يوم 11 أكتوبر نحاول حل هذا اللغز، فالنجم البورسعيدى الذى بدأ مشواره الفنى عام 1982 لم يخفق من وقتها حتى الآن، بل ظل فى ارتفاع مستمر وغيره يتهاوى، فكان أحيانا يظهر نجوما ينافسوه على المبيعات لكن سريعا ما يختفوا، ويظل هو متربعا على القمة، فكان ألبومه هو الوحيد الذى يستطيع إنعاش سوق الكاسيت ويبيع أرقاما قياسية. كل هذا النجاح لم يأت من فراغ، وتربعه على القمة كل تلك الأعوام لم يأت مصادفة، بل نتيجة مجهود وعمل مستمر، ولا يكل أبدا من البحث دائما عن الجديد فى الموسيقى بجميع أنحاء العالم، ليظل مواكبا لكل ما هو جديد، ومعروف أيضا عن عمرو أنه يهتم بكل تفاصيل الألبوم ولا يأخذ الأغانى بطريقة «التيك اواى» بل يصنعها على يده لحظة بلحظة، حسبما يؤكد جميع من عمل معه.
ومن أهم عوامل نجاح عمرو دياب هو تعاونه مع الشباب من الشعراء والملحنين والموزعين، فذلك يجعله يجدد دمه باستمرار ويظل شبابا طوال الوقت، فعمرو لم يحافظ فقط على شباب مظهره وشكله بل ظل محافظا أيضا على شباب أغانيه، فمن الطبيعى أن تجد فى المنزل الواحد أكثر من جيل يكون مطربه المفضل عمرو دياب، مثلا انت ووالدك وشقيقك الصغير فعمرو دياب ظل شابا لمدة 30 عاما كاملا، واستطاع أن يطور من نفسه طوال الوقت، وأهم ما يميز دياب أنه يبحث دائما عن العمل الناجح الذى يعلم أنه سيصنع علامة مع الجمهور، سواء داخل مصر أو خارجها، ولا يهتم مطلقا باسم من يتعامل معه، فهو يسمع العمل أولا وبعدها يعرف من الذى قدمه، لذلك لم يتردد مطلقا فى مد يده لمواهب كثيرة كانت تبحث عن فرصة للظهور، فهو من اكتشف الملحن عمرو مصطفى وقتما كان طالبا فى الجامعة، وغيره الكثير من المواهب الشابة.
ويتصادف عيد ميلاد دياب هذا العام مع احتفاله بنجاح ألبومه الجديد «شفت الأيام» الذى يتعاون خلاله مع عدد كبير من الشباب منهم الملحنون إسلام زكى، وشادى حسن، وأحمد حسين، وأحمد الناصر، وحقق نجاحا غير مسبوق فاستطاع فى الـ3 أيام الأولى من طرحه أن يوزع 3 طبعات كاملة، فى الوقت الذى يصعب على ألبومات أخرى لنجوم كبار أن يوزعوا طبعة واحدة فقط، كما تصدر قوائم أفضل الألبومات مبيعاً فى معظم الدول بالشرق الأوسط من قبل طرحه للبيع رسمياً يوم 11 سبتمبر على آيتونز، وذلك لـ4 أسابيع متتالية والدول التى يحتل فيها المركز الأول هى «مصر، الإمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين، الأردن، عمان»، وأيضا للمرة الأولى فى الشرق الأوسط يتصدر الميجا ستار عمرو دياب المرتبة رقم 1 بفئة موسيقى «العالم» على قوائم «بيلبورد» الشهيرة، وبذلك يعد عمرو دياب هو الفنان الأول والوحيد على مستوى الشرق الأوسط الذى يصل على رأس «قوائم بيلبورد»، فى حين حققت أغنية «أهو ليل وعدى» التى طرحت بالألبوم ما يقرب من 2 مليون مشاهدة، بعد أيام قليلة من طرحها، الأغنية من كلمات الشاعر الراحل مجدى النجار وألحان خليل مصطفى وتوزيع عادل حقى.
والمتابع لمشوار دياب الفنى يجد أنه الوحيد الذى ما زال جمهوره يحرص على شراء النسخة الأصلية من الألبوم، فمهما تسربت أغانى العمل يحرص الجمهور على شراء السى دى الأصلى وقراءة كل كلمة مكتوبة على الغلاف، وأى شخص شارك فى إخراج هذا العمل للنور، بل إنه أيضا الوحيد الذى يصنع مشهدا صعب تكراره فى هذه الأيام، وهو وقوف جمهوره على محلات الكاسيت انتظارا لوصول الألبوم لشرائه حتى لو كان هذا فى الساعة الرابعة أو الخامسة فجرا للحصول على النسخة الأصلية، فهذا هو الفرق بين المطرب العادى وبين الميجا ستار الذى يحرص على الاجتهاد والعمل المستمر، والتواضع هم أساس النجاح والتربع على القمة كل هذه الأعوام.