تعرف شعوب العالم جميعها عشبة النعناع، وقد تفننوا في استخدامها، فأضافوها إلى الطعام والشراب والدواء. وقاموا بغلي أوراقها وأعدّوا منها مشروباً سائغاً، بل أضافوه لمشروبات أخرى كالشاي المغلي والليمون.
وجففوا أوراقها وطحنوها لتخزينها يابسة، واستخرجوا منها زيوتاً عطرية. عرف الأغريق فوائدها العلاجية مبكراً، وأضافوها إلى وصفاتهم الطبية. وفي مجال الزينة، كان الرومان يضعون أكاليل النعناع فوق رؤوسهم في احتفالاتهم.
واحتفت به كتب الطب العربية القديمة. ويتبَع النعناع، علميَّاً، إلى جنس نباتي علمي يسمّى الفصيلة الشفويّة، أعشاب هذا الجنس عشبيّة معمّرة ذات رائحة نفّاذة مُحبَّبة.
وتنبت على أطراف السواقي والمجمعات المائية، كما يمكن زراعته بطريقة زرع البقدونس نفسها.
تنبت أعشاب النعناع بصورة تلقائية في أيّ مناخ معتدل على حواف الترع والأنهار، كما يمكن نقله وزراعته كذلك، ويوجد من النعناع حول العالم حوالي 18 نوعاً، ومن أشهرها في البلاد العربية، الأيلي والبري والطويل والمائي والمدبب والهش.
ويزرعه كثير من الناس في حدائقهم وشرفات منازلهم مع نبات الريحان لتعطير الأجواء. علماء العرب القدامى أشاروا إليه في كتبهم، كابن سينا، الذي قال في كتابه (القانون): «إن أزهاره منشّطة وهاضمة وتزيل الصداع الناتج من الزكام».
وكانوا يطلقون عليه اسم الحبق، كما تعرّض ابن سينا لعشبة النعناع في مواضع متعددة يذكر فوائدها.
بينما قال داود الأنطاكي، في كتابه «التذكرة»: «النعناع يمنع من الغثيان، وأوجاع المعدة، والفواق (الزغطة)، ويطرد الديدان بالعسل والخل، وإنْ أُكل منع الطعام من أن يحمض أو يفسد؛ ولذلك يمنع التخمة، ويسكن وجع الأسنان مضغاً، ويقوّي القلب مع العود والمستكة».
كما أثبتت دراسات حديثة أن النعناع يساهم أحياناً، في تشجيع نمو الشعر.
وهو من أفضل المشروبات الساخنة لمرضى متلازمة القولون العصبي. أمّا أضراره، فهي بشكل أساسي، التحريض على القيء وجفاف الفم. ويمنع على الحامل تناول النعناع، خصوصاً في الأشهر الأولى من الحمل.
وقد ثبت حديثاً أن النَّـعْنَاع يحتوي على 70 سعرة حرارية، إضافة إلى نسبة دهون ودهون مشبعة وبروتينات وألياف وكربوهيدرات.
كما يحتوي على نسبة من الزيوت طيارة (المنثول).
ومن أشهر استخداماته العلاجية تسكين الآلام العصبية، والمغص وآلام المعدة، والانتفاخات، والاضطرابات المرارية، كما أنه مدر للبول، ويستعمل لعلاج الروماتيزم والمفاصل والالتهابات وغيرها.
كما يدخل النعناع في تركيب معجون الأسنان، لما له من فوائد لصحة الأسنان ومنعشة للفم.
أشهر استخدامات النعناع الغذائية تتمثل في غليه وشربه محلى بالسكر، أو مضافاً إلى الشاي لتعطيره، كما تستخدم أوراقه الخضراء في تحضير أطباق السلطات المختلفة.
وهناك حلوى مشهورة على هيئة أقراص تستحلب يستسيغها الأطفال تضاف إليها مادة النعناع.