إن نظرة الناس إلى صحتهم مؤشر إلى طول العمر! فقد وجد العلماء أن الأفراد الأكثر إيجابية يميلون إلى العيش لفترة أطول، فيما المصابون بوسواس المرض يعيشون أقل.
في الواقع، تعتبر نظرتك إلى صحتك أفضل دليل إلى طول عمرك، كما وجد الباحثون في دراسة أجريت على الآلاف من الرجال والنساء البريطانيين. ويعدّ ذلك أكثر موثوقية لطول العمر من التدخين، أو التمتع بصداقات كثيرة أو تعاطي أدوية مختلفة. كما أنَّ مدى السهولة التي يجد بها الأفراد القيام بأنشطة يومية مثل الأعمال المنزلية تعتبر دليلاً على طول العمر.
وقال الباحثون، الذين كان من بينهم خبير جامعة أكسفورد، أن سؤال متقدمين في العمر يعانون من العديد من أعراض اعتلال الصحة، عن حالهم قد يكون وسيلة فعالة وغير مكلفة لتحديد من هم في حاجة للمساعدة. إذ قام العلماء بتحليل 29 عاماً من البيانات على حياة وصحة أكثر من 6000 من الرجال والنساء من نيوكاسل ومانشستر.
وقد خضع المتطوعون، الذين تتراوح أعمارهم بين 41 و 96 عاماً في بداية الدراسة، لاختبارات عقلية عادية، فضلاً عن طرح مجموعة أسئلة حول حياتهم اليومية.
وبينت الدراسة أن مفهوم الصحة هو الأكثر أهمية من بين 65 عاملاً يحتمل أن يكون لها تأثير على مدى طول فترة حياة المتطوعين، بما في ذلك التدخين.
يقول باحث جامعة جنيف Stephen Aichele : ينبغي أن يؤخذ تصور الشخص عن حالته الصحية على محمل الجد، فالأمر يتجاوز مجرد التفكير الإيجابي.
إضافة إلى أن للعقل النشط أيضاً دوراً مهماً، فمن تنشط عقولهم على مدى السنوات، يعيشون أطول من أولئك الذين تتباطأ لديهم بشكل ملحوظ قوة المعالجة والتفكير، وفقاً لتقارير دورية في علم النفس.
وأضاف الدكتور Aichele: “تبين دراستنا أن اثنين من المتغيرات النفسية، هما انخفاض التصنيف الذاتي للصحة والتناقصات المرتبطة بالعمر، مؤشران هامان متعلقان بالوفاة في منتصف العمر ولدى كبار السن.
إذا عرفنا مدى الصحة التي يشعر بها الشخص عند نقطة معينة من الزمن، ومن ثم تعقب التغييرات في سرعة المعالجة العقلية مع التقدم في السن، يمكن لهذين المصدرين من المعلومات زيادة التوقعات بطول عمر الفرد”.