تشهد مدينة أعزاز السورية حالة هدوء نسبية بعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين “دولة الإسلام في العراق والشام” (داعش) المنتمية لتنظيم القاعدة و”لواء عاصفة الشمال” المنضوي ضمن الجيش الحر، وذلك بعد يومين من سيطرة “داعش” على أعزاز.
وتأتي هذه الاتفاقية في محاولة لوقف الاقتتال بين مجاهدي تنظيم القاعدة والجيش الحر، والعودة إلى مسرح مقاومة النظام السوري والابتعاد عن خلق جبهات جديدة من شأنها إضعاف قوة الجيش الحر.
جيش المهاجرين والأنصار
ووفقا لصحيفة الوطن الكويتية، فقد وقع الملقب “أبوعبدالرحمن الكويتي” ممثلا عن داعش اتفاقية “الهدنة” مع ممثل الجيش الحر النقيب المنشق أحمد أبو راشد، فيما وقع أيضاً بصفة شاهد، كل من أبو توفيق عن لواء التوحيد، وأبو إبراهيم الشيشاني قائد ما يعرف بـ”جيش المهاجرين والأنصار”.
وندد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بعدوان داعش على قوى الثورة السورية والاستهتار المتكرر بأرواح السوريين، معتبرا أن ممارساتها “خروج عن إطار الثورة السورية”.
وأدان الائتلاف، في بيان نشر على موقعه الإلكتروني أمس الجمعة، “عدوان داعش ـ دولة الإسلام في العراق والشام ـ على قوى الثورة السورية، والاستهتار المتكرر بأرواح السوريين، معتبراً أن هذه الممارسات تعدّ خروجاً عن إطار الثورة السورية وتشكل تناقضاً مباشراً مع المبادئ التي تسعى الثورة السورية إلى تحقيقها.
الاتهام بالارتباط بأجندة خارجية
واتهم الائتلاف التنظيم بـ”الارتباط بأجندات خارجية، وبدعوته لقيام دولة جديدة ضمن كيان الدولة السورية، متعدياً بذلك على السيادة الوطنية”.
كما اتهمه بـ”تكرار ممارسة القمع، والاعتداء على حريات المواطنين والأطباء والصحافيين والناشطين السياسيين خلال الشهور الماضية”.
واعتبر أن التنظيم احتكم إلى القوة في التعامل مع المدنيين، وشرع بمحاربة كتائب الجيش الحر، كما حدث أخيرا في 18 أغسطس 2013 بمدينة أعزاز بريف حلب أثناء محاولته السيطرة على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا.
واتهم الائتلاف مقاتلي التنظيم بـ”التوقف عن محاربة النظام في عدة جبهات، وانتقالهم لتعزيز مواقعهم في مناطق محررة”، معتبراً أن وجودهم في هذه المناطق يشكل خطراً على المدنيين واستعادة لتاريخ قمع حزب البعث وجيش نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وشبيحته.
هذا وقد توصل تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، ولواء عاصفة الشمال التابع للجيش السوري الحر إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار أثر الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين بمدينة أعزاز.
وقف إطلاق النار فوراً
وجاء في نص الاتفاق الذي نشره لواء عاصفة الشمال، أنه تم بين الطرفين الأول دولة الإسلام في العراق والشام، والثاني لواء عاصفة الشمال، على وقف إطلاق النار فوراً، وخروج جميع المحتجزين بسبب المشكلة خلال 24 ساعة من تاريخ توقيع الاتفاق، ورد جميع الممتلكات المحتجزة لدى الطرفين.
واتفقا أيضاً على أن يضع لواء التوحيد المنتمي للجيش الحر، حاجزاً بين الطرفين لحين انتهاء المشكلة في أعزاز، وأن يكون المرجع في أي خلاف هيئة شرعية معتبرة من الطرفين.