دعا الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الأطراف السياسية في البلاد إلى تقديم التنازلات من أجل اليمن واستقراره وتجنيبه الدخول في حرب أهلية.
فيما دعت أحزاب اللقاء المشترك السلطات اليمنية إلى تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب، كما حثت أحزاب اللقاء القوى السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة على تنفيذ الاتفاق، بما في ذلك تشكيل الحكومة باعتبار ذلك مقدمة لتطبيق مقررات مؤتمر الحوار الوطني العام.
وجاءت تصريحات هادي بعد يوم من تفجيرات دامية في صنعاء وحضرموت حصدت عشرات القتلى.
وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها هادي تنازلات لتجنب دخول بلاده في نفق مظلم، وشدد هادي خلال لقائه سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية على ضرورة العمل لاستكمال شروط المرحلة الانتقالية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل.
إلى ذلك أدان هادي التفجيرات التي طالت بلاده ووصفها بالعمل الإرهابي، وأمر بتشكيل لجنتين للتحقيق في الحادثين اللذين استهدف أولهما تجمعا للحوثيين في صنعاء، والآخر استهدف نقطة عسكرية في حضرموت، وأوقعا العشرات بين قتيل وجريح.
ووسط إدانات داخلية وخارجية لهذه الهجمات، أدانت الخارجية الأميركية التفجير، ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف والعودة إلى التعبير السلمي. وكذلك بريطانيا التي شددت على ضرورة عدم السماح بفشل عملية الانتقال السياسي.
وتأتي هذه التطورات في وقت يعيش فيه اليمن على وقع مأزق سياسي، حيث قبل الرئيس هادي اعتذار رئيس الوزراء المعين عن قبول تكليفه، وذلك تحت ضغط من الحوثيين الذين وصفوا قرار تعين أحمد عوض بن مبارك بأنه يقوض اتفاق السلم والشراكة الوطنية.
ورغم اتفاق الحكومة مع الحوثيين فإنهم مازالوا يسيطرون على أهم مفاصل البلاد، بما فيها المؤسسات العسكرية والاقتصادية والنفطية ومحاصرتها.
ويرى مراقبون أنهم يحاولون نقض أي مبادرات أو اتفاقات رغم تقديم الحكومة تنازلات جدية بحكم وجود قواتهم وميليشياتهم وناشطيهم على الأرض.
شن الرئيس اليمني السابق ‘علي عبد الله صالح’ هجوما حادا على سياسات الرئيس عبدربه منصور هادي واصفا إياه بالغباء ..والخيانة لحزبه حزب المؤتمر الشعبي العام .. قائلا لقد خذلنا ‘هادي’عندما تمرد على حزبه ‘المؤتمر’ وتنكر لقياداته وجميله الذي أوصله إلى رئاسة البلاد عام (2011) وعندما سلم كل أمره للجنرال علي محسن الأحمر.. والسفارة الأمريكية الذي تحول من رئيس دولة إلى مخبر مع سفيرها وسفراء بعض الدول الذين أوهموه بتأييدهم له من خلال بياناتهم وقراراتهم التي ماتت في أدراج مكتبه وأصبحت لا تؤدي ولا تجيب .. حينما اعتقد أنها ستحميه وها هو اليوم يدفع ثمن هذه الخيانة بسقوط صنعاء بيد الحوثيين وتقوقعه في قصره وأصبح لا يهش ولا ينش وفي وضع لا يحسد عليه (لا جنوبيا ولا شماليا) وهذا هو مصير الخونة والمتخاذلين.
وأضاف ‘صالح’ في اجتماع مغلق أمس مع عدد من أعضاء حزبه والمقربين منه .. أن ‘هادي’ تنكر لحزبه ونسي انه الرجل الثاني فيه وأنه مرشحه الرئاسي الذي أوصله إلى رئاسة اليمن التي لم يكن يحلم بها يوما في حياته .
وقال ‘صالح’ أن وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد نسي هو الآخر بأنه يحمل حقيبة ‘الدفاع’ كواحدة من أهم حقائب المؤتمر الشعبي العام .. الذي ارتمى هو الآخر في أحضان العمالة الأمريكية وبعض الدول الغربية والإقليمية التي تسعى إلى تفتيت وتقسيم اليمن إلى دويلات وكنتونات هشة .. ونفذ بحقد وكراهية مقيتة خطتهم لتدمير الجيش اليمني تحت ما يسمى ‘الهيكلة’ حتى فقدت القوات المسلحة وظيفتها السيادية في الدفاع عن الوطن بل وعجزت حتى في حماية معسكراتها وجنودها , في عهده , وأن تمسك الأمريكيين به وإعادة توليه لهذا المنصب ابعد عليهم من عين الشمس .. مهما قدم لهم من عروض بأنه يستطيع فصل الجنوب لتأمين مصالحهم كرد فعل على سقوط صنعاء بيد الحوثيين والمشروع الإيراني، مؤكدا أن الوزير ‘ناصر’ لعب دور تآمري خطير مع بعض الدول الكبرى من خلال ابدأ الطاعة العمياء لهم في ما يسمى الحملة على’الإرهاب’ وأنه يحلم بأن يخلف ‘هادي’ في منصب ‘الرئيس’ وانه يتواجد اليوم في عدن ويجري سلسلة من اللقاءات التآمرية مع الانفصاليين في الحراك الجنوبي الذين لفضهم شعبنا وأصبحوا من الماضي السلبي المندثر .. كما وصفهم.
هذا وكشفت مصادر سياسية رفيعة في صنعاء أن الرئيس هادي متمسك بمنصب وزير الدفاع وأن يظل اللواء محمد ناصر أحمد وزيرا للدفاع .. وأن الخلاف يشتد بينه وبين ‘صالح’ الذي رفض أسماء آخرين رشحهم ‘هادي’ من ابرز القادة الجنوبيين الذين شاركوا في الحملة على ‘تنظيم القاعدة’ الإرهابي في الجنوب وهما اللواء الركن محمود الصبيحي قائد المنطقة الجنوبية الرابعة واللواء الركن عوض محمد فريد قائد الشرطة العسكرية.. وأن ‘صالح’ ابلغ ‘هادي’ بأن وزير الدفاع ينبغي أن يكون ‘شمالي’ مقترحا اللواء الركن مهدي مقولة أو نجله أحمد علي عبدالله صالح.. وان هذا الأمر غير قابل للنقاش باعتبار ‘وزير الدفاع’ حقيبة من حقائب المؤتمر السيادية