تحاول سيدتان فرنسيتان مسلمتان أن تثبتا ان ارتداء الملابس الطويلة لا يتعارض مع الاناقة في الوقت الذي يسود يها نقاش في فرنسا منذ أكثر من أسبوعين حول الملابس الإسلامية المصصمة من ماركات غربية.
في العام 2014، أطلقت ايلين اجيسيلاس ومليكة مازا شركة «فرينغادين»، التي تطرح ملابس تتوافق مع متطلبات الزي الإسلامي من جهة والجمال من جهة أخرى.
وتمضي هاتان السيدتان أوقاتهما بين المكتب في سان دوني في ضاحية باريس، ولندن حيث مقر الشركة، لتلبية الطلب الكبير من النساء الأوروبيات، كما تقولان.
معظم زبونات الشركة من النساء المسلمات، لكن غير المسلمات أيضا يبدين اهتماما بما تنتجه هذه الشركة، وفقا للسيدتين اللتين تعربان عن أسفهما للنقاش الدائر حول ميل ماركات غربية مثل «يونيكلو» و«ماركس اند سبنسر» و«دولتشي اي غابانا» الى تصميم ملابس مخصصة للمسلمات المحجبات.
ففي فرنسا، حيث يحظر النقاب في الشارع والحجاب في المدارس، وحيث يمنع وضع الرموز الدينية الواضحة من قبل الموظفين الرسميين وتلاميذ المدارس العلمانية منذ العام 2004، اثار طرح بعض الشركات لملابس سباحة تلائم المحجبات استياء في بعض الاوساط الفرنسية، في حين اعتبر مسلمون ان هذا الجدل الذي وصل الى اوساط الموضة ينطوي على تمييز سلبي.
وتقول ايلين «نحن نرى ان الموضة يجب ان تكون متنوعة ومفتوحة لكل الناس، وبصراحة نحن لا نفهم سبب هذا الجدال العقيم».
وتقول شريكتها مليكة التي ترتدي ثوبا طويلا وحجابا وردي اللون وسترة مخملية «نمت موديست فاشن (الموضة المحتشمة) في بريطانيا قبل فرنسا، ولم يثير الامر هناك اي مشكلة».
وتضيف «هناك فرص كبيرة جدا في فرنسا»، مشيرة الى دراسة تتحدث عن ان الاموال التي ينفقها المسلمون في العالم المقدرة بنحو 266 مليار دولار يمكن ان ترتفع الى 484 مليارا في العام 2019.
ويعيش في فرنسا خمسة ملايين مسلم يشكلون أكبر تجمع للمسلمين في أوروبا، ويؤدون إلى توسيع نطاق سوق المأكولات الحلال.
وفي الوقت الذي يعارض البعض بقوة تصميم ملابس خاصة بالمحجبات، وصولا إلى دعوات لمقاطعة الشركات التي تصمم هذه الملابس، ترى ايلين ومليكة ان هذه الدعوات تنطوي على صورة نمطية بحق المحجبات وعلى ترهيب لهن ايضا.
وتقول مليكة، لقد اخترت الحجاب من تلقاء نفسي، وتابعت دراستي، وادافع عن حقوق النساء، ولدي الكلمة الفصل في المنزل.
وتتعاون السيدتان، وهما في الاربعينات من العمر، مع مصممة ازياء ويجرى تنفيذ التصاميم في فرنسا، ليكون سعر الثوب الواحد في حدود 150 يورو في المعدل.
ويقول المدون المسلم فاتح كيموش المتخصص في الاقتصاد الاسلامي ان عشرات العلامات التجارية في هذا النوع من الملابس بدأت تظهر في السنوات الاخيرة في فرنسا مثل «ميستورا» و«ايناس» و«الملتزمون» و«حجاب غلام».
وتعمل ايلين ومليكة على ان تكون ملابس شركتهما مختلفة عن ملابس المحجبات السائدة وخصوصا في الشرق الاوسط، ولاسيما من خلال المواد المستخدمة والزخارف والالوان الزاهية.