اكد السفير المصري لدى الكويت ياسر عاطف ان سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح “اكثر قائد عربي زار مصر بعد ثورة 30 يونيو ما يؤكد عمق العلاقات الوثيقة والراسخة بين البلدين الشقيقين”.
جاء ذلك في كلمة للسفير المصري خلال ندوة (العلاقات المصرية-الكويتية) التي استضافتها المكتبة الوطنية مساء امس ضمن فعاليات الاسبوع الثقافي المصري.
واوضح السفير المصري ان بلاده من اوائل الدول التي أعربت عن تهنئتها للكويت فور استقلالها عام 1961 وذلك برقية ارسلها الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر إلى امير الكويت المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح.
ولفت إلى أن مصر أيضا من أوائل الدول التي قررت فتح سفارة لها في الكويت بعد استقلالها وتحديدا في 23 ديسمبر 1961 مشيرا إلى ان الرئيس عبدالناصر عارض في بيان له محاولات الرئيس العراقي الاسبق عبدالكريم قاسم المتكررة لضم الكويت إلى بلاده.
واشار الى ان البيان نص على “ان الوحدة لا تتم الا بالارادة الشعبية في كل من البلدين وبناء على طلبهما معا” لافتا الى كلمة الرئيس عبدالناصر الشهيرة “ان مصر ترفض منطق الضم”.
وقال إن مصر ارسلت قواتها الى الكويت للتدليل على موقفها الرافض لمسألة الضم بالقوة وهو نفس الموقف الذي اتخذته ابان الغزو الغاشم عام 1990 مشيرا الى امتزاج الدماء الكويتية بالمصرية ومشاركة القوات الكويتية في حربي 1967 و 1973 ضد اسرائيل.
واضاف عاطف ان الكويت اكدت مرارا منذ انطلاق ثورة 25 يناير على انها تقف مع خيارات الشعب المصري لتحقيق مطالبه المشروعة في الاستقرار والتقدم من خلال حوارات جادة تحقق المصلحة الوطنية بمشاركة كافة مكونات الشعب المصري.
واوضح ان “الكويت وقفت مع الشعب المصري وقفة نبيلة بعد ثورة 30 يونيو حيث قدمت مساعدات عاجلة بقيمة 4 مليارات دولار امريكي مليارين منها على شكل وديعة في بنك مصر المركزي ومليار دولار مشتقات نفطية ومليار دولار كمنحة”.
ولفت إلى تعهد الكويت خلال قمة شرم الشيخ لدعم وتنمية الاقتصاد المصري بتقديم 4 مليارات دولار كدعم اضافي اثنين منها على شكل وديعة في بنك مصر المركزي ومليارين على استثمارات كويتية بالاقتصاد المصري عبر شتى الوسائل الاستثمارية المتنوعة.
واشار السفير عاطف الى الزيارات المتبادلة بين الجانبين المصري والكويتي على مستوى الوزراء وكبار المسؤولين اخرها زيارة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الى القاهرة لترؤس وفد الكويت في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي شهدت التوقيع على العديد من مذكرات التعاون.
وحول العلاقات الاقتصادية اوضح عاطف انها “في تنام مستمر” مشيرا الى ان حجم التجارة البينية شهد زيادة كبيرة في العام الماضي “لكننا نتطلع دائما الى زيادة اكبر”.
وبين ان حجم تجارة البترول بين البلدين بلغ 2ر3 مليار دولار في العام لافتا الى ان الاستثمارات الكويتية وصلت الى 15 مليار دولار “ونطمح الى المزيد وهو ما اكدته الحكومة الكويتية وشركات القطاع الخاص عن عزمهم الاستمرار بالاستثمار في مصر”.
وعلى الصعيد الثقافي قال إن التعاون الثقافي والعلمي “يعد ابرز ملامح العلاقات بين مصر والكويت فهي علاقات تدار بشكل يومي” مشيرا الى ان الالاف من الطلبة الكويتيين يدرسون في الجامعات المصرية والاف المصريين يتعلمون في مدارس الكويت سابقا وحاليا.
واشار إلى أن من المصريين الذين درسوا في الكويت وزيرة التعاون الدولي المصرية الدكتورة سحر نصر التي نشأت ودرست في الكويت وايضا وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي “ما يدل على حيوية وقوة العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين”.
وثمن نجاح فعاليات الاسبوع الثقافي المصري الذي بدأ 20 مارس الماضي واختتم باقامة هذه الندوة معربا عن شعوره بعمق علاقات التواصل الثقافي وتعبيرها عن اسمى تجليات الفكر والفعل الانساني. من جانبه ذكر استاذ التاريخ في جامعة الكويت الدكتور حمد القحطاني في كلمة له ان العلاقات الكويتية المصرية بدأت عام 1839 بين المغفور له الشيخ جابر بن عبدالله الصباح الملقب ب(جابر العيش) وحاكم مصر انذاك محمد علي باشا عندما ارسل الاخير مندوبه محمد افندي الى الشيخ جابر الصباح.
واضاف القحطاني ان البعثة المصرية التي كانت متواجدة في منطقة الاحساء حينها كانت بحاجة الى المواد الغذائية والتي قدمها لهم الشيخ جابر الصباح لافتا الى ان هذه الحادثة تدل على البداية المبكرة للعلاقات الكويتية المصرية.
وتطرق القحطاني الى العلاقات الثقافية والتربوية بين البلدين والتي بدأت منتصف القرن ال19 حينما سافر طلاب علم كويتيين للدراسة في الازهر الشريف وانخرطوا في الحياة المصرية وبعدها عادوا الى الكويت ومنهم الشيخ محمد الفارسي والشيخ مساعد العازمي.
واشار الى زيارة المفكر المصري رئيس تحرير مجلة (المنار) محمد رشيد رضا الى الكويت عام 1913 بناء على دعوة من اسرة الخالد لافتا الى نشره سلسلة من المقالات في (المنار) عبر فيها عن انطباعاته الايجابية عن الكويت وكيف تفاعل مع شعبها.
ولفت الى تطور العلاقات الثنائية بين الكويت ومصر في عهد المغفور له الشيخ احمد الجابر الصباح لاسيما بعد قيامه بزيارة تاريخية للقاهرة في 31 اغسطس 1935.
وذكر ان الكويت وافقت عام 1925 على تعيين محمد خراشي المنفلوط مديرا للتعليم في مدرسة المباركية والاحمدية براتب وقدره 150 روبية.
وذكر ان عام 1939 شهد ارسال اول بعثة تعليمية كويتية للدراسة في مصر وتحديدا في الازهر الشريف في رحلة استغرقت 22 يوما مشيرا الى ان حكومتي البلدين كانتا تدفعان رواتب الطلبة.
وقال ان فترة الاربعينات من القرن الماضي شهدت ارسال الكويت لاكثر من بعثة طلابية للدراسة في مصر وافتتاح بيت الكويت للطلبة رسميا بالقاهرة عام 1945 بحضور نائب وزير المعارف المصري احمد امين.
من جهة اخرى افتتح المكتب الثقافي المصري بالتعاون مع المكتبة الوطنية معرضا للصور التاريخية والاثار المصرية في المكتبة على هامش فعاليات الاسبوع الثقافي المصري بحضور السفير المصري ومدير المكتبة الوطنية خالد العبدالجليل.
وقال العبدالجليل في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هذا المعرض عبر صوره يعكس الوجه الحضاري والثقافي لمصر مبينا ان المكتبة الوطنية استضافت ندوة (العلاقات المصرية الكويتية) ومعرض الصور التاريخية المصرية لما لمصر من تاريخ عريق وتعاون وثيق مع دولة الكويت.