الرئيسية / كتاب وآراء / جمهور الإسلام السياسي !

جمهور الإسلام السياسي !

الإسلام السياسي لديه جمهوره في أكثر من بلد، سواء في العالم العربي، أو في أقاصي آسيا وأنحاء من أفريقيا.
بالطبع فإن بعض القوى الدينية تدعم تنظيمات إرهابية أو متشددة إلى هذه الدرجة أو تلك، أما آخرون فيعلنون جهارا رفضهم لتصرفاتها وممارساتها، غير أن بياناتهم وتصرفاتهم وردود فعلهم تخدم بشكل أو بآخر ذلك التنظيم. وكثيرا ما نسمع عن مشاعر التعصب الأعمى للطائفة، لا سيما في حال وجود نزاع معين يأخذ طابعا مذهبيا.
واللافت هو أن جمهور الإسلام السياسي يؤيد ممارسات تيار معين في دولة، ويعارض نهج التيار نفسه في دولة أخرى. وهناك رموز يجري تعظيمها وتقديسها، ويصار إلى ترسيخها في عقول الجمهور على هذا النحو أو ذاك.
ومن دون أن نقصد تيارا معينا، نقول ان العديد من ممارسات الإسلام السياسي يشكل أرضية خصبة لنشوء أو تفاقم نشاطات قوى التطرف والإرهاب، على الأقل انطلاقا من تبرير عمليات القتل، من خلال تفسير مغلوط للدين. وفي ما هو أبسط بكثير، لوحظ أن هناك الملايين من الناس يتفاخرون بطروحاتهم المتشددة أو بفكرهم المذهبي، ولا ندري ما إذا كانوا جميعا مدركين لمخاطر هذا النهج، لا سيما إزاء كل ما يحصل من تداعيات في أنحاء من العالم العربي.
في الفترة الأخيرة، برز في أوروبا وأميركا دور متعاظم لسياسيين وحزبيين ومرشحين للرئاسة، ممن يحملون أفكارا معادية للمسلمين والعرب، ويرفضون احترام رئيسيّ أميركا وفرنسا للدين الإسلامي ولجميع مكونات المجتمع.
في السياق نفسه، نجد عندنا في العالم العربي تيارات إسلامية تغتنم الفرصة لإطلاق الأحكام المعادية لشعوب بكاملها، من منطلق ديني أو حتى مذهبي.
ولا شك أن جمهور الإسلام السياسي هو الآن أمام امتحان بالغ الأهمية، بالنظر إلى تراكم الأزمات التي يمر بها العالم العربي والإسلامي، فلم يعد بالإمكان الوقوف موقف المتفرج على ما يجري حولنا.. لأن الفكر الإسلامي يأخذ، في بعض الظروف وفي بعض الأمكنة، طابع الرعاية والوعاء المحتضن للعنف والإرهاب. في حين أن هناك بعض الشخصيات الإسلامية المعتدلة بدأت تتفهم الواقع، وتميل إلى الاعتدال واحترام الآخر.
وإن قوى الإسلام السياسي بدأت تشعر بأنها مسؤولة أمام كثير من القواعد الشعبية، الذين يرفضون استغلال الفكر الديني لأجل العنف والإرهاب.. وهذا مع العلم بأن مجرد الانتماء إلى تيارات دينية هو في حد ذاته ربما يؤدي في نهاية المطاف إلى خيارات تتسم بالعنف وتبرر الإرهاب.
فلا بد من أن الجمهور الواسع هو الذي ينبغي أن يتمكن من وضع القوى والتيارات الإسلامية، على اختلاف أطيافها، عند مسؤوليتها، تجاه مقومات الحفاظ على البنية الاجتماعية، وعلى منطق الحوار، واحترام المصالح الوطنية والأمن القومي للبلاد.

بقلم الكاتبة | فوزية أبل

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*