في واحدة من أغرب القضايا، قرر والد مسلم بريطاني التوجه إلى محكمة العدل العليا في لندن لطلب إلغاء أمر ضده أصدرته قاضية في مدينة داربي وسط إنكلترا يمنعه من اصطحاب ابنه إلى الكنيسة، وذلك استجابة لطلب من والدة الطفل المسلمة التي ساءت علاقتها بزوجها ودخلت في صراع مع زوجها حول حقه في تربية الطفل.
ويعود سبب الخلاف في العائلة إلى أن الزوج اختلف مع زوجته عقب تردده على جماعة تبشيرية، الأمر الذي أثار حنق زوجته فنشب خلاف بينهما أدى إلى انفصالهما عن بعضهما البعض، وانتهى بالطلاق، بعد أن عاشا نمط حياة غربيا منفتحا وليبراليا، وفقاً للزوج، منذ زواجهما في عام 2003.
ووفقاً لوالد الطفل فقد طرأ تغيير على حياته مع زوجته في عام 2007، بعد وفاة والدها، «وأصبحت متشددة دينياً بتأثير من والدتها التي لم تتوقف عن القول إن زوجها توفي نتيجة لغضب الله عليه من قلة تدينه وأن الله أدخله جهنم، ما ادخل الرعب إلى قلوب أفراد العائلة».
وقال والد الطفل إن زوجته التحقت بدورة لتعليم الدين الإسلامي في داربي وبدأت تغطي وجهها وتلبس لباساً شرعياً، ما أدى في النهاية إلى طلاقها في عام 2013.
وعلاوة على قرار منع الوالد من اصطحاب ابنه إلى الكنيسة التبشيرية، حذّرت القاضية في داربي الوالد بأنه سيخسر حقه في رؤية ابنه البالغ من العمر تسع سنوات في حال جرّب اصطحاب الطفل سراً إلى الكنيسة أو إلى نادي الأطفال الذي تديره المجموعة التبشيرية ذاتها، وأمرته بألا يُطعم الطفل أي طعام غير حلال.
وينتمي والدا الطفل لعائلتين بريطانيتين مسلمتين من أصل باكستاني وكلاهما مولودان في بريطانيا. ويقول الوالد إنه مسلم غير متدين ومع أنه نشأ في عائلة متدينة يرغب بأن يطّلع ابنه على مختلف الأديان لكي يصبح قادراً في المستقبل أن يختار بنفسه الديانة التي سيتبعها من دون أن يتعرض لضغط من الوالدين.
وأعلن الوالد أنه يرفع الاستئناف ضد الحكم الذي أصدرته قاضية المحكمة المركزية في داربي، متهماً القاضية بأنها انحازت إلى والدة الطفل المسلمة لأنها متأثرة بالأجواء العامة التي تجتاح بريطانيا في ما يتعلق بالإسلام والمسلمين وخشيت من إصدار قرار ضد والدة الطفل كي لا يتهم أحد القاضية بأنها معادية للمسلمين.
من ناحيتها ادعت الوالدة في الدعوى التي أقامتها ضد الوالد في داربي أن «الطريقة التي تعامل بها الأب مع الطفل واصطحابه إلى الكنيسة تؤدي في النهاية إلى إرباك الطفل وتشويش أفكاره وابتعاده كلياً عن الأخلاق والقيم الدينية».