الرئيسية / أقسام أخرى / فن وثقافة / عبدالرحمن العقل : البطولة المطلقة… انتهت!

عبدالرحمن العقل : البطولة المطلقة… انتهت!

«تزاحم المسلسلات في الموسم الرمضاني بمنزلة كارثة على الدراما التلفزيونية»!

مقولة يجب أن يصغي إليها المعنيون بهذه الصناعة، لأنها وردت على لسان الفنان النجم عبدالرحمن العقل، الذي لا يُستهان بخبرته ولا بموهبته ولا بمسيرته!

لم يكن هذا هو الرأي الوحيد القطعي الذي أدلى به الفنان العقل، في حواره معه بل إنه بادر – وهو أحد صناع الكوميديا في الكويت والخليج – بتأكيد «أن البطولة المطلقة انتهى زمنها، وصارت تغريداً خارج السرب»، لافتاً إلى أنه أول من نادى «بالبطولة الجماعية في حدود سبعة أشخاص، وعلى الممثل المجتهد أن يثبت نفسه في خضم المنافسة»!

وأعرب العقل عن سعادته الكبيرة باندماجه مع الفنانين الشباب، واقترابه منهم، مبرراً توجُّهه هذا قائلاً: «لا بد من مواكبة المتغيرات التي تحدث في الحياة والسلوك الاجتماعي، والتي تُملي عليّ كفنان أن أتحاور مع الجميع»، متابعاً: «إن المؤلف شاب والمخرج شاب والممثل شاب، ومن ثم لا بد أن أكون داخل الدائرة»!

وفسر العقل – من منظوره – لماذا لم تعد المسلسلات الدرامية الجديدة تترك بصمة عميقة في وجدان المشاهد، مشبهاً إياها بالأغنية الجديدة «التي هي عبارة عن لحن مسبق التجهيز تُركَّب عليه مجموعة من الكلمات»، مردفاً «أن المنتج صار يطلب من المؤلف كتابة مسلسل بالتفصيل على أسماء معينة من الممثلين»… وتطرق العقل إلى قضايا فنية أخرى تأتي تفاصيلها في ثنايا هذا الحوار:

• فلنبدأ بالأعمال الدرامية التي تعتزم أن تقدمها للجمهور في رمضان المقبل؟

– أنا لا أحسب الأمور بهذا الشكل، ولكنني أقدم الأعمال الدرامية التي أقتنع بها، أما توقيت عرضها فيقرره المنتج، لأنه هو بطبيعة عمله يكون الأحرص على العمل بكامله، لكنني أسعى دائماً إلى أن أكون موجوداً بشكل جيد مع الجمهور في رمضان، وأعتقد أنه ستكون هناك هذا العام مجموعة متنوعة ومتميزة من المسلسلات، من بينها «الدعلة» وهو عمل كوميدي، ثم دراما جادة جداً في «المحتالة» مع الفنانة هدى حسين، وأستعد هذه الأيام لتصوير مسلسل «صوف تحت حرير»، من تأليف هدى سلطان وإخراج نهلة الفهد، وتشارك فيه كوكبة من الفنانين بينهم محمد جابر، عبير أحمد، خالد أمين، أمل العوضي وغيرهم.

• الكثير من النجوم يخافون من الكوميديا في الدراما، لكن «الدعلة» شارك فيه مجموعة من الفنانين الكبار، ما أبرز محطات هذا العمل؟

– هذا سؤال مهم للغاية، لأنني أعتبر أن ما يميز «الدعلة» هو أن كل حلقة تُعد مسلسلاً إذا ما وُضع في الاعتبار أنه حلقات منفصلة متصلة، ثانياً هو عمل حافل بالإسقاطات الاجتماعية، وكوميديا ناقدة ليس فقط في الحوارات، ولكن في كل تفاصيل المسلسل، لذلك شعرتُ بسعادة كبيرة جداً مع منى شداد وهدى الخطيب والمخرج نعمان حسين وجميع من عملت معهم، حيث تكمن السعادة في أنك تشارك في عمل وأنت مستمتع به.

• وماذا عن الفيلم السينمائي «المخيم»؟

– انتهيتُ من تصويره مع المؤلف المخرج نايف العازمي، ووافقت شركة السينما مبدئياً على عرضه، لكنني لا أعرف توقيت تقديمه في دور العرض.

• عبدالرحمن العقل يشارك في كم من الأعمال الدرامية، لكنه تخلى عن دور البطولة المنفردة، فما الأسباب؟

– «البطولة المطلقة» كلام لم يعد موجوداً إلا في مخيلة البعض فقط، وقبل الحديث عن هذا الأمر أذكر الجميع بأنني أول من ناديتُ بضرورة التخلي عن هذا الأمر في ظل المتغيرات التي تحصل في صناعة الدراما، وأيضاً في المجتمع، وعلينا أن نقرأ الأعمال التي تقدم الآن فسنجد بها سبع شخصيات أساسية تلعب أدوار البطولة، وهذا يعني أن البطولة أصبحت جماعية، والممثل البارع هو من يتميز في ظل المنافسة الجماعية، وهذا الأمر تسبب في تنافس كبير بين الفنانين، وساهم في خلق حالة جديدة في الدراما، وأنا شخصياً على استعداد لأن أقدم في المسلسل 12 حلقة فقط ما دامت هناك أجواء تتناسب مع قدراتي الفنية وتحمل مضموناً وهدفاً يحترمان عقل المشاهد ويرضيان طموحي كفنان له خبرة مهمة في هذا المجال.

• ما السر في اندماجك مع الجيل الجديد بالشكل الحاصل الآن، ومشاركتهم وإصرارهم على وجودك معهم؟

– هناك متغيرات مهمة تحدث في المجتمع والحياة بشكل عام، والفنان الذكي هو من يستطيع أن يطور نفسه ويواكب المستجدات من كل النواحي الفكرية والثقافية والفنية والسياسية وغيرها، فالعمل مع الجيل ممتع، ولكن يجب على الفنان أن يكون متوازناً في تصرفاته، وأن تكون له شخصية ثرية تجمع ولا تفرق، ويفرض احترامه ليس بالشكل الجامد والمتعارف عليه، ولكن من خلال شخصية قريبة من فكر هذا الجيل حتى يتبادلوا معه الثقة والاحترام، وعلينا أن نتذكر جيداً بأن المؤلف شاب والمخرج شاب والممثل شاب، وأنا كممثل إذا لم أحمل فكر هؤلاء الشباب فمن الصعب أن أعمل معهم، لذلك فأنا أشعر بسعادة كبيرة وأنا أعمل معهم على المسرح، في ظل سلوك اجتماعي متغير.

• بمناسبة الشباب، لماذا لم يستطع نجوم المسرح الشباب الحضور بالقوة نفسها في الدراما؟

– لأن الدراما قصة أخرى، بالرغم من أنها أكثر سهولة من المسرح، ولكن القضية تخضع لأشياء كثيرة أهمها التوفيق والقبول والقدرات والكاريزما، فالقضية ليست سهلة كما يتوقع البعض، والدليل أن هناك نجوماً شباباً لهم وزنهم في الدراما، ولكنهم من الصعب أن يعملوا في عرض نوعي أو مسرح جماهيري.

• ما السر وراء تبخر الأعمال الدرامية، وعدم ترك بصمة حقيقية في وجدان الجمهور لمعظم الأعمال الجديدة؟

– هذا موضوع يحتاج إلى مجلد للحديث عنه، ولكنني سأختصر الأمر من خلال كلمات قصيرة بأسئلة افتراضية: فكيف ينجح مسلسل درامي يُطلَب من الكاتب تأليفه لمجموعة معينة من الفنانين؟ كيف ينجح مسلسل تقدم فكرته للمؤلف من أجل كتابته وتفصيله؟ هل يُعقل أن يتم فرض فكرة بعينها على المؤلف، كل هذه الأشياء جعلت المسلسلات الدرامية مثل الأغاني الجديدة التي هي عبارة عن لحن مسبق التجهيز تُركَّب عليه كلمات، فأصبحت لا تترك بصمة، ولكنها مجرد «شو» إعلامي فقط، وأنا لا أقصد كل الأعمال، والبعض يتساءل: لماذا نجحت الدراما في الحقب الماضية، لا سيما في فترة السبعينيات والثمانينات والتسعينيات؟ لأن العمل كان يأتي مكتوباً للممثلين فيستمرون في البروفات لمدة 3 شهور، ومن لا يستطع تقديم الشخصية بشكل جيد يتم تغييره أثناء البروفات، لذلك تخرج الأعمال للجمهور بشكل باهر، أما الكارثة الكبيرة التي جعلت العديد من الأعمال لا يعرف الجمهور عنها الكثير فهي عرضها جميعاً في شهر رمضان ليزاحم بعضها بعضاً، وقد ساهم ذلك في خروج العديد من المسلسلات من دائرة المنافسة، وإن كنتُ أرى تلفزيون الكويت أعاد وجود مسلسلات جديدة في كل دورة، وهذا أمر جيد يحسب للمسؤولين فيها، لأن ذلك كان موجوداً من قبل، ويساهم في انتشار الأعمال بشكل جيد.

• لماذا خرج من الساحة الدرامية هذا العام عدد كبير من المنتجين؟

– القضية تعود إلى بعض القنوات الفضائية التي أصبحت تفضل مجموعة معينة من المنتجين يستطيعون توفير كل الأعمال بالنجوم المطلوبين، حيث وجدت أن ذلك أسهل بكثير من التعامل مع عدد أكبر.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*