لم يدر في خلده أن ينتهي نصب خيمته إلى جوار قاعدة علي السالم على طريق السالمي إلى كتاب شكر وثناء لـ’كرمه’ من أفراد القوة الأمريكية وضباطها الذين توجسوا منه بادئ الأمر ليكونوا أصدقاءه في النهاية.
عمعوم الحسيني .. بدوي يحط .. وبدوي يرحل دون اكتراث .. لم ير بأسا أن يكون جاراً لقاعدة عسكرية ففطرته غير ملوثة وسجيّته طيبة، وكلاهما دفعتاه إلى الترحيب بزائريه الأمريكان لأول مرة بـ’كرم جم’ أذهلهم وهم الذين أتوا لاستطلاع الأمر، فوجدوا بدويا مبتسماً يقف وبيده ‘الدلة’ ليحتسوا القهوة مع التمر الأمر الذي راق لهم منذ الوهلة الأولى، فأسروا ما وجدوا من هذا البدوي الذي تمنى عليهم معاودة الضيافة إلى مسؤولهم الجنرال الذي تقصى تحركاتهم فأخبروه بما واجهوا، فأصر بدوره على أن يشاطرهم هذه اللحظات فذهب معهم عمعوم الحسيني ووجد ما وجدوه من كرم وحسن استقبال فما بين كوب الشاي وفنجال القهوة كان الحسيني يؤنسهم بـ’جرة’ على الربابة ما أضفى على الجنرال الأمريكي وأفراده جواً أريحياً ممتعاً مع هذا البدوي بعفويته وبديهيته.
الحسيني أكرم الجنرال بعشاء دون تخطيط لأي رد لجميله لكن الأخير وجد نفسه أمام التزام يقضي بتكريم البدوي الذي أكرمهم وآنسهم ليالي عدة دون ملل أو ضجر بل كلما أرادوا المغادرة طلب ممنهم أن يعودوا ليجدوا ما يجدونه كل ليلة فقرر الجنرال تكريم الحسيني وبالفعل أرسل له شهادة شكر على كرمه واستقباله الجميل أوصلها له أحد ضباط القوة الأمريكية.