الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / لماذا عليك أن تعلّم طفلك أكثر من لغة؟

لماذا عليك أن تعلّم طفلك أكثر من لغة؟

هناك عدة فوائد لأن تكون ثنائي اللغة، فهذا يفسح لك المجال لتبدأ محادثات جديدة وتجارب جديدة أيضاً. لكن دراسات نفسية في السنوات الأخيرة بيّنت أن هناك فوائد أكثر من ذلك، خاصة على المهارات الاجتماعية والنشاط الذهني والقدرة على حل المشكلات.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” بيّنت دراستان جديدتان أن التحدث بأكثر من لغة ينمي مهارات اجتماعية مهمة؛ فوفقاً للدراسة الأولى التي أجريت بجامعة شيكاغو ونشرت في “مجلة علوم النفس”، فإن الأطفال الذين يتحدثون عدة لغات قادرين على التواصل بشكل أفضل مع الآخرين مقارنة بالأطفال متحدثي اللغة الواحدة.

فبعد إجراء تجربة صغيرة على أطفال من خلفيات لغوية مختلفة، تراوحت أعمارهم من 4-6 سنوات، تبيّن أن من يتحدثون أكثر من لغة كانوا أكثر مهارة في فهم وجهة نظر الآخرين وقادرين على وضع أنفسهم مكانهم، وتقييم الأمور من زاوية مختلفة؛ ويأتي ذلك لكون هؤلاء الأطفال حين يتلقون رسالة لغوية معينة –سؤالاً أو ادعاء مثلاً- لا يعالجون أثناء عملية الفهم الكلمات المستخدمة فقط، بل ينتبهون للسياق العام الذي وردت فيه ويضعونها في الإطار الأكبر، ومن ثم يعالجون المعلومة بشكل أعمق.

وتعتبر النتائج منطقية لكون الأطفال ثنائيي أو متعددي اللغة يعيشون في بيئة تعرضهم بشكل روتيني ومستمر لمواقف تحتم عليهم فهم وجهات نظر مختلفة، فهم يتعاملون مع طيف أوسع من أنواع الناس ذوي خلفيات متنوعة.

ومن الملفت للنظر أن نتائج البحث بيّنت أفضلية ليس فقط للأطفال الذين يتقنون لغات عدة، لكن أيضاً للأطفال الذين يتقنون لغة واحدة لكنهم يتعرضون ضمن محيطهم القريب إلى لغات أخرى، مثلاً، الأطفال الذين يتحدث أجدادهم لغة أخرى أحرزوا نتائج مميزة في التجربة تماماً مثل الأطفال متحدثي لغات عدة. لكن في المهارات الذهنية التنفيذية كان الأطفال متعددي اللغات هم الأكثر مهارة، خاصة عند الحديث عن المهارات اللازمة لحل المشاكل.

وفي دراسة لاحقة، تقول الصحيفة، قام الباحثون بإجراء تجارب تحمل الهدف نفسه على أطفال أصغر عمراً، تراوحت أعمارهم بين 14-16 شهراً، وبالطبع لم يكونوا قد تكلموا بعد.

في هذه الدراسة قام د. زوي ليبرمان وبروفيسور كيسار والمختصة النفسية أماندا وودوارد، بإجراء تجربة بسيطة لفحص نتائج التجربة الأولى على جيل أصغر لم يتحدث بعد.

أوضحت نتائج التجربة أن الأطفال الذين يكبرون في بيئة تتحدث لغة واحدة دلّ أداؤهم على أنهم يفهمون الأحداث من وجهة نظرهم فقط، في حين استطاع الأطفال المعرضون لعدة لغات في محيطهم المباشر التفاعل مع التجربة بطريقة بيّنت فهمهم لوجهات نظر مختلفة.

وعليه تستنتج الدراسات أعلاه، أن التعرض أو تعلم عدة لغات تهيئ الطفل لاكتساب مهارات التفاهم بين الأفراد، وتمنحهم تفوقاً ذهنياً واجتماعياً كذلك.

بالطبع لا يعتبر اكتساب عدة لغات أمراً سهلاً أو متوفراً للجميع، لكن النشوء في بيئة تتحدث عدة لغات يعتبر عاملاً هاماً لتطوير مهارات اجتماعية استثنائية لدى طفلك.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*