الرئيسية / محليات / “درقاو” و”شونة” و”جنجلي”.. مفردات تراثية كويتية غريبة على الجيل الحالي

“درقاو” و”شونة” و”جنجلي”.. مفردات تراثية كويتية غريبة على الجيل الحالي

 (درقاو) و(شونة) و(جنجلي) وغيرها من المفردات التي ارتبطت بمهن وحرف مارسها اهل الكويت قديما لاسيما المرتبطة بركوب البحر والغوص قد تثير استغراب غالبية ابناء الجيل الحالي من الكويتيين اذا مرت على اسماعهم لانها اندثرت مع اندثار مهنها وباتت جزءا من التراث الكويتي.

ومع اكتشاف الثروة النفطية وتحقيق العوائد المالية الضخمة ومواكبة البلاد ركب الحضارة والتطور توجه الكثير من الكويتيين الى الوظائف الحكومية او العمل الخاص المواكب لطبيعة النهضة الحديثة الامر الذي ادى الى اندثار معظم المهن والحرف التي كان يمارسها الكويتيون لكسب عيشهم ومن ثم اندثار المفردات المرتبطة بها.
واستخدم الكويتيون قديما مفردات ومصطلحات خاصة لكل مهنة وحرفة ولعل اهم المهن والحرف التي مارسها الكويتيون كانت تلك المرتبطة بالبحر لانه كان مورد الرزق الاول سواء في التجارة او الغوص او الصيد مما جعلها تزخر بالكثير من المفردات التي كان يتخاطب بها الكويتيون.
ولالقاء الضوء على هذه المفردات والتعرف على استخداماتها وشرح معانيها للجيل الحالي من الكويتيين التقت وكالة الانباء الكويتية (كونا) مع الباحث في التاريخ والتراث البحري نواف العصفور الذي قدم الكثير من الابحاث عن التراث الكويتي والمهن الكويتية القديمة.
وقال العصفور ل(كونا) اليوم الخميس إن أكثر المصطلحات والمفردات المهنية التي اندثرت هي التي كان يستخدمها البحارة والمقترنة بالغوص والسفن والسفر وأجزاء السفينة ومهن العمل عليها.
واشار الى عدد من المصطلحات المرتبطة بالمهن البحرية ومنها كلمة (درقاو) وتعني صيانة السفن وكان يقوم بهذه المهنة (القلاف) وهو صانع السفينة الذي يقرر ما إذا كانت السفينة بحاجة إلى تبديل المسامير أو الألواح الخشبية أو تصليح أي جزء تالف منها من عدمه.
وذكر ان هناك مفردات اخرى مثل (الشونة) أي طلاء السفينة من الأسفل بمادتي (الودج) وهو زيت مستخلص من الشحوم الحيوانية و(النوره) وهي مادة تتكون من مسحوق القواقع وكذلك مصطلح (الصل) وهو الزيت المستخرج من سمك السردين لدهان السفينة بالكامل إضافة إلى (جنجلي) أي الخشب الصلب المستخدم لقاعدة السفينة التي تسمى (البيس).
وتطرق إلى مصطلحات أخرى مثل (الهباب) وتعني غسل السفينة و (يسقب) أي تركيب (الدقل) وهو صاري السفينة وعكسها (يخزر) أي إنزال الصاري و(يبرخ) بمعنى سحب حبل مرساة السفينة وكلمة (هريا) التي تعني انزال الشراع وعادة ما يأمر النوخذة البحارة فيقول “هريا شراع” وكلمة (سيه) وهو أمر برفع الشراع أو تقال على وجه آخر “اضرب صلي”.
وذكر ان هناك كلمات اخرى مثل (خايور) وتعني لف الشراع من جهة إلى أخرى و (اطرح) وهو أمر بوقف السفينة و(امزر) بمعنى التزود بالماء و(انسع) أي إدفع للأمام وكل هذه الكلمات تشكل أوامر النوخذة للبحارة.
وأضاف أن من بين الكلمات التي اندثرت أيضا كلمة (طوينه) أي المكان الذي تنطلق منه سفن السفر في بحر الشويخ “موقع الميناء حاليا” مبينا أن الكويتيين في السابق اعتادوا على ترسية السفن هناك لحمايتها من الرياح.
ولفت الى أن من بين الكلمات القديمة أيضا كلمة (ميدفه) وهو أحد الأخشاب التي تستند عليها السفينة وتكون على جوانبها وكلمة (وشار) وهي السفينة الجديدة وعكسها (عشار) السفينة القديمة.
وبين أن هناك الكثير من الكلمات القديمة تخص أجزاء مهمة في سفن الغوص والسفر منها (الجامعة) وهي بكرة كبيرة ذات أربع فتحات تستخدم لرفع وإنزال الشراع و(بيوار) وهو أحد حبال صاري السفينة و(الجيب) وهو أحد أشرعة السفينة و(البنديرة) أي سارية خشبية يرفع عليها العلم و(الجرخ) وهي عجلة المقود التي يقودها (السكوني).
ولفت إلى أن مصطلح (الدبوسة) يعني غرفة المخزن لوضع الطعام والأشرعة وتستخدم لنوم النوخذة وكلمة (زيله) وهي علبة من الصفيح لغرف الماء.
وتحدث العصفور أيضا عن مصطلحات قديمة تخص مجال الغوص منها (كمال) وهو جهاز يستخدمه النوخذة لتحديد موقع السفينة و (الديين) وهي عبارة عن سلة مغربلة على شكل شباك يضع فيها الغواص المحار أما (الايده) وهو حبل متصل بالديين يمسك به السيب لسحب الغواص من قاع البحر.
وأوضح أن كلمة (خبط) تعني القفازات الجلدية التي كان يضعها الغائص على أصابعه لحمايتها من صخور قاع البحر الحادة اما كلمة (الحجر) فتعني الصخر أو الرصاص ويزن 7 كيلوغرامات لإنزال الغواص بأسرع وقت إلى قاع البحر.
ومن المصطلحات المهنية التي عفى عليها الزمن أسماء الأدوات التي كان يستخدمها (الطواويش) وهم تجار اللؤلؤ مثل (البشتخته) وهو عبارة عن صندوق خشبي يجلب من الهند مزخرف بنقوش جميلة يضع فيها الطواش حبات اللؤلؤ لفرزها وتقييمها.
ومن ضمن هذه المصطلحات أيضا (مخمل) وهي قطعة من القماش تتميز باللون الأحمر أو الأسود أو الأزرق يضع فيها النوخذة اللآلئ علاوة على مصطلح (مثاقيل) وهي أوزان من أحجار العقيق تستخدم لوزن اللؤلؤ بينما يعني مصطلح (الدسته) قطعة من القماش حمراء اللون بمقاس متر أو متر ونصف المتر يضع فيها (الطواش) معدات فرز وقياس اللؤلؤ.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*