نشكر القبس على تقديرها لمكانة شخصية وطنية كالسيد أحمد السعدون، وإجرائها لقاء معه في وقت انصرفت عنه وعن المقربين إليه كل الوسائل الإعلامية بمختلف انتماءاتها.
لبوعبدالعزيز مكانة كبيرة في قلبي، وفي قلب الكويتيين، ولن أنسى نقاشه معي أمام اللجنة الانتخابية النسائية في منطقة اليرموك في انتخابات 2012، وكلماته الطيبة لي وقتها عن المرشح الذي كنت أسانده، وهو الأخ العزيز صالح الملا.
مقابلة بوعبدالعزيز على الرغم من أنها كانت نافذة جيدة للتعرف على أجندته وتكتيكاته بعد شبه عزلة إعلامية، فانها كانت بمنزلة فرصة لتقييم أفكاره بعد أربع سنوات من ابتعاده عن كرسيه الأخضر، ولذلك أتمنى أن يتقبل الفاضل بوعبدالعزيز تعليقي على حديثه لـ القبس بروح ممتنة له.
في البداية، أكد السعدون عزمه مقاطعة الانتخابات، وهذا يعني أنه كان ومازال يسعى الى ترشيح نفسه في حال تغيير النظام الانتخابي، وهذا التوجه وعلى الرغم من كونه دستوريا، فان به تهميشا لدور الشباب، واستمرارا على تقديم نفسه كمشروع سياسي وحيد منعزل عن الدماء الجديدة.
كان على الفاضل السعدون أن يحذو حذو الدكتور أحمد الخطيب، ويدفع بالشباب إلى الواجهة، وينأى بنفسه عن الخلاف السياسي المعقد، واتهامه بتشبثه بالكرسي.. وفي حال اعتزاله الترشح سيكون السعدون، كالرموز الكبيرة، مؤثرا حاضرا في ذهن الشارع، بل على العكس، ينتظر الجميع آراءه ومواقفه كما يفعل الشارع مع الخطيب.
تطرق بوعبدالعزيز إلى القياديين الذين أفشلوا خطة التنمية كونهم جاءوا بالواسطة، ذلك الحديث يدين بوعبدالعزيز نفسه، فأين كان هو وكتلته ومحبوه طيلة سنوات طويلة في المجلس من سنّ تشريع لتعيين القياديين وتنظيم اختيارهم؟!
على الرغم من قوله ان هناك سماسرة ومندسين ومزروعين تقدموا صفوف المعارضة، فان السعدون لم يعترف بخطئه التاريخي في تحالفه لسنوات طويلة مع أطراف نيابية عليها علامة استفهام في طريقة وصولها الى المجلس، وفي أدائها البرلماني وسلوكها السياسي وخطابها الإعلامي ضد الحريات والمكتسبات الدستورية والديموقراطية، وأحيانا ضد الدستور.. وذلك لتنفيذ أجندته السياسية.
آخر ما نود قوله ان آراء بوعبدالعزيز للأسف لم تتسق مع نبض الشارع في ظروفه الراهنة والمنعطف الدقيق الذي تمر به البلاد، وتفضيل مبدأ تعاون السلطتين على الصراع في ما بينهما، والاستفادة من أخطاء ودروس الماضي، وعدم التأجيج السياسي بسبب كرسي الرئاسة، والتأهيل الصحيح للمشهد العام، وعدم تأزيم المشهد السياسي وتحويله الى صراع بين السلطتين، وإعادة الاعتبار للعمل البرلماني والتشريعي، وللعمل السياسي الجاد وتجسيده في برامج وطنية وتنموية.. إلى جانب مزاج الرأي العام الذي يميل اليوم إلى المشاركة السياسية، وتجديد الدماء والأفكار، وتشجيع الدور الوطني للشباب، وتمكين المرأة لإيصالها إلى المجلس، فضلا عن تعزيز النسيج الوطني، وخلق تعاقد اجتماعي جديد.
بقلم الكاتبة | فوزية أبل