نشرت صحيفة ‘التايمز’ تقريرا، قالت فيه إن البحث عن الإرهابي المتبقي بعد هجمات بروكسل سيتكثف، بعد أن اعترفت الشرطة البلجيكية المحاصرة بأنها اعتقلت الشخص الخطأ.
ويشير التقرير إلى أنه في إخفاق جديد للأمن البلجيكي، اضطر الادعاء أمس إلى إطلاق سراح مواطن بلجيكي كان يعتقد بأنه شريك المفجرين الانتحاريين، والاعتراف بأن المشتبه به الأساسي في تفجيرات الأسبوع الماضي لا يزال طليقا.
وتذكر الصحيفة أن عدد ضحايا الهجوم وصل إلى 35 شخصا، بعد أن توفي عدد من المتأثرين بجراحهم، بحسب ما قالته وزيرة الصحة ماغي دي بلوك، وذلك باستثناء الانتحاريين الثلاثة الذين قاموا بالتفجيرات في المطار ومحطة المترو في بروكسل، مشيرة إلى أنه لا يزال هناك ثلاثة من ضحايا التفجيرات لم يتم التعرف عليهم، بحسب وزيرة الصحة، ما يعكس حجم تلك التفجيرات.
ويلفت التقرير إلى أن المسؤولين الأمنيين استمروا في حملتهم ضد الإسلاميين عبر أوروبا، حيث تقوم قوات الأمن بإجراء اعتقالات مرتبطة بخلايا مزعومة في فرنسا وبلجيكا وهولندا، مستدركا بأنه بالرغم من مداهمة الشرطة لعشرات المنازل والشقق في بلجيكا وغيرها خلال الأسبوع الماضي، إلا أنه لم يتم اعتقال سوى فيصل شيفو (31 عاما) فيما يتعلق بالتفجيرات، وتم إطلاق سراحه أمس، وكان رجال الأمن يعتقدون أنه الشخص الذي ظهر في كاميرات المراقبة في المطار يدفع عربة بجانب المفجرين الانتحاريين.
وتكشف الصحيفة عن أن المشتبه به ترك حقيبة تحتوي على متفجرات في المطار، في الوقت الذي قام فيه الانتحاريان إبراهيم البكراوي ونجيم العشراوي بتفجير حمولتيهما من القنابل، كما قام خالد البكراوي ‘شقيق إبراهيم’ بتفجير نفسه في محطة المترو.
ويستدرك التقرير، بأنه كما تبين، فإن رجال المخابرات ليس لديهم فكرة عن شخصية المشتبه به، الذي أصبح على رأس المجرمين المطلوبين أوروبيا، حيث نشروا مقاطع فيديو كاملة من كاميرات المراقبة ليتمكنوا من الإمساك بطرف خيط.
وترى الصحيفة أن إطلاق سراح فيصل شيفو كان آخر إخفاق محرج للشرطة البلجيكية، فقد تم انتقادها لإهمالها تحذيرا تركيا بأن إبراهيم البكراواي كان إرهابيا محتملا، بالإضافة إلى قضاء أربعة أشهر في البحث عن محمد عبد السلام، وهو الناجي الوحيد بعد هجمات باريس، بينما كان عنوانه لديها طيلة الوقت، مشيرة إلى أن الضباط قاموا بوقف التحقيق مع عبد السلام عندما قال إنه متعب، وخسروا بذلك الفرصة في الحصول على معلومات حول تفجيرات بروكسل التي وقعت بعدها بثلاثة أيام.
وينقل التقرير عن الشرطة البلجيكية قولها ابتداء إن التفجيرات كانت رد فعل سريع للإسلاميين على اعتقال عبد السلام في ضاحية مولنبيك في بروكسل قبل التفجيرات بأربعة أيام، مستدركة بأن هذه النظرية تم نقضها عندما عثرت قوات الأمن اليونانية على خارطة لمطار ‘زافينتيم’ في أثينا في الشقة التي أقام فيها عبد الحميد أبا عود الذي يعتقد أنه قائد هجمات باريس.
وتورد الصحيفة أن هذا الاكتشاف، الذي أعلن عنه يوم الجمعة، يشير إلى أن المطار كان هدفا منذ فترة طويلة، وقد يكون أبا عود هو من اختارالهدف قبل أن تقوم الشرطة الفرنسية بقتله بعد هجمات باريس بخمسة أيام.
وبحسب التقرير، فإن المسؤولين الإيطاليين يؤيدون احتمال أن يكون التخطيط لهجمات بروكسل قد تم في اليونان خلال الصيف الماضي، حيث قال مسؤولون في قسم مكافحة الإرهاب إن مفجر المترو خالد البكراوي مر من شمال شرق إيطاليا في طريقه إلى اليونان في أواخر شهر يوليو الماضي.
وتذكر الصحيفة أنه تم اعتقال المشتبه بعلاقته مع البكراوي في هيسين في ألمانيا بعد هجمات بروكسل، وهو محمد لحلاوي، الذي يقال إنه عولج من جروح بسكين يوم اعتقال عبد السلام في بروكسل.
ويفيد التقرير بأنه تم اعتقال ثلاثة مشتبه بهم في بلجيكا، وتم توجيه التهمة لهم بالانتماء لجماعة إرهابية، لكن لا يعتقد بأن أيا من الثلاثة له علاقة بهجمات بروكسل، لافتا إلى أن اعتقاد الشرطة بأن المعتقلين تابعون لخلية أخرى ربما كانت تنوي القيام بهجمات.
وتختم ‘التايمز’ تقريرها بالإشارة إلى أن مسؤولين في وزارة الصحة البلجيكية قالوا إن 96 من جرحى هجمات بروكسل لا يزالون في المستشفى، و55 منهم في غرف العناية المركزة، و32 منهم في غرف متخصصة بعلاج الحروق.