علاج جديد لمرض السكري من النوع الثاني يُطرح في بيروت بعد أربع سنوات على تبنيه في أوروبا كعلاج مستقلّ عن الأنسولين، بعدما برهن انخفاضاً ملحوظاً ومستداماً في مستويات الجلوكوز في الدم (HbA1c) مع منافع إضافية كخسارة الوزن وتخفيض ضغط الدم.
والعقار الجديد “داباغليفلوزين” يأتي على شكل قرص من 10 ملليجرامات، يُعطى مرة واحدة أثناء النهار، بصرف النظر عن الوجبات الغذائية.
كيف يعمل العقار الجديد؟
“داباغليفلوزين” هو مانع للتفاعل الكيميائي، وناقل ثنائي للصوديوم والجلوكوز (SGLT2)، فيعمل بشكل مستقلّ عن الأنسولين للمساهمة في التخلص من فائض الجلوكوز من الجسم بطريقة عمل فريدة. إنه الدواء الأول في فئة مانع التفاعل الكيميائي الجديد SGLT2 ، الذي أطلق على مستوى عالمي لمعالجة السكري النمط الثاني، وهو داء ذو حاجات طبية كثيرة غير ملبّاة.
يتفاعل العلاج في الكلى عبر كبح SGLT2، ما يؤدي إلى التخلص من فائض الجلوكوز (حوالى 2100 جرام من الجلوكوز في الشهر الواحد) والسعرات الحرارية الناتجة عنه في البول (حوالى 8400 كيلوكالوري في الشهر الواحد).
ويساهم في تخفيض مستويات السكّر في الدم، بالإضافة إلى إثبات الدراسات السريرية قدرته على تخفيض الوزن وضغط الدم، مع فعالية مستدامة لأكثر من أربع سنوات.
تُعطى حبة 10ملغ يومياً لمريض السكري، من دون الحاجة إلى تعديل الجرعة بحسب العمر أو الوزن أو القصور الكلوي المعتدل أو القصور الكبدي المعتدل أو المتوسط. وأكدت الدراسات أنّ سلامته لدى المرضى مثبتة. لكن عليهم التواصل مع أطبائهم لمعرفة المزيد عن هذا العلاج، الذي يمكن أن يوصف كعلاج أحادي للبالغين غير القادرين على احتمال الميتفورمين، أو أن يضاف إلى مجموعة واسعة من العلاجات العادية.
لمحة عن داء السكري؟
السكري مرض مزمن ناتج عن انعدام قدرة الجسم على إنتاج مادة الأنسولين أو الاستفادة منها، وهي هورمون يفرزه البنكرياس، وتحاكي مفتاحاً لفتح الخلايا المقفلة كي يدخل السكر إلى الدم بهدف إنتاج الطاقة. من دون الأنسولين، يمكن لمستويات السكر في الدم أن ترتفع وتؤدي على المدى الطويل إلى تلفٍ في الأعضاء والأنسجة.
يشير سكري النمط الأول إلى الحالة التي ينتج فيها الجسم القليل من الأنسولين أو لا ينتج فيها الأنسولين بتاتاً. وفي أغلب الأحيان، تتجلى هذه الحالة لدى الأطفال والشباب، وتطال سنوياً حوالى 79 ألف طفل، فيما يشير سكري النمط الثاني إلى الحالة التي لا ينتج فيها الجسم نسبة كافية من الأنسولين، أو إلى الحالة التي تتوقف فيها الخلايا عن الاستجابة للأنسولين. يعاني 90% من مرضى السكري من سكري النمط الثاني.
يمكن للسكري إذا لم تتم معالجته أن يسبّب مضاعفات مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وتوقّف الكلى عن العمل وفقدان البصر وبتر الأطراف